استقبلت دار الصنائع والفنون الوطنية، والمتحف الإثنوغرافي بمدينة تطوان مساء يوم الجمعة 25 يوليوز 2025 الطلبة والطالبات من روسيا الاتحادية المشاركين في فعاليات الدورة التكوينية الصيفية التي تحتضنها كلية أصول الدين بتطوان، وذلك من خلال تنظيم زيارة ميدانية التي أطرها كل من الدكتور عبد الجليل قدوري، ومديرة المشاريع بمؤسسة الثقافة العربية"الحضارة" في روسيا الاتحادية، أليونا ريفينا، ومنسق نادي اللغات والتواصل بكلية أصول الدين، إلياس التاغي.
صورة تذكارية للطالبات والطلبة من روسيا الاتحادية ومؤطري الزيارة بساحة دار الصنائع والفنون الوطنية.
وقد شكلت هذه الزيارة فرصة لإطلاع الطالبات والطلبة من روسيا الاتحادية عن قرب على أبرز مؤسسة ثقافية بمدينة تطوان المعنية بالحفاظ على الحرف التقليدية ذات الطابع المغربي الأندلسي الإسلامي. وهي مؤسسة "دار الصنائع والفنون الوطنية". والتي تأسست سنة 1919م، بمبادرة من المجلس العلمي المحلي لتطوان، الذي كان يضم آنذاك نخبة من الشخصيات المغربية والإسبانية، في مقدمتهم الحاج عبد السلام بنونة. وفي فترة لاحقة ما بين 1930 و1955م، تميزت المؤسسة بإشراف الفنان الإسباني المعروف "ماريانو بيرتوشي".
وفي هذا السياق، يقول المعلم محمد، المتخصص في الحدادة الفنية، أن الفنان السالف الذكر، كان هدفه في الإشراف على هذه المؤسسة جمع الحرفيين المتخصصين في الترميم. وأكد هذا، بقوله : " في سنة 1934 أخذ الفنان ماريو بيرتوشي كل الحرفيين البارزين لترميم المآثر التاريخية في بلاد"
وعلى هذا، أكد أن لهذه المؤسسة كان لها الفضل الكبير في الحفاظ على التراث الحضاري والإنساني ذات الطابع المغربي الأندلسي الإسلامي. كما أوضح أن المؤسسة تحتضن مجموعة من التلاميذ الموزعين على ورشات مهنية متعددة، يشرف عليها نخبة من المعلمين المتخصصين في عدد من الحرف التقليدية، من بينها: النجارة، الزخرفة على الخشب، الحدادة، الزليج، الجبس المنقوش، الخشب المُطعَّم... فضلا عن ذلك، يتم تعليمهم الحرف العصرية حتى يكونوا قادرين على مزاولة مهنة من المهن في رحاب المجتمع.
وكما اكتشف الطلبة والطالبات من روسيا الاتحادية ما يزخر به "المتحف الإثنوغرافي" بباب العقلة الذي تأسس سنة 1928م. وقد أكد في هذا السياق، السيد أسامة بنلفقيه، وهو محافظ مساعد في المتحف، أن المتحف كان يوجد بدار بنونة بالمدينة العتيقة. ثم، في سنة 1948م، تم تدشينه في مقره الحالي بحصن السقالة بباب العقلة. كما اطلع الوفد الطلابي على مجموعة من التحف التي تعكس التراث الحرفي لمدينة تطوان ومحيطها، إلى جانب مكونات ثقافية أخرى كثيرة يحتضنها المتحف. فضلا عن ذلك، تعرفوا على حديقة ذات نمط أندلسي مستوحى من حدائق القصور الأندلسية.
صورة تذكارية للطالبات والطلبة من روسيا الاتحادية ومؤطري الزيارة بحديقة المتحف الإثنوغرافي.
وقد أبدى الطلبة والطالبات إعجابهم الكبير بالمؤسستين الثقافيتين بمدينة تطوان، كما عبروا عن امتنانهم العميق لما وفرته هذه الزيارة الميدانية من فرصة ثمينة لفهم مكونات الثقافة المغربية عموما، والثقافة التطوانية خصوصا.
وتأتي هذه الزيارة ضمن الدورة التكوينية الصيفية، في إطار تفعيل الشراكة الموقعة بين مؤسسة الثقافة العربية " الحضارة" في روسيا الاتحادية وكلية أصول الدين بتطوان التي تساهم في تعزيز الإشعاع الثقافي والحضاري للمملكة المغربية، وترسيخ جسور التواصل مع الشعوب والثقافات الأخرى، كروسيا الاتحادية وغيرها من البلدان، والتأكيد على أن المغرب بلاد تاريخ وحضارة وتسامح وحوار وتواصل واعتدال.
إلياس التاغي، منسق نادي اللغات والتواصل الحضاري بكلية أصول الدين.