مع إعلان نتائج الباكالوريا في المغرب، تطرح مسألة التوجيه، وهي إشكالية تقع على عاتق الأسر، والتلاميذ بصفة خاصة، ونظرا لضعف آليات التوجيه ومساراته، يحاول التلاميذ ومعهم أسرهم عدم تضييع أي فرصة لاجتياز مباراة دخول هذه الكلية أو تلك المدرسة العليا، لكن تقارب مواعيد المباريات بل وتزامنها أحيانا، إلى جانب تباعدها جغرافيا، يجعل من هذه المرحلة تشكل عبء ماديا وبدنيا على المتبارين وأسرهم.. النموذج من جهة درعة تافيلالت، وإن كان الإشكال مطروحا عند جل أقاليم الجهات الأخرى، مما يطرح غياب تكافؤ الفرص وانعدام العدالة المجالية بين أبناء الجهات المختلفة.
إذ من غير المنطقي أن يجتاز التلاميذ الحاصلون على الباكالوريا بجهة درعة تافيلالت مباراة ولوج كلية الطب بالراشيدية يوم 19 يوليوز 2025 ويتنقلوا مباشرة إلى الرباط لاجتياز مباراة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة يوم 20 من نفس الشهر، ومنها مباشرة إلى أكادير في اليوم الموالي ليجتازوا مباراة ولوج المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، ومنها إلى مراكش لاجتياز مباراة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية يوم 22 يوليوز و منها إلى مكناس أو الدارالبيضاء أو الرباط لاجتياز مباراة ولوج المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن يوم 23 يوليوز الجاري، أي إرهاق بدني ومالي وفكري سيتحملون؟ أين تكافؤ الفرص من كل هذا؟ لماذا لا يتم الاقتصار على مباراة واحدة مشتركة مثلا أو اعتماد مركز امتحان قار في كل جهة لجميع المباريات..
عز الدين الميداوي، وزير التعليم العالي