محمد عطيف: حان الوقت لاستخلاص الدروس من أوراش التطوع

محمد عطيف: حان الوقت لاستخلاص الدروس من أوراش التطوع محمد عطيف والورش النموذجي بحديقة لارميطاج البيضاء الذي ترأسه المرحوم نوبير الأموي
في صيف سنة 1998، نظّمت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وعلى مدى شهر كامل (من 15 يوليوز إلى 15 غشت)، عدة أوراش في عدد من المدن والقرى المغربية تحت شعار: "التضامن من أجل بناء وطن للجميع".

وقد تم افتتاح هذه الأوراش يوم 28 يونيو 1998، بالورش النموذجي "محمد باهي" بحديقة لارميطاج بمدينة الدار البيضاء، وكان الاختتام يوم 20 غشت 1998 بتاغبالوت.

أما عن الحصيلة، والتي كانت نتيجة مجهود ذاتي تقريبًا، فإنها كانت إيجابية على العموم.

وللتذكير، فإن هذه الأوراش تُعد ثاني تجربة في مجال العمل التطوعي في تاريخ المغرب، بعد ورش "طريق الوحدة" الذي كان مهندسه ومؤطره الشهيد المهدي بن بركة سنة 1957، حيث نتذكر قولته الشهيرة آنذاك: "نحن نبني الطريق والطريق تبنينا".

كانت فعلًا تجارب مليئة بالأمل على أننا قادرون على الارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة، لو أدركنا جميعًا، دولة ومجتمعًا، مغزاها وأبعادها، ولو تشبعنا بمفهوم التضامن والتطوع الذي يزرع في الإنسان عدة قيم بدأنا نفقدها اليوم.

اليوم، وبعد 27 سنة على أوراش الكونفدرالية، وبعد 68 سنة على ورش طريق الوحدة، أعتقد أننا مطالبون بالتفكير مجددًا في الموضوع، موضوع التضامن والتطوع، علّنا ندرك في يوم من الأيام أننا أضعنا وقتًا طويلًا، وفرصًا كثيرة، وأن علينا أن نضطلع بمسؤولياتنا جميعًا، إذا أردنا فعلًا، لا قولًا، بناء وطن يسعنا جميعًا، وطن الحرية والكرامة والديمقراطية.