كريم مولاي: صراع الأجنحة في الجزائر.. لعبة نفوذ في قلب السلطة

كريم مولاي: صراع الأجنحة في الجزائر.. لعبة نفوذ في قلب السلطة كريم مولاي

تشهد الجزائر في الآونة الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق في صراع الأجنحة داخل السلطة، بعد سلسلة من التطورات التي كشفت هشاشة التوازنات بين كبار المسؤولين في المؤسستين العسكرية والأمنية.

أبرز هذه التطورات كان عزل واعتقال الجنرال ناصر الجن، أحد أبرز وجوه الاستخبارات الجزائرية، ثم سجن قائد الدرك الوطني السابق، أولحاج، في خطوة فُسّرت على أنها ضربة قوية لجناح كان يتمدد داخل الأجهزة الحساسة ويهدد نفوذ رئيس الأركان الحالي، الفريق سعيد شنقريحة.

وقد فتح ذلك أبواب التأويلات حول عمق الانقسام داخل القيادة العليا، بين جناح يريد المحافظة على هيمنة المؤسسة العسكرية على مفاصل الحكم، وآخر يسعى إلى إعادة تموضعه بالتحالف مع قوى مدنية أو حتى جهات خارجية.

معلومات أخرى أفادت بوجود حملة إقالات جماعية وتحقيقات مطولة طالت ضباطًا بارزين يُشتبه في ولائهم لتيارات مناوئة داخل الجيش، كما تم تجميد بعض شبكات النفوذ المرتبطة بمصالح اقتصادية ومالية واسعة، واعتُقل بعض رجال المال والأعمال، ما يعكس امتداد الصراع إلى ما هو أبعد من مجرد خلاف على المناصب.

الواضح اليوم أن الجزائر على أعتاب مرحلة سياسية حساسة، حيث تتقاطع صراعات الأجهزة مع استحقاقات داخلية وخارجية، في ظل ضعف مؤسسات الرقابة المدنية وتغوّل مراكز النفوذ الخفية. كل هذا أدى إلى فصل جديد من لعبة السلطة التي تدور في الخفاء منذ سنوات.

 

كريم مولاي، خبير أمني جزائري- لندن

 

اعتقال قائد الدرك الوطني السابق علي أولحاج من طرف الأمن العسكري
 جاء بسبب صراع الأجنحة