سرطان المستقيم السفلي المحلي.. هل انتهى عصر الفتحة الاصطناعية لإخراج البراز؟ 

سرطان المستقيم السفلي المحلي.. هل انتهى عصر الفتحة الاصطناعية لإخراج البراز؟  الدكتور أنور الشرقاوي والدكتور عبد الإله الصوادقة (يسارا)
 حوار مع الدكتور عبد الإله الصوادقة، رئيس الجمعية المغربية لطب الأورام الهضمية ( SMOD )، وقد  أجراه الدكتور أنور الشرقاوي، خبير في الإعلام الطبي والصحافة الصحية. 
 
تحتضن مدينة طنجة، يومي 11 و12 يوليوز 2025، الدورة الثالثة من الأيام العلمية السنوية للجمعية المغربية لطب الأورام الهضمية. ويتمحور موضوع هذا اللقاء العلمي حول سرطان المستقيم السفلي المحلي. بهذه المناسبة، أجرى الدكتور أنور الشرقاوي هذا الحوار الخاص مع الدكتور عبد الإله الصوادقة، رئيس الجمعية.
 
 الدكتور أنور الشرقاوي: 
في عصر الطب الدقيق، ما هي في نظرك الطرق الأنجع للكشف المبكر عن سرطان المستقيم السفلي؟
 
 الدكتور عبد الإله الصوادقة: 
الكشف يبدأ بالفحص السريري من طرف اختصاصي في أمراض الشرج والمستقيم، ثم تنظير المستقيم مع أخذ عينات (خزعات)، بالإضافة إلى التصوير الطبي، وخاصة الرنين المغناطيسي (IRM).
أما الاختبار المناعي للكشف عن الدم في البراز (اختبار FIT)، والمُوصى به ابتداءً من سن 50، فهو أداة فعالة جدًا للكشف المبكر.
 
 الدكتور أنور الشرقاوي: 
يقال إن الرنين المغناطيسي الحوضي لا غنى عنه.
 ما هو دوره بالضبط في تقييم درجة انتشار الورم؟
 
 الدكتور عبد الإله الصوادقة: 
هذا الفحص يساعد على تحديد عمق اختراق الورم، ومدى قربه من العضلات العاصرة، ووجود الغدد اللمفاوية المشبوهة.
وهو ضروري لاختيار العلاج المناسب، خصوصًا لتحديد إن كانت هناك حاجة لعلاج إشعاعي وكيماوي قبل الجراحة.
 
 الدكتور أنور الشرقاوي: 
هل توجد مؤشرات بيولوجية أو جزيئية تساعد في اختيار العلاج أو تقييم الإنذار الطبي؟
 
 الدكتور عبد الإله الصوادقة: 
نعم، في الحالات المتقدمة من سرطان المستقيم، تُستخدم مؤخرًا مؤشرات مثل طفرات RAS وBRAF، وعدم استقرار الميكروساتيلايت (MSI)، لتوجيه العلاجات الموجهة أو المناعية.
لكن بالنسبة للسرطانات الموضعية، لا تزال هذه المؤشرات قليلة الاستخدام في الممارسة اليومية.
 
 الدكتور أنور الشرقاوي: 
متى تختارون العلاج الإشعاعي القصير المدى مقابل الطويل؟
 وما المنتظر من كل واحد منهما؟
 
 الدكتور عبد الإله الصوادقة: 
العلاج الإشعاعي القصير المدة  (خمس حصص خلال أسبوع) يُستخدم في الحالات المعتدلة.
أما العلاج الطويل، المرفق بالعلاج الكيماوي، فهو مخصص للحالات الأكثر تقدمًا.
وفي بعض الأحيان، يؤدي هذا العلاج إلى اختفاء الورم كليًا، مما قد يجعل الجراحة غير ضرورية.
 
 الدكتور أنور الشرقاوي: 
ما هي الشروط التي تسمح بالحفاظ على العضلة العاصرة (sphincter) وتفادي البتر الكامل؟
 
 الدكتور عبد الإله الصوادقة: 
إذا كان الورم بعيدًا بأكثر من سنتيمتر واحد عن أعلى العضلة العاصرة، ولم تظهر صور الرنين المغناطيسي أي اختراق، يمكن اللجوء إلى جراحة محافظة.
الهدف هو الحفاظ على الوظيفة الشرجية دون التأثير على فرص الشفاء.
 
 الدكتور أنور الشرقاوي: 
ما رأيكم في استراتيجية "المراقبة والانتظار" (Watch and Wait) بعد استجابة تامة للعلاج الكيمياءي والاشعاعي قبل اللجوء الى الجراحة ؟
 
 الدكتور عبد الإله الصوادقة: 
نعم، نلجأ لها في حالات محددة، عندما تظهر الفحوصات السريرية، والتنظير، والرنين المغناطيسي أن الورم اختفى بالكامل.
هذه الاستراتيجية تتفادى الجراحة، لكن تتطلب مراقبة دقيقة ومنتظمة جدًا.
 
 الدكتور أنور الشرقاوي: 
هل هناك تطورات حديثة في مجال العلاج الإشعاعي؟
 مثل الإشعاع التكيفي أو الموجه؟
 
 الدكتور عبد الإله الصوادقة: 
بالتأكيد.
العلاج الإشعاعي الموجه (IMRT) يسمح بتوجيه الأشعة بدقة أكبر نحو الورم، مع تقليل الأضرار على الأنسجة السليمة.
هذا يعني آثار جانبية أقل ونوعية حياة أفضل للمريض.
 
 الدكتور أنور الشرقاوي: 
هل سنرى قريبًا دخول العلاج المناعي والعلاج الموجه ضمن بروتوكولات هذا النوع من السرطان؟
 
 الدكتور عبد الإله الصوادقة: 
العلاج المناعي واعد، خاصة للمرضى الذين يعانون من أورام غير مستقرة وراثيًا (MSI) أو بها طفرات معينة.
هذه الحالات لا تزال نادرة في السرطان الموضعي للمستقيم، لكن التجارب السريرية قد تُوسّع هذه المؤشرات مستقبلاً.
 
الدكتور أنور الشرقاوي: 
كيف يتم اتخاذ القرار العلاجي في الاجتماعات متعددة التخصصات RCP؟
وهل للمريض دور في القرار؟
 
 الدكتور عبد الإله الصوادقة: 
القرار يُتخذ جماعيًا بين الجراحين، أطباء الأورام، أطباء الأشعة، أطباء التحاليل النسيجية.
و المريض يُعلَم دائمًا بالخطة العلاجية، ويؤخذ رأيه بعين الاعتبار.
الاستماع للمريض والحصول على موافقة واضحة جزء أساسي من الممارسة العلاجية الحديثة والناجعة. 
 
 الدكتور أنور الشرقاوي: 
في رأيك، ما هي أكبر التحديات الحالية؟ وأين تتجه الأبحاث الواعدة؟
 
 الدكتور عبد الإله الصوادقة: 
أكبر تحدي هو تحسين جودة حياة المريض بعد العلاج، خصوصًا تفادي الفتحات الاصطناعية الدائمة (stomies) والحد من المضاعفات الوظيفية.
البحث يتقدم في مجالات العلاج المناعي، الأشعة الموجهة، المؤشرات الحيوية، وأيضًا في الحلول الأقل تدخلاً جراحياً، مثل "المراقبة والانتظار".