تاونات.. الإقليم الذي تعب من الانتظار

تاونات.. الإقليم الذي تعب من الانتظار أنيسة الوردي ومشاهد لمعاناة سكان الإقليم

في عمق هذا الوطن، حيث تمتد الجبال وتتعانق الوديان، هناك إقليم اسمه تاونات...إقليم اختار الصمت حين خذله الصوت، واختار الصبر حين تاهت عنه القرارات...

تاونات ليست مجرد نقطة على خارطة المملكة، بل أرضٌ تنبض بكرامة أهلها، وصبر سكانها، وأمل أبنائها...لكنها إلى اليوم، لا تزال أسيرة وعود لم تكتمل، وأحلام لم تشرق.

اليوم، ونحن نقف أمام واقع يَندى له الجبين، لا بد من طرح السؤال الذي يحمله كل مواطن من هذا الإقليم: أين أنتم يا ممثلي الأمة؟ أين ذهبت الوعود التي أطلقت في حملاتكم الانتخابية؟ أهي كلمات زائلة خلفتها الأيام،أم مسؤولية لا تزال تنتظر الوفاء؟

إلى السادة البرلمانيين، إلى رئيس المجلس الإقليمي، إلى رؤساء الجماعات:

دوركم لم يكن يوماً شرفاً شخّصته المقاعد ولا لقباً تُزين به خطاباتكم، بل مسؤولية حملتموها أمام الله، ثم أمام هذا الوطن وأمام الملك.

فأين أنتم من أزمة الماء التي أنهكت الساكنة في القرى والمداشر؟ أين أنتم من مدارس تعاني نقصاً في التجهيز والمعلمين؟

أين أنتم من مستشفيات صامتة أمام آلام المرضى؟ أين أنتم من طرق تقطعها الأرجل المتعبة، وأكواخ يحاصرها الفقر والإهمال؟ووو...

إن العمل السياسي، أيها السادة، لا يُقاس بعدد الأسئلة الشفوية ولا بعدد الصور التذكارية، بل بما تحققونه في الميدان، بما تتركونه للأجيال القادمة من أثر وبصمة...

إن إقليم تاونات، بكل ثقله البشري والجغرافي، لا يليق به هذا القدر من التهميش(...).

لا يليق ببناته وأبنائه أن يعيشوا في دائرة من الوعود المؤجلة والمشاريع المعطلة(...).

فإما أن تكونوا في مستوى الأمانة التي منحكم إياها المواطن بثقته، أو أن تعترفوا صراحة بعجزكم، وتفتحوا الباب أمام كفاءات جديدة تحمل من الغيرة والصدق ما يكفي لتغيير هذا الواقع المرير.

المسؤولية لا تحتاج إلى تبريرات، بل إلى إنجازات...والمواطن لا يحتاج إلى خطابات، بل إلى حلول...

تاونات اليوم لا تطلب صدقة من أحد، بل تطلب حقها المشروع في التنمية والكرامة.

فكونوا، بحق، منارات للتغيير...أو اتركوا المجال لمن لا يخشون خوض معارك الإصلاح مهما كان الثمن...