محمد عطيف: حوادث السير.. الوقاية خير من العلاج

محمد عطيف: حوادث السير.. الوقاية خير من العلاج محمد عطيف
" الوقاية خير من العلاج " مثال قديم ومتداول بكثرة في خطابنا وفي مقرراتنا الدراسية، وهو ينطبق في الغالب على المجال الصحي مع أن هناك مجالات أخرى تبقى هي الأخرى معنية بهذا المثل، وعلى رأسها مجال السير وحوادثة الكثيرة والمميتة أحيانا، والتي تكلفنا، مجتمعا ودولة، الكثير من الخسائر المادية والبشرية.
لذلك فإن الوقاية هنا تصبح شرطا ضروريا لتفادي المآسي الكثيرة التي تحدث يوميا بسبب تهور السائقين، و عدم احترام قوانين السير، وأساسا بسبب غياب الوقاية بمعنى المراقبة الصارمة، البشرية منها عن طريق رجال الأمن، أو الآلية عن طريق كاميرات المراقبة، مع تطبيق القانون على كل المخالفين بالجدية المطلوبة والصرامة الضرورية.
إن هذا الموضوع الذي نتطرق إليه يوميا على اعتبار أن هذه الحوادث أصبحت تقع بدورها كل يوم تقريبا، لم يعد يحتمل الاكتفاء بالدعاية والتوعية والتحسيس والإشهار مع ما يتطلب ذلك من ميزانية ضخمة حبذا لو صرفت في تحسين أوضاع رجال الأمن المادية والمعنوية، وفي شراء كاميرات المراقبة، حيث سنلاحظ هنا أننا عوض صرف ميزانيات كبيرة على كلام وصور لم تجد نفعا للتقليص من حوادث السير وآثارها، فإننا بالمقابل سنستخلص أموالا كثيرة من مداخيل الغرامات المطبقة على المخالفين، وسنقلص من هذه الحوادث، وهذا هو الأهم على اعتبار أن حياة الإنسان لا تقدر بثمن.
لذلك علينا جميعا أن نقف قليلا لنتأمل هذه الحالة الغير طبيعية، وأن نتحرك ونقول جميعا كفى استهتارا بأرواح المواطنين، كفى استهتارا بالقوانين التي لا تطبق بالصرامة اللازمة، كفى تبديرا للأموال في سياسة "وقائية" تعتمد الخطب التي لم تجد نفعا، كفى وكفى ...