بعد انتخابه كاتبًا جهويًا.. لهوايشري يستعرض كناش تحملات"البيجيدي" بالبيضاء

بعد انتخابه كاتبًا جهويًا.. لهوايشري يستعرض كناش تحملات"البيجيدي" بالبيضاء عبد الكريم لهوايشري
في أول حوار صحفي له بعد انتخابه كاتبًا جهويًا لحزب العدالة والتنمية بجهة الدار البيضاء سطات، يسلط عبد الكريم لهوايشري الضوء على رؤيته للمرحلة المقبلة، وأولوياته التنظيمية، وتقييمه لأداء الحزب في جهة تُعد قلب الاقتصاد الوطني.  في هذا الحوار يتطرق الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية إلى التحديات التي تواجه الحزب بعد نتائج 2021، ويؤكد على ضرورة إعادة بناء الثقة مع المواطنين.

تم انتخابكم كاتبًا جهويًا لحزب العدالة والتنمية لجهة الدار البيضاء سطات، ما هو كناش تحملاتكم لإدارة شؤون الحزب على مستوى الجهة؟
- في البداية، أشكر صحيفة "أنفاس بريس" و"الوطن الآن" على هذا الحوار، والشكر موصول لأعضاء حزب العدالة والتنمية بجهة الدار البيضاء سطات على ثقتهم الغالية واختيارهم لي كاتبًا جهويًا لحزبنا الصامد في زمن دقيق؛ زمن يطبعه النكوص والمسّ بمصداقية الاختيار الديمقراطي، بل اهتزاز ثقة المواطنين في جدوى المشاركة السياسية باعتبارها المدخل الأساس لهذا الاختيار.

وهي مناسبة لنؤكد بأن المؤتمر الجهوي السابع شكّل استمرارًا للدينامية الإيجابية التي أطلقها نجاح المؤتمر الوطني الأخير للحزب، إذ نلمس بشكل واضح حنين جزء كبير من المغاربة إلى عودة الحزب لتبوّؤ مراتب متقدمة في المشهد السياسي، بعد الفشل الذريع للحكومة وأغلبيتها وعجزها عن الوفاء بوعودها، مما دفع المنصفين من الناس إلى مقارنة الفترة التي كان يساهم فيها الحزب في تدبير شؤون المغاربة من موقع متقدم مع المرحلة الحالية. وهو ما يحتم علينا أن نكون في مستوى انتظارات الناس من الحزب.

تشكّل الدار البيضاء عصب الجهة مقارنة مع باقي المدن، هل سيتم تخصيص الدار البيضاء بخطة خاصة؟ إن كانت هناك خطة، ما هي معالمها؟
- لا شك في أن لجهة الدار البيضاء سطات مكانة خاصة ومركزية، بحكم حجمها، وباعتبارها القلب النابض للنشاط الاقتصادي للمملكة. لذلك، فنحن واعون بهذه الأهمية وبخصوصية الجهة، وهذا يعظّم من حجم المسؤولية وضرورة تقديم أفضل ما لدينا لنكون في المستوى المطلوب، خاصة في ظل الفراغ المهول والوضع المرتبك الذي خلّفته الأغلبية "المتحكمة" في تسيير الجهة والجماعات الترابية الأخرى.

كيف تعتزمون تنزيل توجيهات الأمانة العامة بشأن رفع الجاهزية التنظيمية استعدادًا للاستحقاقات السياسية المقبلة؟
- كما سبق أن أشرت، نعيش اليوم مرحلة دقيقة، بين استحقاقات تنظيمية داخلية واستحقاقات سياسية وطنية على الأبواب، مما يحتم علينا تسريع وتيرة العمل، وإطلاق الأوراش الضرورية لتنزيل توجيهات الأمانة العامة للحزب. وعليه، فإنني أعتقد أن برنامج تدبير الحزب بالجهة سيكون مؤطرًا بثلاثة محاور أساسية:
أولًا: تسريع عملية تجديد الهياكل الإقليمية؛
ثانيًا: تعزيز مكانة الحزب سياسيًا بإطلاق مبادرات وبرامج تأطيرية؛
ثالثًا: إطلاق ورش الاستعداد للانتخابات التشريعية المقبلة سنة 2026.

في ظل التحديات التي تواجه المشهد السياسي بجهة الدار البيضاء سطات، ما هو تصوركم لتعزيز موقع الحزب في النقاش العمومي والتدافع السياسي داخل الجهة؟
- بخصوص البرنامج المستقبلي، نحن مقبلون بداية على ورش تنظيمي هام، وهو تجديد الهياكل الإقليمية، وبالموازاة مع ذلك سيتم توسيع التشاور من أجل إعداد برامج ومبادرات تليق بجهة الدار البيضاء سطات وتعزز من موقع ومكانة الحزب بالجهة.

كيف تقيّمون أداء الحزب خلال المرحلة السابقة على مستوى جهة الدار البيضاء سطات؟ وما موقعكم من التنسيق أو التفاعل مع باقي الفاعلين السياسيين بالجهة؟
- ما أصعب سؤال التقييم عمومًا، بل ما أصعبه عندما تتداخل فيه الذات بالموضوع، فقد كنت في المسؤولية ولا زلت، وشاركت في تدبير المرحلة بما لها وما عليها. وقد كانت صعبة، عنوانها العريض هو الإجهاز على الاختيار الديمقراطي بعد واقعة ما سمي بانتخابات شتنبر 2021. فبالرغم من التنكر للحزب من قبل بعض حلفاء الأمس، والذي برز بعد تلك الواقعة، فقد ظل حزبنا حاضرًا على مستوى الجهة والجماعات الترابية الأخرى عمومًا، والدار البيضاء على الخصوص، من موقع المشاركة في التسيير أو المعارضة، بقوته الاقتراحية، وإثارته لمختلف الاختلالات التدبيرية على مستوى الشأن العام، من خلال الحضور الفاعل في اللجان والدورات والندوات الصحافية والبيانات… ولم يمنعنا من القيام بمهامنا دوس الأغلبية العددية على القانون، لحرمان المعارضة من حقوقها المخولة بمقتضياته، تحت مرأى ومسمع السلطات المحلية.

لقد علمتنا مبادئنا، وأكدت لنا ذلك التجربة، أن نبقى منفتحين على التعاون مع الغير لمصلحة الوطن والمواطنين، ولن نتوانى عن ذلك، بل سنناضل مع الجميع، لكن على أرضية ترسيخ مصداقية الاختيار الديمقراطي وكرامة المواطن.