مكناس..تنامي ملفت لظاهرة تسول الأطفال واليافعين ومطالب بتدخل الجهات المعنية

مكناس..تنامي ملفت لظاهرة تسول الأطفال واليافعين ومطالب بتدخل الجهات المعنية تبدو الظاهرة واضحة بالقرب من إشارات المرور
تشهد العديد من المدن المغربية تناميا ملحوظا لظاهرة التسول رفقة الأطفال واليافعين والنساء، وضمن هذه المدن مدينة مكناس، حيث تبدو الظاهرة واضحة بالقرب من إشارات المرور، حيث يمارس القاصرون التسول أو تنظيف زجاج السيارات مقابل مبالغ زهيدة .

ولا يقتصر الأمر على طلب المال، بل يمتد أحيانا الى استخدام ألفاظ نابية، والإساءة اللفظية  وحتى التهديد والاعتداء على السائقين الذين يرفضون الاستجابة.

وقال الفاعل الجمعوي حسن الجبوري في تصريح لجريدة " أنفاس بريس " إنه لم يعد من الممكن التنقل في شوارع المدينة ( مرجان – المدينة الجديدة – الهديم – الرياض – البساتين-...) دون مواجهة أحد هؤلاء الأطفال أو اليافعين والنساء، الذين يقفون عند تقاطعات الطرق الرئيسية، حاملين أدوات متسخة للتنظيف، أو مادين أيديهم لطلب بعض الدراهم. ومع مرور الوقت، تحول هذا السلوك من كونه استثناء إلى ظاهرة اجتماعية منتشرة ، تهدد ليس فقط الشعور بالأمن الشخصي، بل أيضا القيم المجتمعية الأساسية.

وتكمن خطورة الوضع في أن بعض الأطفال القاصرين لا يتورعون عن استخدام أساليب غير لائقة، مثل إطلاق العبارات البذيئة، أو محاولة فتح أبواب السيارات، أو التحرش بالمواطنين.

وحسب الجبوري فإن أسباب هذه الظاهرة متعددة ومتشابكة، وتبدأ غالبا من البيئة الأسرية، التي قد تكون تعاني من الفقر المدقع، أو الإهمال، أو حتى الاستغلال المباشر. إذ ثبت وجود حالات مؤكدة لعائلات تستغل أبناءها في التسول، وتستخدمهم كوسيلة للحصول على دخل يومي، بعيدا عن أي رقابة أو مساءلة. وفي حالات أخرى، ينضم اليافعون والقصر إلى شبكات منظمة تستفيد من براءتهم وصغر سنهم لجمع المال، أو لبيع منتجات غير مرخصة ومنتهية الصلاحية أو حتى لممارسة التحرش.

ولا يمكن مواجهة هذه الظاهرة عبر حلول فردية أو تصريحات إعلامية فقط، بل يتطلب الأمر تدخلا جادا ومتعدد الأطراف من مؤسسات الدولة المعنية، مثل الأمن الوطني، والنيابة العامة، ومصالح حماية الطفولة.
 
ولا يقل أهمية عن ذلك دور المجتمع المدني، الذي عليه أن يلعب دورا أكبر في التوعية المجتمعية حول خطورة استغلال الأطفال، ونشر ثقافة الرعاية والحماية بدلا من الإهمال والاستغلال. ويمكن للجمعيات الحقوقية والخيرية أن تنظم حملات تثقيفية تستهدف الأسر الفقيرة، وتقدم حلولا بديلة كمشاريع الدعم الاجتماعي أو التدريب المهني، مما يمنع توظيف الطفولة في أعمال غير أخلاقية وغير قانونية.