أحمد مقيرش: إيجابيات كثيرة في تكليف إدارة الضرائب بتحصيل الرسوم المحلية

أحمد مقيرش: إيجابيات كثيرة في تكليف إدارة الضرائب بتحصيل الرسوم المحلية أحمد مقيرش
إن‭ ‬القرار‭ ‬الجديد‭ ‬بنقل‭ ‬تحصيل‭ ‬الجبايات‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬مديرية‭ ‬الضرائب‭ ‬للمملكة‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬إصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬هذه‭ ‬الجبايات‭.‬

فجميع‭ ‬المهتمين‭ ‬بالموضوع‭ ‬والمختصين‭ ‬في‭ ‬التشريع‭ ‬الضريبي‭  ‬والمالية‭ ‬العمومية‭ ‬والجبايات‭ ‬المحلية،‭ ‬متفقون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نقل‭ ‬هذا‭ ‬الاختصاص‭.‬

لقد‭ ‬أكدت‭ ‬الممارسة‭ ‬الميدانية‭ ‬لتدبير‭ ‬وتحصيل‭ ‬الموارد‭ ‬الجبائية‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2008‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬ضعف‭ ‬المداخيل‭ ‬الذاتية‭ ‬وإشكالية‭ ‬استدامتها‭ ‬بشكل‭ ‬قد‭ ‬يحرم‭ ‬الفاعل‭ ‬الترابي‭ ‬المنتخب‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬كبيرة‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬دينامية‭ ‬التنمية‭ ‬الترابية،‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬موارد‭ ‬مالية‭ ‬مركزية‭. ‬فرغم‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬المنظم‭ ‬قد‭ ‬مكن‭ ‬الجماعات‭ ‬من‭ ‬آليات‭ ‬متنوعة‭ ‬لتحريك‭ ‬مساطر‭ ‬المراقبة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الملزمين،‭ ‬سواء‭ ‬منهم‭ ‬الذين‭ ‬يتخلفون‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬إقراراتهم‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يصرحون‭ ‬بوعاء‭ ‬الرسم‭ ‬كاملًا‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يؤدّون‭ ‬الرسوم‭ ‬المستحقة،‭ ‬فإن‭ ‬التقاعس‭ ‬عن‭ ‬استخلاص‭ ‬الرسوم‭ ‬ظل‭ ‬سيد‭ ‬الموقف،‭ ‬وبقي‭ ‬القانون‭ ‬دون‭ ‬تفعيل‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬ذاتية‭ ‬وموضوعية؛‭ ‬لها‭ ‬ارتباط‭ ‬أولا‭ ‬بضعف‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬واحترافيتها‭ ‬وأيضا‭ ‬لعوامل‭ ‬انتخابوبية‭ ‬صرفة‭.
 
‬وبذلك‭ ‬ضاعت‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬موارد‭ ‬مالية‭ ‬مهمة‭ ‬كانت‭ ‬ستساعد‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬في‭ ‬تجويد‭ ‬أداء‭ ‬المرفق‭ ‬العمومي‭ ‬الترابي‭ ‬وتوفير‭ ‬اعتمادات‭ ‬مالية‭ ‬لخدمة‭ ‬التنمية‭ ‬المحلية‭.‬

لكل‭ ‬هذا،‭ ‬وجد‭ ‬المشرع‭ ‬نفسه‭ ‬مجبرا‭ ‬على‭ ‬تكليف‭ ‬إدارة‭ ‬الضرائب‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬أطر‭ ‬مكونة‭ ‬وعلى‭ ‬آليات‭ ‬حديثة‭ ‬للمراقبة‭ ‬والتتبع‭ ‬ولن‭ ‬تتأخر‭ ‬نتائج‭ ‬في‭ ‬الظهور‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ارتفاع‭ ‬المداخيل‭ ‬المالية‭ ‬لضريبتي‭ ‬السكن‭ ‬والخدمات‭ ‬الاجتماعية‭.‬
 
ويمكن‭ ‬أجمالا‭ ‬اختزال‭ ‬إيجابيات‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يلي:
*‭ ‬توحيد‭ ‬الإجراءات‭ ‬وتقليل‭ ‬التعقيد‭ ‬بحيث‭ ‬أن‭ ‬التحصيل‭ ‬المركزي‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬التفاوت‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬جمع‭ ‬الرسوم‭ ‬بين‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬مما‭ ‬يسهل‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬تطبيق‭ ‬نظام‭ ‬ضريبي‭ ‬موحد‭ ‬وشفاف،‭ ‬ويقلل‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬الإدارية‭.‬

*‭ ‬زيادة‭ ‬الكفاءة‭ ‬وتقليل‭ ‬التكاليف،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬التحصيل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة‭ ‬تتيح‭ ‬استخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬متقدمة‭ ‬وموارد‭ ‬بشرية‭ ‬متخصصة،‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬تكاليف‭ ‬التشغيل‭ ‬مقارنة‭ ‬بالإدارات‭ ‬المحلية‭ ‬المشتتة.

*‭ ‬تعزيز‭ ‬العدالة‭ ‬الضريبية‭ ‬لأن‭ ‬التحصيل‭ ‬المركزي‭ ‬يضمن‭ ‬توزيع‭ ‬العبء‭ ‬الضريبي‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬للدولة‭ ‬مراقبة‭ ‬الإيرادات‭ ‬وإعادة‭ ‬توزيعها‭ ‬لدعم‭ ‬المناطق‭ ‬الأقل‭ ‬دخلاً،‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬التفاوت‭ ‬الاقتصادي‭.‬

*‭ ‬مكافحة‭ ‬التهرب‭ ‬الضريبي‭ ‬لأن‭ ‬الخزينة‭ ‬العامة‭ ‬تمتلك‭ ‬أدوات‭ ‬رقابة‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تتبع‭ ‬الإيرادات‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬وتقليل‭ ‬التهرب‭ ‬الضريبي‭ ‬أو‭ ‬التلاعب‭ ‬في‭ ‬السجلات‭.‬

*‭ ‬تحسين‭ ‬التخطيط‭ ‬المالي،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬أن‭ ‬تجميع‭ ‬الإيرادات‭ ‬في‭ ‬الخزينة‭ ‬العامة‭ ‬يمنح‭ ‬الدولة‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬للموارد‭ ‬المتاحة،‭ ‬مما‭ ‬يسهل‭ ‬وضع‭ ‬خطط‭ ‬تنموية‭ ‬وميزانيات‭ ‬وطنية‭ ‬متوازنة‭.‬

*‭ ‬تقليل‭ ‬الفساد‭ ‬المحلي‭ ‬لأن‭ ‬التحصيل‭ ‬المركزي‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬الفساد‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي،‭ ‬حيث‭ ‬تكون‭ ‬الأنظمة‭ ‬المركزية‭ ‬عادةً‭ ‬أكثر‭ ‬شفافية‭ ‬وخاضعة‭ ‬للرقابة‭.‬
 
أحمد مقيرش/خبير في المالية العمومية