محمد عزيز الوكيلي: متى يعي فلسطينيو غزة ومرتزقة الجزائر الجنوبية أنهم مجرد سلعة طالها التقادم!!

محمد عزيز الوكيلي: متى يعي فلسطينيو غزة ومرتزقة الجزائر الجنوبية أنهم مجرد سلعة طالها التقادم!! محمد عزيز الوكيلي
ينبغي أن نقر بداية بأن كل شيء كان محتملا، في هذه الحرب الإسرائيلية الإيرانية، إلا أن تنتهي بتغريدة للرئيس الأمريكي الظاهرة دونالد ترامب، يعلن فيها عن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أقصد إطلاق صواريخ إيران وقذائف طائرات ومسيَّرات إسرائيل، بشكل تدريجي يمتد على مدار أربع وعشرين ساعة، ربما حتى يتمكن كل طرف من إرسال آخر طلقاته إلى الطرف الآخر بكل أريحية، وكأن الأمر يتعلق برواية محبوكة، بل هي كذلك، وبإخراج هجين اقتضى كاتب السيناريو فيه أن يكون الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الأمريكية بدولة قطر من آخر مشاهد الفصل الأخير، الذي يكتمل الآن أداؤه في نهاية هذه المسرحية، في هذه الساعات القليلة بالذات!!
 
سيقول قائلون إن إيران هي المنتصر الحقيقي في هذه الحرب القصيرة، والتي عمرت بالكاد اثنى عشر يوماً، لأنها خرجت بخسائر أقل بكثير مما كانت تخطط له إسرائيل، ولأنها، أقصد إيران، أبانت عن قدرة غير متوقعة على الرد بقوة على الضربات الجوية الإسرائيلية، وبوتيرة متسارعة وموجعة، بل استعملت في الرد صواريخ لم تكن تدور ببال الطرف الإسرائيلي؛ 
 
وسيقول قائلون آخرون، إن إسرائيل هي التي كسبت الحرب لأنها ضربت الأهداف العسكرية المسطرة بالكامل من جهة، ولأنها من جهة ثانية، استطاعت أن ترغم الولايات المتحدة الأمريكية على التدخل بقوة، وعلى تنفيذ ضرباتها الثقيلة في أعماق جغرافيا المفاعلات النووية الإيرانية، دون حتى أن يثير ذلك غضب موسكو، ولا بيكين، ولا حتى غضب رئيس كوريا الشمالية المتنطّع، الذي لم يعدم أن جذب إليه الأضواء والكاميرات كالعادة، وهو يُرغي ويُزبِد كالعادة أيضاً، ويهدد بالتدخل لقلب موازين العراك، ولكنه كالعادة دائماً لم يفعل، وإنما جسّد هو ذاتُه جعجعة بلا طحين!!
 
وسيقول قائلون مغايرون، إن المنهزم الوحيد في هذه الحرب هو شعب فلسطين، الذي استمر في تلقي الضربات في خلفية العراك الإيراني الإسرائيلي، دون أن ينتبه إليه أحد إلا نادراٌ وفي لحظات متقطعة تكاد تكون بلا ضجيج ولا أثر، وفضلا عن ذلك، فالإيرانيون عند دخولهم في مفاوضات مع الطرف الإسرائيلي الأمريكي لم يطالب أحد منهم بوقف الهجمات على غزة والقطاع، وبذلك انفضح النفاق الإيراني، الذي كان يرتدي جبة "الممانعة والمقاومة من أجل فلسطين الحرة"، وظهر للعالم أن إيران لم تضع أبدا قضية الشعب الفلسطيني ضمن أجندتها كما كانت تدعي ذلك!!
 
وبالمناسبة، فقد انفضح نفس هذا النفاق لدى كل أذرع النظام الإيراني بما فيها الذراع الجزائري، الذي بدا هو الآخر مصابا بالشلل والبكم وبالعمى، بل جعل النظام الجزائري يسرّع نزع السلاح الإيراني من أيدي مرتزقة البوليساريو، من صواريخ وقذائف ودرونات لم تفرح تلك الميليشيات بتجربتها ولو مرةً واحدةً في تحرشاتها بالقوات المغربية عند حدود المنطقة العازلة!!
 
يمكن في هذا السياق ذاته أن نقول إن البوليساريو كانت الخاسر الثاني بعد شعب فلسطين، وهذا أمر بديهي لأن العراك كان دائرا بين الثيران الثخينة، ولم يكن فلسطينيو غزة ولا مرتزقة البوليساريو المتشبهين بهم إلا بمثابة الحشيش والعشب اليابس الذي تدوسه القوائم أثناء تلك المواجهات!! 
 
في السياق ذاته، كانت هذه الحرب مناسبة مثالية ليعرف مرتزقة الجزائر الجنوبية ومعهم فلسطينيو عزة قيمتهم الحقيقية في سوق الواقع الدولي، وخاصة عند النظامين المنافقَيْن في كل من إيران والجزائر، وليعلموا أنهم مجرد سلع متقادمة طال استعمالها واستغلالها من لدن النظامَيْن المذكورَيْن... فمتى يُدركون ذلك ويفطنون إليه؟.. ذاك هو السؤال!!! 

 
محمد عزيز الوكيلي/ إطار تربوي متقاعد