أريري: ولكم في فرانكفورت خمس دجاجات تبيض ذهبا !

أريري: ولكم في فرانكفورت خمس دجاجات تبيض ذهبا ! عبد الرحيم أريري بمقهى المركب التجاري Galeria التي تطل على الحي المالي لفرانكفورت
رغم أن عدد سكانها لا يتعدى 800 ألف نسمة، إلا أن مدينة فرانكفورت تعد من أبرز المدن المنتجة للثروة وللرواج بألمانيا.
فرانكفورت تستند على خمس ركائز اقتصادية تعد عصب الدينامية والغنى الذي ترفل في نعيمه المدينة ويرفل في نعيمه كذلك مجالها الميتروبوليتاني، الذي يغطى شعاعا تقطنه حوالي 5 ملايين نسمة.
وتتمحور كل ركيزة من الركائز الخمس حول وظائف "تبيض ذهبا" وهي :

الوظيفة الأولى: مالية
فرانكفورت هي عاصمة المال والأعمال ليس لألمانيا وحدها، بل لعموم الاتحاد الأوربي. فهي الحاضنة لمقر البنك المركزي الألماني الفيدرالي ومقر البنك المركزي الأوربي، فضلا عن احتضانها لحوالي 400 بنك قادم من مختلف دول العالم.
القطاع المالي بالمدينة لوحده يوظف 680 ألف فردا في مختلف الخدمات( أبناك، تأمين، إعادة تأمين، مكاتب استشارة مالية، مكاتب خبرة قانونية، لوجستيك، إلخ....). مما يبرز حجم الرهان.

الوظيفة الثانية:كيميائية
تحتضن المدينة العديد من الشركات والوحدات الصناعية( أشهرها: سانوفي ونيستلي)، فضلا عن المختبرات ووحداث البحث المختصة في هذا المجال الموجودة بالمدينة وبضواحيها. بدليل أن فرانكفورت هي موطن "أب الكيمياء النووية" la chimie nucléaire، في شخص الباحث OTTO HANN المتوفى عام 1968، والذي سبق أن حاز على جائزة نوبل للكيمياء في 1944. علما أن فرانكفورت أنجبت من قبله باحثا من عيار ثقيل وهو HANS FISCHER، الذي سبق وحاز بدوره على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1930.
لا، ليس هذا وحسب، بل إن فرانكفورت أنجبت كذلك الباحث BARY KIT الذي كان كيميائيا وفيزيائيا، ولعب دورا محوريا في تطوير الأبحاث الفضائية التي استفادت منها الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا دون أن ننسى أن معاهد فرانكفورت ومختبراتها، أنجبت باحثا في الفيزياء حاز على جائزة نوبل في الفيزياء في سنة 1986، وهو GERD BINNIG، والباحث HORST LUDWIG STORMEN الذي ظفر هو الآخر بجائزة نوبل في الفيزياء عام 1998.

الوظيفة الثالثة: الصالونات والمعارض
في كل سنة تحتضن فرانكفورت أزيد من 100 معرض وصالون دولي ( من السيارات إلى الكتاب مرورا بالأغذية والبناء والصناعات الدقيقة والتكنولوجيا، إلخ...)، دون الحديث عن تنظيم عشرات الصالونات والمعارض الجهوية، مع ما يستتبع ذلك من تدفق هائل للزوار من مختلف مناطق العالم، وبالتالي تكثيف الرواج الاقتصادي وترويج قطاع الفنادق والمطاعم والمتاحف، وبالنالي ضخ الزيت في كل محركات الاقتصاد الحضري.( للإشارة: المؤسسة الرسمية المكلفة بتنظيم المعارض Messe Frankurt توظف لوحدها 2000 فردا).

الوظيفة الرابعة: قطاع السيارات
تشتهر فرانكفورت ليس بمعرضها الدولي للسيارات فقط، بل باحتضانها لمصانع شركة "أوبل" Opel الموجودة في بلدة Rüsselsheim ( 67 ألف نسمة)، الخاضعة للمجال الميتروبوليتاني لفرانكفورت.

الوظيفة الخامسة: قطاع النقل
يعد مطار فرانكفورت ومحطة القطار بوسط فرانكفورت من أهم التقاطعات الأوربية التي تمر عبرها ملايين التنقلات كل سنة. وحسبي هنا الاستشهاد بمؤشرين اثنين فقط: الأول يخص محطة القطار المركزية بفرانكفورت التي تشهد دخول 1700 قطار في اليوم يتنقل عبرها 350 ألف فرد يوميا في اتجاه باقي مدن أوربا وكذا باقي مدن ألمانيا. أما المؤشر الثاني فيرتبط بدينامية مطار فرانكفورت ( أزيد من 70 مليون مسافر سنويا) الذي يؤمن الشغل لحوالي 100 ألف فرد( يعملون في قطاع الطيران وبباقي المرافق المرتبطة بالمطار).