من يتحمل مسؤولية تأخر انطلاقة أشغال إعادة تأهيل محطة أولاد زيان بالدار البيضاء؟ 

من يتحمل مسؤولية تأخر انطلاقة أشغال إعادة تأهيل محطة أولاد زيان بالدار البيضاء؟  لا يكاد الجدل يتوقف حول محطة أولاد زيان بالدار البيضاء منذ الأسابيع الأولى لبنائها
يبدو أن النسخة الجديدة من المحطة الطرقية أولاد زيان بالدار البيضاء لن ترى النور قبل انطلاق كأس إفريقيا للأمم المرتقبة في دجنبر 2025، والتي سيحتضنها المغرب وسط ترقب كبير من الجماهير القارة السمراء، حيث ستكون هذه المسابقة بالمغرب "بروفة" مصغرة لما سيكون عليها الحال في كأس العالم 2030.

هذا التأخر يعود إلى عدم انطلاق الأشغال بهذا الورش إلى حدود الساعة، على الرغم من أن مدة إنجاز المشروع تتجاوز عشرة أشهر، حسب ما تم الإعلان عنه في وقت سابق أثناء أول حديث  عن هذه الورش  الذي يترقبه مهنيو النقل والمسافرون بفارغ الصبر.
 
في الوقت الذي كان من المنتظر أن تنطلق الأشغال فعلياً في شهري مارس أو أبريل من سنة 2025، فإن أي خطوة عملية في هذا الاتجاه لم تتم، ما أثار موجة من الشكوك لدى المهتمين بالشأن المحلي والنقل الطرقي في العاصمة الاقتصادية،  لا سيما أن الدار البيضاء تستعد لاستقبال العديد من الزوار من خارج الوطن خلال هذه التظاهرة الرياضية القارية، لأنها من إحدى المدن التي المنظمة لكأس إفريقيا في المغرب.
 
وقد خُصص لهذا المشروع ميزانية مهمة تناهز 61 مليون درهم شاملة للرسوم، وتشمل الأشغال المرتقبة لإعادة تهيئة الطرقات، الأرصفة، وممرات المشاة، بالإضافة إلى تأهيل شبكات الصرف الصحي، وتحسين فضاءات الانتظار، وتطوير عملية تنقل المسافرين داخل المحطة بما يتماشى مع شروط الراحة والأمان المطلوبة في المحطات الكبرى.

كما ستشمل الأشغال أيضاً تهيئة المساحات الخضراء، وزرع الأشجار، وبناء جدران جديدة، وتركيب هياكل معدنية حديثة لتغطية مناطق الركاب والسيارات، إلى جانب تحديث مختلف الشبكات التقنية من كهرباء واتصالات ومياه، مما يضمن مواكبة التوجهات الحديثة في مجال البنية التحتية للنقل.
 
 يونس بلاق، رئيس الجامعة المغربية للمقاولات الصغرى والمتوسطة للنقل الطرقي، وأحد المتابعين لهذا الملف، قال في تصريح ل "الوطن الآن":  "لقد تأخرت الأشغال بمحطة أولاد زيان بشكل ملحوظ، رغم الحاجة الملحة إلى هذا المشروع. وحالياً، علمنا أنه تم فتح الأظرفة الخاصة بالمشروع لاختيار الشركة التي سترسو عليها الصفقة لبدء الأشغال".
 
وأضاف بلاق أن هناك حرص كبير هذه المرة على اختيار مقاولة ذات كفاءة مهنية عالية لضمان احترام الجدول الزمني المحدد، وتفادي أي تعثر مستقبلي قد يؤثر على سمعة المدينة خلال استقبالها لزوار كأس إفريقيا.
 
من جهته، عبّر عبد الحق لعبوقي، وهو نقابي في قطاع النقل الطرقي، عن قلقه من هذا التأخر قائلاً:  "كان من المفروض أن تكون الأشغال قد انتهت قبل حلول موعد كأس إفريقيا، فالمغرب يستعد لاحتضان تظاهرة رياضية كبرى، ويجب أن يكون على مستوى الحدث، خصوصاً من ناحية البنية التحتية للنقل التي تشكل واجهة رئيسية لصورة الدولة أمام العالم".

وأضاف لعبوقي، أنه لابد من تسريع وتيرة الأشغال، كما يجب إعادة النظر في وضعية محطة سيارات الأجرة المجاورة التي تفتقر بشكل كبير إلى شروط السلامة والراحة. لأن المحطة الحالية تفتقد لعدة مرافق ضرورية، كالمراحيض وقاعات انتظار.. ولابد من  إدماج هذا المعطى في رؤية إعادة هيكلة محطة أولاد زيان بشكل متكامل.

 التأخر في عملية إعادة تأهيل محطة أولاد زيان يثير الكثير من علامات الاستفهام، خصوصاً في ظل ما تم الترويج له سابقاً حول أهمية المشروع ودوره في تحسين صورة المدينة، علماً أنه تم الحديث عنه منذ شهور عديدة، وكان من المفترض أن تنتهي الأشغال قبيل خريف 2025، موعد انطلاق كأس إفريقيا للأمم.
 
ويستمر الجدل منذ سنوات حول هذه المحطة التي وُصفت خلال التسعينيات بأنها "أحسن محطة طرقية في القارة الإفريقية"، لكن الواقع الحالي لا يعكس تلك الصورة، بل إن المحطة أصبحت تعاني من عدة اختلالات بنيوية وتنظيمية. 
وهناك من يرى اليوم أن إعادة تأهيلها مجرد ترقيع لا طائل منه، ويدعو بالمقابل إلى التفكير في بدائل استراتيجية أكثر فاعلية، من خلال إنشاء محطات جديدة موزعة على مداخل المدينة الكبرى، خاصة قرب الطريق السيار، لتخفيف الضغط عن وسط المدينة وضمان توزيع عادل وعملي لحركة النقل الطرقي بالدار البيضاء.
 
فهل تنجح الجهات المعنية في تسريع وتيرة الأشغال، وضمان جاهزية محطة أولاد زيان قبل الموعد القاري، أم أن هذه المحطة ستخلف موعدها مع هذا الحدث الكروي الهام.