وتتعلق هذه المرافعات بالاستئناف الذي رفعته هيئة دفاعه ضد قرار قاضي التحقيق إيداعه الحبس المؤقت، وليس بالمحاكمة التي لم يُحدد تاريخها بعد.
ورافع المحامون لصالح الإفراج عن محمد الأمين بلغيث، ومحاكمته في حالة سراح، كونه يوفر كل الضمانات، فهو أستاذ جامعي معروف، ويوفر كل الضمانات لجعله يُحاكم وهو خارج السجن، مثلما ينص قانون الإجراءات الجزائية.
وسيترتب على قرار غرفة الاتهام، الذي سيصدر يوم 21 ماي 2025، تحديد مصير المؤرخ في السجن، إلى جانب نقطة لا تقلّ أهمية تتعلق بالتهم، إذ يحق لغرفة الاتهام إعادة تكييف هذه التهم الموجهة إليه، ابتداء من قبل قاضي التحقيق، والتي تتضمن جناية، في حين يرى المحامون أن القضية يمكن معالجتها في محكمة الجنح وإزالة الطابع الجنائي عنها.
واللافت، وفق ما تسرّب من التحقيقات، أن المؤرخ محمد الأمين بلغيث، صرّح أنه وقع ضحية “تلاعب مونتاج” من طرف قناة “سكاي نيوز” عربية، التي أجرت معه الحوار. لكنه قال إنه لا يملك أي تسجيل يؤكد صحة تصريحاته لإثبات وقوعه ضحية هذا التلاعب من قبل القناة.
وذكر، وفق ما نقله موقع “النهار” المحلي، أنه “تم حذف عدة عبارات من حواره” بخصوص كلامه عن “الأمازيغية”، لغرض ما، مشيراً إلى أن الصحافية “طرحت عليه سؤالاً مفخخاً”، لكنه أجابها “بناءً واستناداً إلى دراسات تاريخية تعود لباحثين قدامى”.
أما بخصوص وصفه لبعض المهاجرين في فرنسا بـ”الحراكَا”، فذكر بلغيث أنه كان يقصد من كلامه “بعض المغتربين الذين كانوا ضد الوطن ومصلحته في وقت سابق”، ثم أصبحوا “يدّعون الوطنية بعد حصولهم على الإقامة بفرنسا”، نافياً أن يكون قد قصد كل المهاجرين المقيمين هناك.
وكان القضاء الجزائري، بعد الضجة الواسعة التي أثارتها تصريحاته حول “الأمازيغية”، قد تحرّك، باتجاه توقيف المؤرخ محمد الأمين بلغيث الحبس المؤقت، صرّح فيه أن الأمازيغية هي مشروع صهيوني فرنسي، وباعتبار أن ذلك يشكّل انتهاكاً للمبادئ العامة التي تحكم المجتمع الجزائري المكرسة بموجب الدستور، وتعدياً على مكون أساسي للهوية الوطنية، ومساساً صارخاً بالوحدة الوطنية ورموز وثوابت الأمة..
وأضاف بلغيث أن “قضية الأمازيغية تُعد، بإجماع عقلاء ليبيا والجزائر والمغرب، مشروعاً سياسياً هدفه تقويض وحدة المغرب العربي، خدمةً لمشروع فرنسي يسعى إلى فرض مغرب فرنكوفوني”. وختم حديثه بالقول: “نحن نعود في أصولنا إلى الفينيقيين الكنعانيين، وهذا هو السر بيننا وبين خصومنا في الداخل والخارج”.