في أبريل 2025، أعلن النائب الجمهوري، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي، "جون ويلسون"، أنه سيقدم مشروع قانون لتصنيف البوليساريو "منظمة إرهابية"، متهما روسيا وإيران باستغلال الجبهة لإيجاد موطئ قدم بأفريقيا.
محمد سالم الشافعي، الباحث في قضايا الساحل وجنوب الصحراء، يدلي برأيه في هذا التصنيف:
من سنة 1977 إلى 1987 قامت مليشيات البوليساريو بارتكاب 34 عملية بالمحيط الأطلسي في حق البواخر الأجنبية، منها 39 تابعة للأسطول الإسباني، والباقي بين سويسرا والبرتغال. هذه العمليات انتهت برهائن إسبان وبرتغاليين، كما خلفت عملية القرصنة الإرهابية التي قامت بها مليشيات الجبهة ما يناهز من 300 شخص بين قتيل ومفقود.
كما قامت بقتل وتعذيب مئات الموريتانيين بسجونها السرية والسيئة كأكويرت بيلا، الرشيد، الذهيبية.. ناهيك عن قتل الأجانب منهم إسبان كذلك وفرنسيين خلال هجوم البوليساريو على مدينة الزويرات الموريتانية. بالإضافة إلى مئات الصحراويين، الذين اغلبهم أدلى بشهادات تؤكد الإجرام الانساني الذي ارتكبته قيادة الجبهة في حقهم. كما تمت تصفية مترجم أمريكي كان يعمل بهيئة الأمم المتحدة في فترة "كورت فالدهايم".. هذا جزء قليل جدا من الجرائم التي ارتكبتها جبهة البوليساريو في تلك الحقبة المظلمة من تاريخ تنظيم مارس الإرهاب مند نشأته، إلى يومنا هذا الذي انكشف الغطاء عن عمله الإرهابي بفضل وسائل التواصل الإجتماعي ونسبة الوعي الذي أصبح داخل المخيمات، نظرا للتوثيق الذي أصبح يلاحق بعض الأعمال الإرهابية التي تقوم بها قيادات تنظيم البوليساريو في حق الصحراويين. وما حدث مؤخرا من استعمال لأنواع من الأسلحة يزيد من القرائن التي تجعل من المنتظم الدولي يصنف هذه التنظيم ضمن التنظيمات الإرهابية، حيث أصبحت قيادة البوليساريو حاضنة للجريمة المنظمة وتفشي السلاح والتهريب، وقامت عناصر تابعة لها سنة 2011 باختطاف امرأة ورجل يحملان الجنسيتين الإسبانية والإيطالية، هذه العملية التي استعملت فيها الذخيرة الحية، حيث أصيب أحد الرهائن بجروح، وتم نقل هؤلاء إلى مالي. هذه الأحداث وأخرى وجب النبش فيها، وهي كفيلة بتصنيف تنظيم البوليساريو منظمة إرهابية.
إلا أن المنظمات الحقوقية والمراصد والمراكز التي كل مرة نسمع عنها هي الكفيلة بإصدار تقارير حول هذه الأوضاع اللاإنسانية بالمخيمات من تجنيد للأطفال وقمع للحريات بأشكالها والتحرش الجنسي، والعبودية. هذه كلها أمور ستحيل المنتظم الدولي الي إدخال جبهة البوليساريو في خانة التصنيف الإرهابي.
السؤال هو، عند تصنيف "البوليساريو" تنظيما إرهابيا، كيف سيكون عليه الوضع في الجزائر، وهي الحاضنة والراعية لهذا التنظيم، عندها ستجد الجزائر نفسها أمام مفترق طرق، لأن وضعها الأمني لم يعد سليما، لأنها اليوم تعيش علاقة غير مستقرة مع دول الجوار كمالي وباقي دول الساحل التي أعلنت عن تشكيل تنظيم جديد (مالي، بوركينافاسو، والنيجر).
بالإضافة إلى وضع تونس الهش وغير القادرة على مجاراة الأوضاع الخارجية وبالأحرى الداخلية، ناهيك ليبيا غير المستقرة، بالإضافة إلى تنظيم "داعش" بإفريقيا الذي بدأ يتحرك من جديد. لهذا الجزائر كما قلت إما أن تتخلص من البوليساريو وتدفع بها إلى التفاوض من أجل مقترح المغرب الحكم الذاتي، أو احتضان هذا التنظيم الإرهابي أكثر، وتتحمل تبعات ذلك دوليا، لأن عندها ستكون راعية للإرهاب، لكن لا أعتقد أن الجزائر، رغم العناد، ستغامر بوضعها في ظل المتغيرات الدولية.