مناسبة هذا "الدخول طولاً وعرضاً في بنكيران وحزبه"، أن هذا "الزعيم" عاد بعد طول غيبة إلى شطحاته الكلامية المعهودة، ولكنه هذه المرة أبدى إزاء الوطن وقضاياه الحيوية مواقف لم يكن يتوقعها أحد!!
من بين تلك المواقف على سبيل المثال لا الحصر، اصطفافُه وراء النظام الإيراني في بهلوانياته ومظاهر صموده الكاذب أمام إسرائيل وحلفائها التقليديين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وانضمامه بالقول والصراخ والزعيق لجوقة خونة الداخل عُبّاد الكوفية، الذين خرجوا علينا في السنوات الأخيرة بمقولة "غزة قبل تازة"، نكاية في جميع المغاربة الأحرار والأوفياء لقضاياهم المصيرية، ثم أطلق هو الآخر فذلكاته المدافعة، قولا لا فعلاً، عن تنظيم حماس الذي باع سكان غزة في صفقة "إيرانوإسرائيلية" لم تَخْفَ أسرارُها وخباياها على أحد من العالمين، حتى وهو يعلم أن ألذ أعداء وحدتنا وأمننا وسلامتنا، وهو النظام الجزائري الفاسق والفاسد، يقف ذات الموقف ليس ضداً في إسرائيل وإنما نكاية فينا نحن المغاربة، المتهمين، من لدن جار السوء ذاك، بتنكُّرنا للقضية الفلسطينية لمجرد كوننا أعدنا مد جسور التواصل مع إسرائيل، بالرغم من كون بنكيران نفسه، وكذلك أصدقاؤه الجزائريون والإيرانيون والحماسيون، يعلمون حق العلم أن إقدامَنا على التوقيع على اتفاقية أبراهام الثلاثية وما تلاها من التعاون الأمني والعسكري "المغربي الأمريكي الإسرائيلي" لجأنا إليه اختياراً، لتقوية شوكتنا في مواجهة نظام جزائري عدائي وعدواني، يستقوي بحبيبه النظام الإيراني، اللذان يهددان أمننا ليل نهار، ويعملان بالملموس على دفع شماكرية المنطقة على إطلاق هجماتهم المسلحة ضدّ بعض مدننا الآمنة في الجنوب، انطلاقا من تراب الجزائر ذاتها، ويعلم أكثر من ذلك أن ميليشيات مرتزقة الجزائر تتلقى تداريبها على أيدي الحرس الثوري الإيراني (ياحسرة على الثورة)، ويعلم بتحصيل الحاصل أن حماس ومن يدور في فلكها من الفلسطينيين المتاجرين بقضيتهم، والذين باعو غزة وقبضوا الثمن جِهاراً، يُناصبوننا العداء هم الآخرون، ويدعمون مرتزقة الجزائر سياسيا ودبلوماسيا وإعلامياً، ويكفي التذكير بما فعلوه من غير حياء أو رجولة بصورة جلالة الملك بباريس في إحدى وقفاتهم المموَّلة من لدن المخابرات الجزائرية... وكل ذلك، والسي بنكيران فاغرٌ فمه كالأبله، ويُلقي علينا تُرَّهاتِه البليدةَ تحت ذريعة "مناصرة الشعب الفلسطيني"، والشعب الفلسطيني، البعيد كل البعد عن كل مَن ذُكِروا أعلاه من تجار القضية، يعلم أن ما قدمه ويقدمه المغرب للفلسطينيين من مُنطلق تحالفه الثلاثي مع أمريكا و…