في رحاب الديمقراطية التشاركية.. هيئة المساواة بمولاي عبد الله  تناقش مداخل التنمية المحلية

في رحاب الديمقراطية التشاركية.. هيئة المساواة بمولاي عبد الله  تناقش مداخل التنمية المحلية جوانب من اللقاء
في عالم تتلاطم فيه أمواج التحولات، وتتعالى فيه نداءات التغيير، تظل الديمقراطية التشاركية منارة تهدي السائرين في دروب التنمية إلى مرافئ الأمل والمواطنة الفاعلة.
 
ومن قلب جماعة مولاي عبد الله، حيث يلتقي عبق الأرض بصدق الإنسان، التأم لفيف من الفاعلين الجمعويين والمهتمين بالشأن العام، تحت راية هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بشراكة مع مركز عيون ثقافية للدراسات والأبحاث والنشر في ندوة تواصلية اختار لها المنظمون عنوانًا نابضًا بالمعنى:"دور جمعيات المجتمع المدني في تعزيز آليات الديمقراطية التشاركية وآثارها في التنمية المحلية".

احتضت قاعة الاجتماعات بجماعة مولاي عبد الله، يوم الأحد 27 أبريل 2025، فعاليات هذا اللقاء المميز، الذي نظمته هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بحضور نخبة من الفاعلين الجمعويين والمجتمع المدني المحلية.
 
في ذلك اليوم، الأحد 27 أبريل 2025، لم يكن اللقاء مجرد اجتماع تقليدي، بل كان أشبه بورشة للأفكاروصلت وصلا خلاقا بين النقاش القانوني والفلسفي و الميداني، الفكري بروح يطبعها الوضوح والمصداقية وقابلية البرامج للتحقق بشكل رأى فيه المتدخلون أن هذا النقاش يمكنه أن يلامس العدالة المجالية ويساهم في رسم خارطة طريق للتعاون على تحقيق التنمية. كان موعدًا صادقًا لمطارحة الرؤى، ورسم معالم طريق جديد يرنو إلى شراكة حقيقية بين المواطن ومؤسساته، بين الحلم بتغيير واقعة والإرادة التي تحرص على تتنزيل البرامج على أرض الواقع..
 
شهد اللقاء مشاركة عدد من جمعيات المجتمع المدني الناشطة، من أبرزها: جمعية الهدى للأعمال الاجتماعية، وجمعية الإشراق بالبحا رة، جمعية آباء وأولياء التلاميذ الحدادوة، جمعية الحياة للتنمية الاجتماعية والمحافظة على البيئة، .جمعية رواد التربية والتخييم - فرع مولاي عبد الله،حمعية مستقبل الفلاح الفلاحية، نادي نجوم تيط لكرم القدم داخل القاعة، وجمعيات أخرى من داخل الجماعة الترابية مولاي عبد الله وخارجها 
 
في تقديمه لأرضية الندوة ذكر عبد العزيز بنار، الأستاذ جامعي و رئيس الهيئة،  بسياق اللقاء وضرورته، إذ ربط هذا اللقاء بمضامين دستور 2011 وأهم فصوله التي تطرقت إلى دور الفاعل المدني في تحقيق التنمية، والمسوغ الدستوري للديمقراطية التشاركية والتشاورية والحكامة الديمقراطية التشاركية، كما عرض أهم خلاصات تقرير النمو>ج التنموي وأهم مرتكزاته ومرجعيته وماتضمنه من مؤشرات قد تشكل مرجعا لجميع جمعيات المجتمع المدني لصياغةة برامجها، كما كان تقديمه مناسبة لاستحضار الخطة الإنمائية التي تضمنها تقرير الجمعية العامة بالأمم المتحدة( 2015-2030)  وما شملته هذه الخطة من مجالات تستهدفها التنمية. .
 
استهل اللقاء بأول مداخلة لمحمد الكراتي، نائب عميد كلية العلوم بالجديدة ورئيس الهيئة سابقا، :عرض من خلالها   "تجربة هيئة المساواة وتكافؤ الفرص في مولاي عبد الله"، مستعرضًا أبرز مراحل تطور الهيئة وإنجازاته معتبرا أن عمل الهيئة يمكن أن يكون مرجها من حيث أنشطته ومساهمته في لعب أدوار تشاورية مع مجلس الجماعة اقتراحا واستشارة وتواصلا مع جمعيات المجتمع المدني. .
 
وفي ورقته تناول محمد بوبكري ، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة : مداخلة بعنوان "الشباب والديمقراطية التشاركية وتعزيز قيم المواطنة"، تناول في مداخلته في هذا اللقاء تصورا للفلسفة السياسية ، وتحديد مفهوم الشباب وأدواره الحيوية في المشاركة في القرار السياسي ، كما  أكد من خلال مشاركته  على ضرورة إشراك الشباب في صياغة القرار المحلي، والأسباب التي تجعل فئة الشباب تعاني عزوفا عن العمل السياسي والمدني عموما.
 
قدم صلاح الدين شانع عرضًا حول "الديمقراطية التشاركية المحلية وتعزيز فرص التعاون بين الفاعلين"، مبرزًا أهمية الديمقراطية التشاركية والتكامل بين  مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات العمومية في تحسين الخدمات للمواطنين والمرتفقين،حملت مداخلته غنى واضحا، إذ خصص حيزا لتعريف عدة مفلهيم منها المجتمع المدني، والديقراطية التشاركية. بالإضافة إلى عرض مشروع مركز عيون ثقافية للدراسات والأبحاث والنشر بخصوص دور الثقافة في المساهمة في التوعية والتحسيس والدفع بمكونات المجتمع المدني نحو التعاون والمشاركة الفاعلة في الحياة العامة .
 
تناول  يوسف داكير ، أستاذ بهيئة المحامين بالجديدة  محور "آثار الديمقراطية التشاركية على التنمية المحلية"،تركزت مداخلته على التأطير القانوني لعمل جمعيات المجتمع المدني وأشكال تدخلها في حالة الترافع عن قضايا المواطنين، سواء تعلق الأمر بالملتمسات أو العرائض، في سياق حديثه عن عن العلاقة بين المواطنين والمؤساات أشار إل أن الخدمات التي تقدمها المؤسسات للمواطن تزيد من إحساسه بالمواطنة، وتعزز لديه فرص المشاركة والتدخل في صناعة القرار،  كما توقف   انعكاسات الإحساس بالمواطنة وإشراك الفاعلين على التنمية  الاقتصادية والاجتماعية.
 
تضمن حديث العياشي البغدادي،  الفاعل الجمعوي والباحث  نقاشا عن  "العمل الجمعوي وأدواره في الديمقراطية التشاركية المحلية"، مشددًا على ضرورة دعم الفعل الجمعوي لتقوية آليات المشاركة مستدلا على ذلك بعدة تجارب جمعوية محلية نجحت في التشبيك بيم مكوناتها.
 
كما تناول ممثل الجماعة المحلية سعيد بهيجة وباقي أطرها الجماعة، نيابة عن الرئيس، برنامج الجماعة في التنمية وطرق تفاعل  الجماعة مع اقتراحات الهيئة والمشاريع المستقبلية للجماعة والانتظارات التي تنظر الجماعات الترابية مستقبلا، مذكرا بالكثافة السكانية التي وصلت حسب الإحصاء الأخير إلى 104 ألف نسمة، والتحول الذي يفرضه المجال بتحدياته وإمكانياته.
 
في لحظة وفاء وتقدير، تم تكريم محمد الكراتي، الرئيس السابق للهيئة، عرفانًا بإسهاماته المتميزة في دعم قضايا الديمقراطية والتنمية المحلية، وسط تصفيق حار من الحضور الذي عبر عن امتنانه لما قدمه من جهود مشهودة.
 
وأسدل الستار على لقاء حمل بين طياته نبضًا صادقًا، وأملًا متجددًا في أن تكون الديمقراطية التشاركية أكثر من مجرد شعار، بل ممارسة يومية تُبنى بالحوار، وتصان بالعمل الجاد، وتثمر تنميةً تنبع من قلب المواطن وإرادته.
 
وأكد المشاركون، أن صوت الجمعيات، حين يتعانق مع إرادة المؤسسات، يصبح صدى للتغيير الإيجابي، وموطئ خطوة أولى نحو غد تتسع فيه دوائر المشاركة، وتتوهج فيه قناديل التنمية المحلية. وهذه  هي خلاصات النقاش الغني الذي شارك فيه فاعلون بروح مواطنة ومسؤولة وصريحة أوضحت أدوار الجمعيات وغاياتها وطرق مشاركتها الفعالة مع استحضار الإكراهات وبعض المشاريع المعطلة. 
 
على دروب الأمل تمضي جماعة مولاي عبد الله، وعلى عهد الالتزام تُواصل هيئة المساواة وتكافؤ الفرص زرع بذور الحوار والتشاركية في تربة الوطن الخصبة. 
أمين شمام، أستاذ وفاعل جمعوي