رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة: حقوق الحلوف مقدمة على حقوق الإنسان

رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة: حقوق الحلوف مقدمة على حقوق الإنسان

"السيد رئيس الحكومة المحترم

سلام تام بوجود مولانا الإمام

وبعد،

لقد ارتأيت أن أخاطبكم السيد رئيس الحكومة المحترم من خلال هذا المنبر والمغرب يحتفل بذكريات وأيام مجيدة في تاريخه المعاصر أيام الانتصار واستعادة الاستقلال، وقد كان هذا المنبر «العلم» منبر الصدع بأنات المظلومين وأنين المعذبين أثناء الكفاح من أجل هذا الانتصار، وهو لا يزال يواصل المسيرة من أجل تحقيق الحرية والعدالة وقد عبرت من خلاله كما عبر الكثيرون عن معاناة المواطنين والشعب المغربي يواصل المسيرة من أجل حياة أفضل وغد أسعد وأرغد.

واليوم أعود مرة أخرى لأخاطبكم وأخاطب بعض المسؤولين عن حياة المواطنين وراحتهم بحكم المسؤولية المسندة إليهم تطبيقا لأحكام الدستور والقوانين والضوابط الجاري بها العمل، ولن أتحدث في هذه الرسالة عن معاناة المواطنين مع ارتفاع الأسعار ومع البطالة وغيرها من الأمور التي سمعتم عنها ورأيتم الكثير، ولكني سأتناول جانبا آخر من هذه المعاناة.

لقد بحت أصوات المنادين باحترام حقوق الإنسان، وفي مقدمة الحقوق وأولاها بالعناية والقدسية والاحترام حق الحياة، وهذا الحق يظهر أنه في هذا الزمان المطلوب هو فقط في بعض الأقاليم والملح هو حماية حياة الخنزير «الحلوف» وإن هذا الحق فيما يظهر مقدم على حق الإنسان، وإلا فما معنى أن يعيش المواطنون مفزوعين ومرعوبين من هجمات هذا الحيوان في حقولهم وأزقة دواويرهم، وليس هذا ادعاء فهو ما تناوله البرلمانيون في تدخلاتهم، وكتبت فيه الصحف كثيرا حتى ولا مجيب.. فقطعان «الحلوف» تعربد وتمرح كما تريد.

وإلى سياداتكم هذا النموذج، فهذه سيدة تخرج لتتفقد حقلها، والموسم موسم حرث، فتهاجم من خنزير مسعور، وتكون نهايتها من هذه الهجمة من هذا الحيوان الضاري بعد تشويه خلقتها.. وهذا حدث في قرية (تزكي اداوبلول) إقليم طاطا. والأدهى من ذلك أن السكان حاولوا الإغاثة ولم يفلحوا لا مع الخنزير ولا مع المسؤولين عندما تم نقل الضحية إلى المركز الصحي، حيث يفاجأون بفراغه، فلا إسعافات أولية ولا من يواسي وأحرى أن يداوي. مما جعل المواطنين ينظمون سلسلة من الوقفات الاحتجاجية ضدا على الإهمال الذي يعانون منه، والذي يشخصه وفاة هذه الضحية البريئة، وطالما تقدموا بكتابات وشكايات إلى الجهات المسؤولة من الوضع المتردي الذي يعيشون فيه والذي تشكل هجمات الخنزير مظهرا من مظاهر هذا الإهمال.

السيد رئيس الحكومة

إنني إذا التجأت إلى هذا الأسلوب في التعبير عن آلام ومحنة أهل هذه القرية والتي هي نموذج لكثير من القرى والمداشر المشابهة، فذلك لأنني آمل منكم أن تجعلوا رفع المعاناة عن المواطنين المهمشين والمقهورين جزء من اهتماماتكم اقتداء بملك البلاد الذي لا يدخر وقتا وجهدا من أجل العناية بالمهمشين والمقهورين.

وآمل أن يكون الجواب العناية اليوم لا الغد، فأنا مع المثل الأمازيغي الذي يقول: (أحانوا نبونفازن أوراركيس اتيلي يات)، ومعناه أن الجواب المبني على السين وسوف لا يسمن ولا يغني من جوع.

كما أغتنم هذه الفرصة للتوجه بالتعازي الحارة لأسرة الضحية ولأهل تزكي الذين عبروا عن تضامنهم معها بكل الوسائل.

وتفضلوا سيدي الرئيس بقبول فائق التقدير والاحترام".

(عن يومية "العلم")