مع انطلاق الموسم الجامعي، نزل فتح "ماستر تكوين الأطر الدينية" بكلية الآداب بوجدة كالصاعقة على المراقبين. بالنظر إلى التخوفات القائمة بشأن تغلغل الأصوليين في وجدة. التخوفات تجد سندها في كون الحركة الأصولية تتحرش باختصاصات أمير المؤمنين، إذ بعد مزاحمته في بنية الإرشاد التربوي بالتعليم العتيق (وهو ما نبهنا إليه سابقا) هاهي الحركة الأصولية تضع يدها على مفتاح آخر لمزاحمة أمير المؤمنين في الحقل الديني في البنية الموازية الخاصة بتكوين الأطر عبر فتح ما ستر "تكوين الأطر الدينية"، بكلية الآداب بجامعة وجدة.
وهو نموذج مستوحى من السعودية (كليات الدعوة والإرشاد)، يراد استنباته بطريقة جديدة وب"لوك" جديد في الجامعة المغربية، حتى تبسط الحركة الأصولية نفوذها وقبضتها على المجتمع بمثل ما فعلت حين تحكمت في مسالك شعب الدراسات الإسلامية بالكليات المغربية وما مكنها (أي التحكم) من زرع سلالتها في مختلف مناحي المجتمع.
المثير في الأمر أن مايسمى بالأحزاب التقدمية والحداثية توجد "في دار غفلون"، ولم تتحرك لضمان حق المغاربة في معرفة حقيقة الماستر الجديد المحدث بكلية وجدة، رغم أن هذه الأحزاب تلتهم من ضرائب المواطنين حوالي 53 مليار سنتيم، وهو مبلغ ضخم خصص أصلا لتأطير المجتمع وتمكينه من الكوابح ضد كل من يود جر المغرب نحو عوالم أخرى غير تلك التي ارتضاها المغاربة منذ قرون.