يرى رشيد رزقي، الكاتب العام لجمعية المواهب للتربية الاجتماعية، إن قافلة " ابتسامة الطفولة " التي ستنظمها الجمعية بمعية شركائها تحت شعار: "ابتسامة الطفولة، ابتسامة وطن"، تأتي في سياق برنامج متكامل وشامل يجعل من سنة 2023 سنة للتضامن والتعبئة من أجل عودة الابتسامة لساكنة المناطق المنكوبة بسبب زلزال الحوز وخصوصا الطفولة والشباب. وشدد منسق قافلة " ابتسامة الطفولة "، على أن الهدف العام للقافلة يتمثل في استعادة الاستقرار والتوازن النفسي للطفل من خلال التنشيط السوسيو تربوي لمساعدته على تجاوز آثار الأزمة والصدمة..
تستعد جمعية المواهب للتربية الاجتماعية لتنظيم قافلة للتنشيط السوسيو تربوي، موجهة لفائدة الأطفال ضحايا زلزال 08 شتنبر 2023، كيف جاءت فكرة تنظيم هذه القافلة ؟
إن قافلة "ابتسامة الطفولة" التي ستنظمها جمعية المواهب للتربية الاجتماعية بمعية شركائها تحت شعار «ابتسامة الطفولة، ابتسامة وطن»، تأتي في سياق برنامج متكامل وشامل أعده المكتب التنفيذي للجمعية، يجعل من سنة 2023 سنة للتضامن والتعبئة من أجل عودة الابتسامة لساكنة المناطق المنكوبة بسبب زلزال الحوز، وخصوصا الطفولة والشباب، حيث تعمل الجمعية على تنظيم مجموعة من الأنشطة السوسيو تربوية، تنطلق بفعاليات قافلة «ابتسامة الطفولة» ذات الطابع التحسيسي التوعوي وكذا الدعم النفسي والبيداغوجي والتعليمي. كما يتضمن برنامج الجمعية أنشطة ذات بعد ترافعي تلامس إزالة اللثام على واقع الطفولة والشباب بالمناطق التي طالها الزلزال وتعزيز دعوة الجمعية لمختلف المؤسسات من أجل تقليص الفوارق الاجتماعية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتقوية حضور برامج الطفولة والشباب داخل برامج المجالس المنتخبة بمستوياتها الثلاث «المحلية، الإقليمية والجهوية» كما تعمل الجمعية على تنظيم مجموعة من المخيمات الصيفية التربوية خاصة بالأطفال المنحدرين من هذه المناطق .
ماهي الأهداف والنتائج المنتظرة من قافلة ابتسامة الطفولة ؟
باعتبار جمعية المواهب للتربية الاجتماعية جمعية مدنية منخرطة في قضايا المجتمع المغربي وخاصة قضايا الطفولة والشباب، فهي تعمل على تطوير مجموعة من برامج ومبادرات التنمية الاجتماعية المنصفة، الرامية إلى تعزيز الحماية والمواكبة والاندماج، من هذا المنطلق فإن «قافلة ابتسامة الطفولة» التي ستنظم طيلة موسم 2023 / 2024تحت شعار «ابتسامة الطفولة، ابتسامة وطن» والذي ستنطلق محطتها الأولى بجماعة أمزميز بإقليم الحوز خلال أيام 29 – 30 شتنبر و01 أكتوبر 2023، فإننا نسعى من خلالها كجمعية تحقيق مجموعة من الأهداف، حيث أن الهدف العام للقافلة يتمثل في استعادة الاستقرار والتوازن النفسي للطفل من خلال التنشيط السوسيو تربوي لمساعدته على تجاوز آثار الأزمة والصدمة. ومن هنا تسعى «قافلة ابتسامة الطفولة» إلى جعل أنشطة وبرامج الوقاية والتحسيس بمخاطر الكوارث الطبيعية، والمواكبة والتتبع النفسي للطفل، وخلق فرص التعبير والمشاركة في الأنشطة المبرمجة قصد التشبع بقيم التضامن والتآزر وتحمل المسؤولية، تترجمها اعتماد برامج ترفيهية وتنشيطية لإخراج الطفل من آثار الأزمة وإدماجه في مختلف مناحي الحياة .
يجب التأكيد أن «قافلة ابتسامة الطفولة» نتوقع أن يستفيد منها ما يزيد على 5000 طفل وطفلة ينتمون لمختلف الأقاليم الستة التي ضربها الزلزال ( الحوز/ تارودانت/ شيشاوة/ أزيلال/ ورزازات/ مراكش) كما نتوقع أن يساهم في هذه القافلة 100 إطار متمرس في التنشيط السوسيو تربوي ينتمون لمختلف فروع الجمعية المتواجدة في ربوع التراب الوطني. بالإضافة إلى تعبئة أكثر من 45 فرع من فروع الجمعية .
حسب إحصائيات منظمة اليونسيف فإن 100 ألف طفل قد تأثروا بزلزال 08 شتنبر 2023، هل في نظركم الإجراءات التي اتخذتها الدولة كافية للتخفيف من آثار الزلزال على نفوسهم؟
كما تعلم هذا الزلزال قد خلف مجموعة من الآثار والأضرار النفسية، الاجتماعية، الجسدية والصحية في نفوس ساكنة المنطقة عموما، والطفولة والشباب على وجه الخصوص، وهذه الآثار بدون شك ستلازم هؤلاء لسنوات عدة وسيحملون أوزارها وهم كبار، وبالتالي فهم محتاجون لجهد كبير ولبرامج مكثفة من أجل مساعدتهم على تجاوز هذا الوضع. هناك مجموعة من الأمور التي ينبغي على الدولة الاشتغال عليها مستقبل والمتمثلة في إعادة الاستقرار إلى هذه المناطق وذلك بإعادة الحياة لها كما كانت في السابق وأحسن، لأن ارتباط سكان الجبل بالمجال هو ثقافة مترسخة لديهم ويصعب التخلي عنها بسهولة. ولهذا فالدولة بمعية شركائها اليوم مطالبة بتكثيف جهودها من أجل خروج المغرب منتصرا من هذه الفاجعة.
يعاتب على جمعيات المجتمع المدني بصفة عامة والجمعيات التربوية بصفة خاصة أنها نادرا ما يستفيد أطفال المناطق الجبلية والدواوير البعيدة من برامجها التنشيطية، هل تتفق مع هذا الرأي؟
أتفق معك تماما، ولكن هذا لا تتحمل وزره جمعيات المجتمع المدني لوحدها بالنظر للإمكانيات الممنوحة لها والتي تكاد تكون منعدمة، فهذا التقصير تتحمل جزء من مسؤوليته الجمعيات التربوية وجزء كبير من المسؤولية تتحملها المجالس المنتخبة بمستوياتها الثلاث «المحلية، الإقليمية والجهوية». فبإطلالة بسيطة على القانون التنظيمي للجماعات رقم 13 - 114 نجد أن المشرع أعطى للجماعات المحلية مجموعة من الاختصاصات المشتركة، حيث نجد ان الفصل 87 أشار بأن الجماعات تساهم في إنجاز وإحداث دور الشباب، دور الحضانة ورياض الأطفال، إحداث مراكز للترفيه، إحداث مركبات ثقافية... كل هذه المهام تنجزها الجماعة المحلية بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني. لكن بالرجوع للواقع نتساءل اليوم عن نسبة حضور الطفولة والشباب في ميزانيات وبرامج هذه الجماعات المحلية التي أصابها الزلزال، فالنسبة تكاد تكون محتشمة، كما أننا اليوم لا يمكن أن نغيب الأندية والمدارس الرياضية بالنظر للإمكانيات التي تتوفر عليها، فهي مطالبة للقيام بتدخلات داخل هذه المناطق من أجل تشجيع الممارسة الرياضية بها خاصة مع الصحوة التي تعرفها الرياضة الوطنية، فخلال الزلزال لاحظنا كيف أن فريقا عالميا احتضن طفلا من ضحايا الزلزال لمجرد أنه ظهر في إحدى القنوات التلفزية وهو يرتدي قميص النادي. فمن يدري ربما يكون لهذا الطفل مسار متميز وربما سنأتي نحن كمغاربة بعد سبعة أو ثمانية سنوات لكي نقنعه بحمل القميص الوطني ... أعتقد أن مسألة استفادة أطفال هذه المناطق من أنشطة الجمعيات التربوية يحتاج إلى استراتيجية واضحة بالتنسيق مع المجالس المنتخبة من أجل بلورتها وتنزيلها على أرض الواقع، ونحن كجمعية مستعدون للإنخراط في أي مبادرة أو أي نقاش عمومي يرمي إلى وضع لبنات هذه الإستراتيجية.
ما هي مقترحاتكم كجمعية وطنية للهيئة المكلفة بإعادة إعمار المناطق المتضررة بالزلزال، خاصة في الشق المتعلق بالطفولة والشباب؟
بالنسبة للهيئة المكلفة بإعادة إعمار المناطق المتضررة بالزلزال، أعتقد أن مهامها محددة وواضحة، فهي مكلفة بإعادة البنية التحية من مساكن ومدارس ومؤسسات الإيواء ... فنحن كجمعية نطالب من الدولة، على اعتبار أنها هي المسؤولة عن صياغة السياسات العمومية الخاصة بالبلاد، بصياغة سياسات عمومية مندمجة وشاملة خاصة لفائدة الطفولة والشباب داخل هذه المناطق «إحداث دور الشباب، المركبات الثقافية، البنيات الرياضية، المسارح، تكسية الطرقات والمسالك...» كما نطلب من أجهزة الدولة بأن تتدخل بقبضة من حديد لحماية الأطفال ضحايا الزلزال من الاستغلال الجنسي، والتشغيل، وحماية القاصرات من الزواج المبكر، كما ينبغي عليها أن تتدخل لحمايتهم أيضا من استغلالهم والمس بكرامتهم داخل مواقع التواصل الاجتماعي.