بادر المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد إلى عقد عدة اجتماعات أخرها صباح يوم السبت 16 شتنبر 2023 بمقره بمراكش لتدارس الأوضاع عن قرب، على إثر فاجعة زلزال الثامن من شتنبر الذي ضرب البلاد؛ و مخلفاته المؤلمة و المدمّرة والاستماع للتقارير التي وردت حول مخلفات الفاجعة في مختلف المناطق والمدن والقرى والجهات التي مسها الزلزال، بهدف تقدير حجم الأضرار- بعد مرور أسبوع عن وقوع الكارثة - ورسم صيغ وأشكال ومتطلبات العمل المستقبلي والطويل الأمد.
وهكذا قرر المكتب السياسي للحزب، حسب بيان توصلت" أنفاس بريس" بنسخة منه وهو يسجل بألم حجم الدمار المهول ومقدار الخسائر البشرية والمادية التي خلفها هذا الزلزال العنيف، ويعبّر عن تضامنه وتأثره البالغ بألآم العائلات المفجوعة ويقدّم أصدق التعازي لأسر الضحايا متمنيا للمصابين الشفاء العاجل. ويعبر عن تقديره الخاص لمجهودات كافة المؤسسات والجهات والهيئات التي عملت وتعمل في الميدان بحس وطني وإنساني عالي..
وينوه في نفس الوقت عاليا بمجهودات مناضلات ومناضلي الحزب العاملين في جمعيات المجتمع المدني المختلفة عبر ربوع الوطن وتجاوبا مع ما أملته ضمائرهم، ويعتز بإسهامهم النضالي الكبير في تنظيم عمليات الدعم الشعبي الذي أقبل عليه الشعب المغربي، ويقدر باعتزاز كبير التعاطف الدولي الواسع مع ضحايا الزلزال خاصة والمغرب عموما. ويشكر كافة الأحزاب والهيئات العربية والإفريقية والدولية التي اتصلت بالحزب لتعبر عن تضامنها وتعاطفها مع الشعب المغربي في هذه المحنة. كما يسجل البيان القيمة العالية التي عبر عنها المغاربة في عمليات التبرع بالدم وأشكال الدعم والمؤازرة المتواصلة والقادمة من كل الجهات.
ومن جهة أخرى يؤكّد المكتب السياسي على أن التعاطي مع ما أسفر عنه هذا الزلزال لا ينبغي أن يكون فقط ظرفيا، حيث إن إنجاز المهام المطلوبة يستلزم النفس الطويل مع وضع استراتيجية
محكمة و تحديد الأولويات لتوفير كافة الحاجيات والمتطلبات التي يمكن أن تساعد على مواجهة الأوضاع القادمة، و على رأسها إنقاذ الأيتام من الضياع و الإسراع بإعادة التمدرس، يدعو إلى الحفاظ على التراث المعماري لمدينة مراكش و الدواوير المنتشرة في مختلف الأقاليم و المناطق المتضررة بكل من ( شيشاوة ،أزيلال، الحوز، ورززات، تارودانت) وإعادة الإعمار عبر إشراك مهندسي المملكة لكي يضعوا تصاميم عصرية للدواوير، تحافظ على جمالية المساكن العتيقة وتعمل على تحصينها و تحديث بنائها مع توفير الخدمات العمومية والبنيات التحتية وشبكات الكهرباء والماء الصالح للشرب والتطهير ومختلف المصالح والمرافق الأساسية وفكّ العزلة على المناطق النائية..
ويؤكد الحزب في ذلك على ضرورة وضع مخطط متكامل للنهوض بالعالم القروي والجبلي وبكلّ الجهات والمناطق المهمشة من الوطن وتحقيق العدالة الاجتماعية والمناطقية مع تأمين التعليم والصحة والسكن اللائق ومتطلبات العيش الكريم.
وبهذه المناسبة يعلن المكتب السياسي على استعداده الكامل للانخراط في كافة المبادرات الوطنية الهادفة بصدق وتجرد للمساهمة في رفع المعاناة في المناطق التي عانت من آثار هذا الزلزال المدمر وأيضا في تقديم مشاريع بخصوص النهوض بالعالم القروي والجبلي.
خلال اجتماع المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد