بمجرد أن أعلن المغرب قبول عروض المساعدة من 4 دول فقط، إثر فاجعة زلزال الحوز، تساءل متابعون عن السبب وراء ذلك، خاصة وأنه تلقى عروضا من مختلف أنحاء العالم، كما أن تداعيات الزلزال المدمر كبيرة وتحتاج جهودا استثنائية.
وكانت عدة دول عرضت،خلال اليومين الماضيين تقديم المساعدة، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل والهند ومصر والجزائر وتونس..
واوضح بلاغ لوزارة الداخلية مساء الأحد 10 شتنبر 2023 ، إن السلطات المغربية وافقت على عروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة،وهي: الإمارات العربية المتحدة وقطر وإسبانيا والمملكة المتحدة، حيث اقترحت هذه الدول تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ.
وأضاف البلاغ: "ويمكن مع تقدم عمليات التدخل أن يتطور تقييم الإحتياجات المحتملة، مما قد يؤدي إلى اللجوء إلى عروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة، حسب احتياجات كل مرحلة على حدة".
لكن السؤال هو لماذا قبل المغرب المساعدة من 4 دول فقط دون غيرها؟
وهو السؤال الحارق الذي حاولت أن تجيب عنه في صحيفة "لوفيغارو"سيلفي برونيل، الرئيسة السابقة لمنظمة "العمل ضد الجوع" وأستاذة الجغرافيا في جامعة السوربون والمتخصصة في الشؤون الإفريقية حيث قالت "إنه عندما تتعرض دولة لكارثة، فإن أمر طلب المساعدة من دول أخرى متروك لها.. لأنها مسألة" سيادة" فليس هناك مجال لتدفق المساعدات من مختلف دول العالم، إلا إذا فشلت الدولة بنفسها، كما حدث في هايتي في عام 2010..
وفي حالة المغرب، فإن سلطات البلاد تريد الإحتفاظ بالسيادة، وتريد أن تثبت أنها قادرة على قيادة عمليات الإغاثة بنفسهاواستعجال طلب المساعدة والإغاثة أثناء المآسي الإنسانية يشكل مصدرا للعديد من المشاكل، مثل سوء التنسيق والازدحام والعشوائية.
وهكذ يكون الخطر الذي سيواجه المغرب هو فقدان سيادته.ولهذا يختار المغرب بعناية الدول التي سيطلب منها المساعدة..
وفي وقت أعلنت فيه إسبانيا، الأحد 10 شتنبر، إرسال فريق من 56 مسعفا إلى المغرب لدعم الجهود في عمليات البحث والإنقاذ بعد الزلزال، أكدت فيه فرنسا استعدادها للمساعدة متى رأت الرباط ذلك ضروريا وفي ذلك .قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريح له خلال المؤتمر الصحفي المنظم على هامش ختام أعمال مجموعة قمة مجموعة العشرين بنودلهي، إن فرنسا مستعدة للتدخل وتقديم يد المساعدة في زلزال المغرب “عندما تقرر السلطات المغربية ذلك واعتبر “.
الرئيس الفرنسي، أن بلاده مستعدة “للتدخل” لمساعدة المغرب، وحشد “كافة الفرق التقنية والأمنية لتكون قادرة على التدخل عندما يقرر المغرب ذلك”، وأضاف ماكرون (على غرار البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والإتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي الذين التزموا بجانب فرنسا بدعم المغرب والشعب المغربي ماديا لإعادة الإعمار)..