السكون التام والمريب في نفس الوقت ،لاكلام ولاتعليق على تدبيرالحكومة السيء بعدما توالت الخيبات وتوارى اعضاء الحكومة في عطلة صيفية ستزيد من نسيان بعض الأسماء. لكن لايخفى عنا جميعا بطل مرحلة شكلت ثلث عمر ولاية هذه الحكومة المنحوسة ،أطل علينا الحاج بيتاس في الندوة الصحفية الأخيرة بابتسامته الماكرة منشرحا، وهو يدشن جلساته التعذيبية التي يجيد فيها تلوك الكلام دون ان يقدم جوابا للراي العام بنوع من الاستعلاء كالعادة.وبدا هذه المرة مرتبكا كتلميذ كسول لم يستعد بما فيه الكفاية لأسئلة الصحافيين التي نقلت بعضا من هموم المواطنين والمفاجاة انه لم يعلق على خبر مقتل المغربيين برصاص الجزائر واحتجاز مواطن آخر برفقتهم والذي تناقلته كل وسائل الإعلام الوطنية والدولية .لم نعاين استنكاره لهذا الحدث وبدا مستعجلا دون ان يفصح عن موقف.أجوبة الناطق الرسمي التي تناولها بطريقة مافيوزية تعسفت على الشكل والمضمون وخرجنا منها بلا نتيجة كما هي العادة . فتساءلت مع نفسي هل بمثل هؤلاء النماذج سنبني سياسة وطنية ناجعة .
أمام هذاالوضع المأزوم والغلاء المستشري والزيادات المتكررة دون مبرر (حسي مسي) كمثال خمس زيادات في المحروقات دون ان يرف للحكومة جفن .ودون ان نسمع صوتا منددا بها . والواقع الحالي امام هذا الصمت المريب يبدو ان من يشوش على رئيس الحكومة لاحق له في ذلك امام كثير من الصور التي توحي بان الأمور مستقرة وفي وضعية احسن.لاحق في الاحتجاج لكل من رفعوا صوتهم محتجين في المداشر مطالبين بالماء وهم يموتون عطشا فقد أساءوا الأدب ، ومنهم من تجرأواونظموا مسيرة مشيا على الأقدام ولم يكملوا المساربعدما اوقفتهم السلطةوقمعتهم لانهم طالبوا بمستشفى يأوي أطفالهم بعدما زهقت ارواح طفلتين لسعتهما عقرب ولم يجدوا من يسعفهم وهناك من نظموا وقفة امام قبة البرلمان بدعوى انهم جنود مغاربة سبق لهم ان احتجزواكأسرى لدى البوليزاريو ونكل بهم واغتصبت حقوقهم الآدمية ليطلق سراحهم بعد عقودضاعت فيها حقوق وكيف وثقت الكاميرات القمع والتعسف الذي تعرضوا له لانهم كانوا مخلصين لوطنهم فتم سحلهم والتنكيل بهم. الدكاترة المعطلون الذين اعتصموا مضربين عن الطعام لمدة تفوق شهر،دون ان يزورهم مسؤول كلها صور لم تثر نقاشا وطنيا بعدما غابت عن الساحة اصوات كانت إلى عهد قريب تشكل ضمير الأمة الذي يريد له البعض ان يصبح مستترا او غائبا. المعارضة و الاغلبية وكثير من الأجهزة الرقابية تخلت عن دورها في خدمة وعي المواطن والدفاع عن حقوقه ،بينما أجهزة التدجين والتخذير تسعى بشكل حثيث لتنفيذ اجندتها بكل تفاني واتقان .