في المقابل القريب منا مادام بعض مسؤولينا يأخذون فرنسا كنموذج للإستدلال وباعتبارها دولة تشكل قلب اوروبا النابض ،كما يحلو لهم تسميتها، تعيش هذه الأيام وضعا مقلقا وغير مستقر جراء مقتل نائل الشاب ذي الأصول الجزائرية في حادث وثقته عدسات كاميرات متعددة من مواقع مختلفة لتكشف معها حقيقة كون الشرطيين معا لم يكونا مجبرين على قتل الضحية.بل شكل مضمون تلك الصور جوابا نافيا ومفندا لكل مزاعم المتحيزيين الذين يتربصون بتبني تسوية سياسية على المقاس حسب اجندات معلنة وخفية.استنفار حكومي وامني واعلامي من كل الاتجاهات من أجل الاسراع بالحل .كل الأحداث التي تمر أمام اعيننا موثقة توضح حقائق لاينكرها إلا جاحد.المواطن في بلد الحريةوعاصمة الأنوار لا تستباح حقوقه لأن هناك قوى مجتمعية قادرة على تبني مطالبه العادلة والدفاع عنها. عرفت الساحة تدافعا ملحوظا لم يعد معه الاستقرار ممكنا حيث ظهرت اساليب تتبنى الفوضى لانتفق معها تشتغل في اتجاه تنمية المواقف المتطرفة المعادية للجاليةوتدعو للتطهير وهي مرفوضة من كل القوى السياسية الحية والمؤثرة .لقد ظهر جليا ان فرنسا بسياستها لأربع عقود الأخيرة لم تنتج سوى مستويين من العيش فرنسيون من الطبقة الأولى بكبريات المدن وفرنسيوالمهجر من الطبقة الثانية بمدن الهوامش حيث تغيب كل الحقوق الدستورية. نتج عنه صراع وتدافع يبرز بشكل قوي في الأزمات ويخبو مرة اخرى في لحظات وطنيةبامتياز .الفرق بيننا وبينهم رغم التبعية.هناك في فرنسا حقوق وقوى حية تحول دون تغول السلطة ضد المواطن وهناسياسة اللامبالاةوعدم الاكثراث بأولويات المواطن مادامت كل المؤسسات باعت الماتش وانضمت لفيلق المتفرجين . فرنسا سقطت اخلاقيا بعدما عجزت عن تطويق ازمة تتكرر لتختبر مواقفهامن العنصرية ونحن سقطناسقوطا لاأخلاقيا فضيعا في وطن يضمناجميعا لكن مسؤولينا غير موفقين في الأحداث التي تحتاج لمواقف وطنية فعلا فرد واحد في فرنسا لايعادل واحدا وخمسين في المغرب او يزيد . وتلك معادلة كشفت حقيقة الواقع المر .