تحدثت البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب حول قضيتين هما: الغذاء الذي نستهلكه، ووالغذاء الثقافي.
وفي البداية تناولت ممثلة حزب الشمعة بالبرلمان عن موضوع مشكلة الغذاء نتيجة لاستمرار غلاء الأسعار، حيث اوضحت أن هناك من يريد ربط هذه المشكلة فقط بالأوضاع الدولية، ولكن هي في الحقيقة نتيجة لاختيارات مورست في وطننا مما يتسبب في غياب أمن غذائي خصوصا مع التغيرات المناخية والإجهاد المائي وهذا راجع لاختيارات الدولة التي تسببت في استنزاف المياه الجوفية وتلويث التربة ،وذلك نتيجة اختيارات حكومات متتابعة وسياسة التصدير؛ مما انعكس على اكتفائنا الذاتي وكذلك منح أراضي فلاحية مغربية للكراء لدول أخرى لتحقق اكتفاءها الذاتي، بالإضافة إلى استفادة الفلاحين الكبار من المخطط الأخضر، وفي المقابل تهميش الفلاحين الصغار.
لتؤكد الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد على ضرورة إعادة النظر جذريا في الفلاحة الوطنية والصناعة المرتبطة بها وإنتاج اللحوم وخاصة ونحن مقبلون على عيد الأضحى ،الذي بالمناسبة صار واضحا بشكل جلي عدم اكتفائنا الذاتي على مستوى الأغنام نتيجة غياب سياسة وطنية تهدف إلى التطور بدل اغتناء المنتجين على حساب الخزينة العامة للدولة وهذا نتيجة غياب تصور منسجم للدولة المغربية مما انعكس على عدم قدرة المغاربة على شراء الأغنام نتيجة غلاء الأسعار، ولهذا طالبت برلمانية الشمعة نبيلة منيب بضرورة القيام بسياسات لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وعدم تفويت الأراضي المغربية لدول أخرى، وترشيد استعمال الماء.
وتطرقت بعد ذلك نبيلة منيب إلى الغذاء الثقافي، فأكدت أنه لا تقدم بدون مجتمع المعرفة، مع ضرورة بناء المدرسة العمومية المجانية الجيدة والجامعة وتشجيع البحث العملي ،وكذلك خلق فضاءات ثقافية في وطننا مثلا، تم بناء مسرح جد رائع بمدينة الدار البيضاء ولكن هل لنا برنامج لهذا المسرح يرتكز على مسرحيات وكل تظاهرات الفنية الأخرى الممكنة مما بإمكانه جعل المدينة منارة ثقافية؟؟ لأن الفن هو المساهم في تطوير الذوق وثقافات الشعوب. ونفس الشيء ينطبق كذلك على مسرح الرباط.
كما أثارت البرلمانية نبيلة منيب مسألة نقل معرض الكتاب من مدينة الدار البيضاء إلى مدينة الرباط والذي تم بدون تشاور مع أحد وبدون إشراك أي رأي!؟ وأشارت في ذلك إلى ضرورة تنظيم معرضين واحد بمدينة الدار البيضاء والآخر بمدينة الرباط، حتى لا تصبح مدينة الدار البيضاء فقط مدينة للبناء والاغتناء لأصحاب العقار على حساب فقراء المدينة، وعدم إطلاق المسرح الجديد وسرقة معرضها للكتاب لتتعرض بذلك المدينة إلى تفقير ثقافي.
واستغربت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد عندما تفاجأت من منع عرض كتاب العالم الانتربولوجي الكبير عبد الله الحمودي في معرض الكتاب بالرباط ،وأن تقديمه كان من طرف أستاذين مقتدرين الأستاذ معطي منجب والأستاذ الحموشي،لتتساءل البرلمانة نبيلة منيب: لماذا سيمنع هذا الكتاب؟ ونحن نرى التضييق على الحريات والحقوق منذ جائحة كورونا وهذا يتجلى في سجن الصحافيين كعمر الراضي وسليمان الرسوني... والتضييق على حرية التظاهر السلمي كشباب الريف والزج بهم في السجون لمدد تصل لعشرين سنة ؟؟واليوم نعود إلى طرق كنا نظن أنه قد قطعنا معها الا وهي منع حرية التعبير والرأي!؟.
وقالت برلمانية الشمعة نبيلة منيب أنها وقفت على رابطة الكاتبات المغربيات وفرحت لإبداعاتهن، وكذلك عبرت عن سعادتها بعد زيارتها لرواق الفلسفة عندما رأت مثقفين يريدون إشعاع ثقافة الأنوار والتقدم، ولكن الفرحة لم تتم بسبب منع كتاب الاستاذ عبد الله الحمودي، وطالبت بضرورة تراجع الوزارة عن هذا القرار وتعتذر لهذا العالم المغربي الذي يفتخر العالم بكتاباته وهو من يساهم في تحرر العقل المغربي والعربي.
وختمت نبيلة منيب بتساؤل حول لماذا تم نقل المعرض الدولي الكتاب للرباط وضرورة فتح تحقيق في هذا الشأن، ونازلة منع كتاب الأستاذ عبد الله الحمودي من هذا المعرض.