لذا لا تتوقف مهمة الصحافي الرياضي في التعليق على المباريات وتحليلها، ما يصدر عنه يصبح له مفعول تربوي وبيداغوجي وسياسي ملحوظ، تأثير الصحافي الرياضي.
إن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر متوترة منذ ما يقارب النصف قرن من الزمن، ولكلا الجهتين، المغرب والجزائر، مجموعة من الإعلاميين الذين يكتبون في السياسة، طبقا للتوجيهات، وبما يزيد العلاقات المتردية ترديا على ترد، وليست هناك حاجة لإضافة الصحافيين الرياضيين إلى معمعة الصراع بين الدولتين. يتعين أن تظل الصحافة الرياضية بعيدة عن هذه الأجواء المكفهرة التي تخنق أنفاس المغاربة والجزائريين.
الرياضة تعني التسامح والتقارب والتواد، إنها وسيلة من الوسائل القليلة المتبقية التي لا تزال تحفظ للشعبين إمكانية التواصل، والاحتكاك، والتقارب بينهما، ولا يجوز ضرب هذه الوسيلة، وتلويث فضائها، وتعكيره بالمشاحنات السياسية القائمة بين البلدين.
في عزِّ الخلافات القائمة بين المغرب والجزائر، خاض المنتخب الجزائري لكرة القدم مباريات عدة ضد نظيره المغربي في الدار البيضاء، ومراكش، والرباط، وكانت الجماهير المغربية تخصص له استقبالات حارة يتفاجأ الجزائريون بها. وكان اللاعبون الجزائريون يتصرفون في المغرب بروح رياضية، ويلعبون المباريات دون تشنج، ولا يشعرونك أنهم معبؤون نفسيا ضد أشقائهم المغاربة. تجري المباريات وتنتهي في ود واحترام، تطبعها الروح الرياضية العالية، مهما كانت النتائج التي تسفر عنها.
وأنا أتابع تعليقا رياضيا في قناة الجزيرة الرياضية على ما أظن، أذكر أن اللاعب الدولي الجزائري الشهير رابح مدجر، في معرض تعليقه على إحدى مباريات كرة القدم، أثنى على اللاعب الدولي المغربي ميري كريمو ونوَّه بكفاءته، وبتميزه كمهاجم يجيد تسجيل أهداف رائعة. لقد تأثرت بهذه الشهادة في حق كريمو من طرف مدجر. بدا لي أن اللاعب الجزائري المرموق والمتألق في زمانه لم يجد أي غضاضة في الثناء على لاعب مغربي من جيله.
تحدث مدجر من منطلق الرياضي مدجر من منطلق الرياضي المشبع بالقيم الرياضية النبيلة، ولم يتكلم بوازع المتأثر بالسياسة الخارجية لبلده تجاه المغرب. لا تزال هذه الشهادة الإيجابية من جانب مدجر في حق كريمو عالقة، بشكل إيجابي، في ذهني ووجداني، منذ سنوات إلى اليوم، ولاشك في أنها عالقة في أذهان ووجدان كثيرين من المغاربة.
وحين فاز المنتخب الجزائري لكرة القدم ببطولة إفريقيا للأمم في الدورة الأخيرة، خرجت الجماهير الرياضية في عدة مدن مغربية تعبر عن فرحتها بهذا الفوز الجزائري وكأنه فوزٌ للمنتخب المغربي، فهذه الروح الرياضية الأخوية هي التي يجب الحرص على صونها، لأنها تشكل نقطة ضوء منيرة في هذا الظلام المطبق على شعوب المنطقة المغاربية.
يعني هذا أن بإمكان الرياضة وصحافتها أن تلعب دور التقريب بين الشعبين، ومهمة الصحافيين الرياضيين، سواء المغاربة أو الجزائريون، هي العمل على جسر الهوة التي تفصل بين الدولتين، لا صبَّ الزيت على النار المشتعلة بينهما. المنطقة في حاجة إلى التهدئة وإعلاء صوت الحكمة والعقل، وتجنُّبِ المزيد من إثارة الغرائز الهائجة. للرياضة جماهيرية واسعة، ولا يجوز شحن أهلها الكُثُر بالخطابات السياسية التي تحرض على النفور والتباعد والكراهية، فهذا فعلٌ مخالف لماهية الرياضة، ولا يخدم مصلحة الشعبين، الجزائري والمغربي..
لدينا ما يكفي من الأطراف
يعني هذا أن بإمكان الرياضة وصحافتها أن تلعب دور التقريب بين الشعبين، ومهمة الصحافيين الرياضيين، سواء المغاربة أو الجزائريون، هي العمل على جسر الهوة التي تفصل بين الدولتين، لا صبَّ الزيت على النار المشتعلة بينهما. المنطقة في حاجة إلى التهدئة وإعلاء صوت الحكمة والعقل، وتجنب المزيد من إثارة الغرائز الهائجة. للرياضة جماهيرية واسعة، ولا يجوز شحن أهلها الكثر بالخطابات السياسية التي تحرض على النفور والتباعد والكراهية، فهذا فعلٌ مخالف لماهية الرياضة، ولا يخدم مصلحة الشعبين، الجزائري والمغربي..
لدينا ما يكفي من الأطراف..