خليهنا الكرش المستشار البرلماني عن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ربط الوضعية الاجتماعية لجهة كلميم واد نون وتزايد ضحايا الهجرة السرية بالجهة بالمشاريع التي تصدر عن المجالس المنتخبة، وعلى رأسها المجالس الاقليمية ومجلس الجهة الذين لا يولون أي اهتمام للجانب الاجتماعي وخصوصا التشغيل ومساعدة الشباب حاملي المشاريع والبطالة التي ضربت اطنابها بالجهة، في حين اكتفى بعض البرلمانيين بمناقشة سبب تأخر الحركة الوطنية لنساء ورجال التعليم، والواقع أن عمالات الجهة الأربعة تعاني اكراهات اجتماعية مرتبطة بالتنمية وغياب تنزيل البرامج والمخططات الاجتماعية بشكل يسمح للشباب بالابتكار وتحقيق ذواتهم في العمل والتشغيل، وأكبر دليل على ذلك إقليم أسا الزاك الذي أعادته البرامج التنموية الكاذبة والمتوقفة إلى ما قبل سنة 2000، حيث الجمود والبؤس والدمار يكاد يخيم على مختلف أرجائه، في غياب تام لوزارة الداخلية التي يساهم مسؤولها الترابي الأول في تعميق هذا الوضع، وعدم تفعيل لجان المراقبة والافتحاص من طرف مفتشياتها، وهذا ما ساهم بشكل واضح في تعميق أزمة الهجرة السرية والهجرات السكانية من إقليم أسا الزاك، الذي أصبح منطقة طرد بامتياز، حيث من المرتقب أن يعرف إقليم أسا الزاك تراجعا سكانيا مهولا خلال إحصاء 2024.
إلى جانب هذا الوضع الكارثي بالجهة، فهناك إحصائيات في تزايد مضطرد همت نسبة الانتحار خصوصا في صفوف الشباب وأرباب الأسر، وهو من النتائج المباشرة للسياسات العمومية بشكل عام والتي طبعت مع المنتفعين من الريع، وغياب قانون تجريم الإثراء غير المبرر، هذا الواقع المتناقض بين الإثراء الفاحش والموت بسبب لقمة العيش باتت معالمه طاغية بشكل كبير جدا داخل الجهة وداخل إقليم أسا الزاك.
بلخير نصي، فاعل جمعوي بأسا الزاك