موضوع أطروحة دكتوراه.. الباحث بنمالك يكشف طرق اشتغال شبكات المتطرفين عن طريق الأنترنت

موضوع أطروحة دكتوراه.. الباحث بنمالك يكشف طرق اشتغال شبكات المتطرفين عن طريق الأنترنت ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬بنمالك
شكلت‭ ‬تطبيقات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أداة‭ ‬معتمدة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬السياسية‭ ‬والقضايا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم، وغدت‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬تخوضها‭ ‬جماعات‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف. ‬وطيلة‭ ‬العقدين‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬21‭ ‬تحولت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلى‭ ‬سلاح‭ ‬مركزي‭ ‬في‭ ‬معارك‭ ‬هذه‭ ‬التنظيمات‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تمت‭ ‬محاصرتها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع. ‬فتمكنت‭ ‬هذه‭ ‬التنظيمات‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الإمكانيات‭ ‬التي‭ ‬تتيحها‭ ‬الشبكات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استقطاب‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المتعاطفين‭ ‬والمناصرين‭ ‬لها. ‬وكان‭ ‬لافتا‭ ‬أنها‭ ‬توجهت‭ ‬إلى‭ ‬المراهقين‭ ‬والشباب‭.‬
وعرفت‭ ‬رحاب‭ ‬جامعة‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬بكلية‭ ‬علوم‭ ‬التربية‭ ‬في‭ ‬مؤخرا، ‬مناقشة‭ ‬أطروحة‭ ‬الدكتوراة،‭ ‬في‭ ‬موضوع: "‬الشبكات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتشكيل‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف،‭ ‬محاولة‭ ‬رصد‭ ‬تمثلات‭ ‬الشباب‭ ‬لقضايا‭ ‬الجهاد‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬شباب‭ ‬مدينة‭ ‬سلا‭ ‬نموذجا"، ‬أعدها‭ ‬الباحث‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬بنمالك‭.‬

صرح‭ ‬المدير‭ ‬المركزي‭ ‬للشرطة‭ ‬القضائية‭ ‬بالمديرية‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬ لوطني،‭ ‬محمد‭ ‬الدخيس،‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬نشر‭ ‬في‭ ‬العدد‭ ‬444‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬“الأمن‭ ‬والحياة“‭ ‬بأن‭ ‬الأمن‭ ‬المغربي‭ ‬أصبح‭ ‬يعطي‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬لمواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كوسيلة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الجريمة،‭ ‬وأن‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬المغربي‭ ‬يكثف‭ ‬مجهودات‭ ‬مراقبته‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬حول‭ ‬مروجي‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭. ‬هل‭ ‬فعلا‭ ‬هناك‭ ‬حضور‭ ‬قوي‭ ‬لجماعات‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي؟
فعلا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وهي‭ ‬مدة‭ ‬اشتغالي‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬دكتوراة‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬بجامعة‭ ‬محمد‭ ‬الخامس،‭ ‬أكدت‭ ‬جميع‭ ‬المقابلات‭ ‬تقريبا‭ ‬التي‭ ‬أجريناها‭ ‬مع‭ ‬عينة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬سبق‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬انضموا‭ ‬لهذه‭ ‬التيارات،‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬التجنيد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المعتقلين‭ ‬السابقين‭ ‬والمتشبعين‭ ‬بالأفكار‭ ‬الجهادية‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬تستمر‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬متصل‭ ‬به‭ ‬حيث‭ ‬يتولى‭ ‬بدوره‭ ‬نشر‭ ‬أفكار‭ ‬التنظيم‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬تجنيد‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬وبعد‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬ولائه‭ ‬تتم‭ ‬إسناد‭ ‬قيادة‭ ‬خلية‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬بلاده‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يسافر‭ ‬للانضمام‭ ‬للتنظيم‭ ‬في‭ ‬سوريا‭.‬
فجميع‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬ذهبوا‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬ثم‭ ‬عادوا‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬أو‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬هناك،‭ ‬يروون‭ ‬قصصا‭ ‬متطابقة‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التسويق‭ ‬للجهاد‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القرن،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬ممن‭ ‬التحقوا‭ ‬بساحات‭ ‬المعارك‭ ‬أو‭ ‬ممن‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬إليها‭ ‬عبر‭ ‬صفحاتهم‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬“الفيسبوك“،‭ ‬ويتواصلون‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬مع‭ ‬أصدقائهم‭ ‬المغاربة‭ ‬لتحفيزهم‭ ‬على‭ ‬الالتحاق‭ ‬بهم‭.  ‬وقد‭ ‬قامت‭ ‬هذه‭ ‬التنظيمات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬عبر‭ ‬استراتيجيات‭ ‬محكمة،‭ ‬بتجنيد‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬ذكورا‭ ‬وإناثا‭.‬‮ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬موقع‭ ‬“الفيسبوك“‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حسابات‭ ‬مستعارة،‭ ‬او‭ ‬تطبيق‭ ‬“تيليغرام“‭.‬ 

من‭ ‬خلال‭ ‬أطروحتك‭ ‬واشتغالك‭ ‬الميداني،‭ ‬هل‭ ‬توصلت‭ ‬إلى‭ ‬طرق‭ ‬وتكتيكات‭ ‬استغلال‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬هذه‭ ‬التنظيمات؟
اللافت‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬طرق‭ ‬اشتغال‭ ‬هذه‭ ‬التنظيمات‭ ‬ليست‭ ‬بتقليدية،‭ ‬ففي‭ ‬بعض‭ ‬المقابلات‭ ‬وقفنا‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التكتيكات،‭ ‬حيث‭ ‬يبدأ‭ ‬مسلسل‭ ‬الاستقطاب‭ ‬عبر‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالحسابات‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بطابع‭ ‬ديني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منشورات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الحساب‭ ‬شخص‭ ‬متدين‭. ‬ثم‭ ‬إذا‭ ‬تبين‭ ‬من‭ ‬منشوراته‭ ‬أنه‭ ‬يناصر‭ ‬القدس‭ ‬مثلا‭ ‬وقضايا‭ ‬الأمة‭ ‬أو‭ ‬يتعاطف‭ ‬مع‭ ‬الجهاديين،‭ ‬هنا‭ ‬يباشرون‭ ‬الحساب‭ ‬عمليا‭ ‬فيكثرون‭ ‬من‭ ‬التفاعل‭ ‬معه‭ ‬عبر‭ ‬تسجيل‭ ‬“إعجابات“؛‭ ‬مشاركات؛‭ ‬تعليقات؛‭ ‬دعاية‭ ‬للحساب‭.. ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬نشاطا‭ ‬ومتابعة‭. ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬يبادرون‭ ‬إلى‭ ‬الدردشة‭ ‬مع‭ ‬صاحب‭ ‬الحساب‭ ‬المستهدف،‭ ‬ويشرعون‭ ‬بالنصح‭ ‬أو‭ ‬التوجيه‭ ‬أو‭ ‬الاستفسار‭ ‬عن‭ ‬مسألة‭ ‬شرعية‭ ‬معينة‭.. ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬تبدأ‭ ‬نقاشات‭ ‬العقيدة،‭ ‬واستكناه‭ ‬مواقف‭ ‬المعني‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬التوحيد،‭ ‬البدعة،‭ ‬الولاء‭ ‬والبراء،‭ ‬الحاكمية،‭ ‬الجاهلية‭.. ‬ما‭ ‬أن‭ ‬يطمئن‭ ‬المستقطب‭ ‬للمستقطب‭ ‬حتى‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬التعارف‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي،‭ ‬وهنا‭ ‬يتعرفون‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬ضعفه‭ ‬من‭ ‬قوته‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬وحيدا‭ ‬ملؤوا‭ ‬وحدته‭.. ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬محتاجا‭ ‬ساعدوه‭ ‬ماليا‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬مضطربا‭ ‬أرشدوه‭ ‬حتى‭ ‬يتكون‭ ‬رابط‭ ‬قوي‭..‬‭ ‬وعند‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬ينصحونه‭ ‬بالهجرة‭ ‬إليهم‭ ‬في‭ ‬سوريا"‭. ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أكدت‭ ‬لنا‭ ‬بعض‭ ‬الشهادات‭.‬ 

هذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬المغربي‭ ‬الذي‭ ‬سقط‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفخ‭ ‬كان‭ ‬عددهم‭ ‬كبيرا؟
هذا‭ ‬صحيح،‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الجماعات‭ ‬الجهادية‭ ‬التي‭ ‬استخدمت‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬الدعاية‭ ‬والتجنيد‭ ‬نجد‭ ‬“حركة‭ ‬شام‭ ‬الإسلام“‭. ‬والتي‭ ‬استطاعت‭ ‬بذلك‭ ‬أن‭ ‬تستقطب‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬المغاربة‭ ‬منذ‭ ‬صيف‭ ‬2013،‭ ‬وضمت‭ ‬بحسب‭ ‬بعض‭ ‬التقديرات‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬700‭ ‬مقاتل‭ ‬مغربي‭ ‬شكلوا‭ ‬عمودها‭ ‬الفقري،‭ ‬بقيادة‭ ‬“إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬شقرون“،‭ ‬المعتقل‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬“غوانتانامو“‭. ‬الذي‭ ‬اشتهر‭ ‬بلقب‭ ‬“أبو‭ ‬أحمد‭ ‬المغربي“‭ ‬وكذا‭ ‬بلقب‭ ‬“أمير‭ ‬الاقتحاميين“‭ ‬واعتبر‭ ‬الشخصية‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬على‭ ‬المتطوعين‭ ‬المغاربة‭ ‬الذين‭ ‬توجهوا‭ ‬للقتال‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬ولاسيما‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬المعتقلين‭ ‬السلفيين‭ ‬السابقين‭ ‬ممن‭ ‬ربطته‭ ‬معهم‭ ‬علاقات‭ ‬صداقة‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬المغربية‭.‬ 

هذا‭ ‬رقم‭ ‬كبير،‭ ‬كيف‭ ‬حصل‭ ‬ذلك؟
خلال‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬هذه‭ ‬الحركة،‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬“ياسين‭ ‬أبو‭ ‬إبراهيم“‭ ‬كان‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬الخلية‭ ‬الإعلامية‭ ‬للحركة‭ ‬والمكلف‭ ‬بتصوير‭ ‬المعارك،‭ ‬وتسويقها‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬كشف‭ ‬لنا‭ ‬كيف‭ ‬وظف‭ ‬تنظيم‭ ‬“بنشقرون“‭  ‬الشبكات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وخاصة‭ ‬“فايسبوك‭ ‬وتوتير“‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استقطاب‭ ‬الجهاديين‭ ‬المغاربة‭ ‬الذي‭ ‬خرجوا‭ ‬من‭ ‬السجون‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬قضايا‭ ‬تتعلق‭ ‬بالإرهاب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يلتحقوا‭ ‬للقتال‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬ومن‭ ‬أبرزهم‭ ‬“محمد‭ ‬العلمي‭ ‬السليماني“‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬السلفية‭ ‬الجهادية‭ ‬بفاس،‭ ‬وكان‭ ‬بدوره‭ ‬من‭ ‬قدماء‭ ‬سجن‭ ‬“غوانتانامو“‭ ‬وسلم‭ ‬للمغرب‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬وأفرج‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬السجون‭ ‬المغربية‭ ‬في‭  ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬ليسافر‭ ‬بدوره‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬سوريا،‭ ‬حيث‭ ‬لقي‭ ‬حتفه‭ ‬مع‭ ‬عشرات‭ ‬المغاربة‭ ‬خلال‭ ‬المواجهات‭ ‬الأخيرة‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬اللاذقية‭.‬
بالرغم‭ ‬من‭ ‬هدوء‭ ‬شخصيته،‭ ‬فإن‭ ‬بنشقرون‭ ‬تميز‭ ‬براديكالية‭ ‬نظرته‭ ‬للدين‭ ‬ولواقع‭ ‬المغرب‭ ‬وبلدان‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وعبر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وثيقة‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬“ميثاق‭ ‬حركة‭ ‬شام‭ ‬الإسلام“‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬لنا‭ ‬ذلك‭ ‬أحد‭ ‬أتباعه‭ ‬خلال‭ ‬مقابلة‭ ‬لنا‭ ‬به،‭ ‬صحة‭ ‬ما‭ ‬نسب‭ ‬فيها‭ ‬إليه،‭ ‬والتي‭ ‬اعتبر‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬“مبادئ‭ ‬الديمقراطية‭ ‬تعد‭ ‬كفرا‭ ‬بالله‭ ‬تعالى،‭ ‬ومعتقدا‭ ‬مناقضا‭ ‬لشريعة‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭..‬“‭ ‬بل‭ ‬تعتبر‭ ‬“الدعوة‭ ‬إليها‭ ‬وممارستها‭ ‬عملا‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الكفر‭ ‬يأثم‭ ‬صاحبه‭ ‬إثما‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬الإسلام،‭ ‬وذلك‭ ‬بحسب‭ ‬اعتقاده‭ ‬بها‭ ‬ونوع‭ ‬ممارسته‭ ‬لها‭ ‬ونصيبه‭ ‬من‭ ‬الإعذار‭ ‬بالجهل‭ ‬والتأول“‭.‬
وقد‭ ‬اشتهر‭ ‬من‭ ‬قيادات‭ ‬“حركة‭ ‬شام‭ ‬الإسلام‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬“أبو‭ ‬أحمد‭ ‬المغربي“‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬“أبو‭ ‬حمزة‭ ‬المغربي“‭ ‬“القائد‭ ‬العسكري‭ ‬والميداني‭ ‬للحركة“‭ ‬و“أبو‭ ‬أديب‭ ‬المغربي“‭ ‬و“صخر‭ ‬أندرون‭ ‬الأنصاري“‭ ‬و“أبو‭ ‬الأشبال‭ ‬المغربي“‭ ‬و“خالد‭ ‬أندرون‭ ‬الأنصاري“‭ ‬و“رضوان‭ ‬طنجاوي“‭ ‬و“عادل‭ ‬غلام‭ ‬أبو‭ ‬ولاء‭ ‬المغربي“،‭ ‬و“أمير‭ ‬في‭ ‬ريف‭ ‬اللاذقية“‭ ‬المدعو‭ ‬“ستافي‭ ‬النصر‭ ‬عبد‭ ‬المحسن‭ ‬الشارخ“،‭ ‬و“باسم‭ ‬داوود‭ ‬الأنصاري“،‭ ‬و“ﺍﺑﻮآﺩﻡ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ“‭ ‬و“أبو‭ ‬رواء‭ ‬المهاجر“‭ ‬أغلبهم‭ ‬قادة‭ ‬مغاربة‭ ‬في‭ ‬التنظيم‭ ‬قتلوا‭ ‬في‭ ‬المعارك‭ ‬الدائرة‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬في‭ ‬ريف‭ ‬اللاذقية‭.‬
ويعتبر‭ ‬“محمد‭ ‬مزوز“‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬“الجهادية“‭ ‬المعروفة،‭ ‬حيث‭ ‬خاض‭ ‬تجارب‭ ‬قتالية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬“أسامة‭ ‬بن‭ ‬لادن“،‭ ‬وكان‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬معتقلي‭ ‬“سجن‭ ‬غوانتنامو“‭ ‬وأحد‭ ‬مؤسسي‭ ‬“حركة‭ ‬شام‭ ‬الإسلام“‭ ‬بسوريا،‭ ‬وقد‭ ‬ظهر‭ ‬مطلع‭ ‬السنة‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬شريط‭ ‬فيديو‭ ‬يحرض‭ ‬الشباب‭ ‬المغربي‭ ‬على‭ ‬“الالتحاق‭ ‬بالجهاد“‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬سوريا‭ ‬ومبايعة‭ ‬“أمراء‭ ‬حركة‭ ‬شام‭ ‬الإسلام“‭.‬ 

لكن‭ ‬كيف‭ ‬استطاع‭ ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬تكثيف‭ ‬نشاطه‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬في‭ ‬غفلة‭ ‬من‭ ‬الجميع؟
كما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬أشرت‭ ‬لقد‭ ‬شكل‭ ‬المعتقلون‭ ‬السابقون‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬متعلقة‭ ‬بالإرهاب‭ ‬مادة‭ ‬اشتغال‭ ‬هذا‭ ‬التنظيم،‭ ‬فمحدثي‭ ‬نفسه‭ ‬“أبو‭ ‬إبراهيم“‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬اعتقل‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬سنة‭ ‬2006‭ ‬ضمن‭ ‬خلية‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬وجهت‭ ‬لهم‭ ‬تهم‭ ‬التحضير‭ ‬للقيام‭ ‬بأعمال‭ ‬إرهابية،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تكوين‭ ‬عصابة‭ ‬إجرامية‭ ‬لإعداد‭ ‬وارتكاب‭ ‬تلك‭ ‬الاعمال،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬جماعي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬المس‭ ‬الخطير‭ ‬بالنظام‭ ‬العام،‭ ‬والاعتداء‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الأشخاص‭. ‬حيث‭ ‬أدين‭ ‬سنة‭ ‬2008‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬“قضى‭ ‬منها‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬ثم‭ ‬أفرج‭ ‬عنه‭ ‬سنة‭ ‬2011“‭.‬
فإعادة‭ ‬استقطابه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬تم‭ ‬عبر‭ ‬شبكة‭ ‬الفايسبوك،‭ ‬حيث‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬“أبو‭ ‬إبراهيم“‭ ‬يستعد‭ ‬لبداية‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬عبر‭ ‬الزواج‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬بعد‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬قضاها‭ ‬في‭ ‬السجن،‭ ‬شاهد‭ ‬شريطا‭ ‬مصورا‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬«فايسبوك»،‭ ‬يصور‭ ‬معركة‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬أطلق‭ ‬عيها‭ ‬“معركة‭ ‬بارودة“‭ ‬سنة‭ ‬2013‭. ‬شاهد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشريط،‭ ‬مشاركة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬يعرفهم،‭ ‬منهم “إبراهيم‭ ‬بنشقرون“،‭ ‬و“بوشتى‭ ‬المعطاوي“،‭ ‬و“أحمد‭ ‬السبيع“،‭ ‬و“نور‭ ‬الدين‭ ‬الأسمري“،‭ ‬و“محمد‭ ‬السليماني‭ ‬العلمي“‭. ‬فشريط‭ ‬“الفايسبوك“‭ ‬هذا‭ ‬دفع‭ ‬“أبو‭ ‬إبراهيم“‭ ‬إلى‭ ‬إلغاء‭ ‬فكرة‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬فقرر‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬الزواج،‭ ‬الالتحاق‭ ‬بحركة‭ ‬“شام‭ ‬الإسلام“،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أقنع‭ ‬زوجته‭ ‬بمرافقته‭. ‬وفي‭ ‬20‭ ‬شتنبر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2013‭ ‬وصل‭ ‬“ياسين“‭ ‬وزوجته‭ ‬الأراضي‭ ‬التركية‭ ‬ليجد‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭ ‬وصل‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬15‭ ‬شابا‭ ‬مغربيا،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬سابق‭ ‬علم‭ ‬بذلك‭. ‬تعرف‭ ‬على‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬داخل‭ ‬المطار‭ ‬مثل‭ ‬“حمزة‭ ‬خلوفي“،‭ ‬و“حمادي‭ ‬أمزيان“،‭ ‬و“أمين‭ ‬لعرج“‭. ‬توجهوا‭ ‬إلى‭ ‬أنطاكيا،‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬سوريا،‭ ‬حيث‭ ‬وجدوا‭ ‬شخصا‭ ‬سلم‭ ‬لكل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬مبلغ‭ ‬50‭ ‬أورو‭. ‬ثم‭ ‬منحهم‭ ‬مؤونة‭ ‬كل‭ ‬أسبوعين‭ ‬وكذا‭ ‬مبلغ‭ ‬100‭ ‬دولار‭ ‬خصصت‭ ‬للمتزوجين‭.‬
وبعد‭ ‬انتهاء‭ ‬التداريب،‭ ‬كلف‭ ‬بالاشتغال‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الإعلامي‭ ‬لحركة‭ ‬“شام‭ ‬الإسلام“،‭ ‬ليقوم‭ ‬بمهمة‭ ‬تصوير‭ ‬غارات‭ ‬النظام‭ ‬السوري،‭ ‬على‭ ‬ريف‭ ‬اللاذقية،‭ ‬وإرسالها‭ ‬للجنة‭ ‬الإعلامية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬حلب،‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬توضيب‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تصويره،‭ ‬ونشره‭ ‬على‭ ‬“الفايسبوك‭ ‬وتويتر“‭. ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وُفِّرت‭ ‬له‭ ‬تجهيزات‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حاسوبين‭ ‬محمولين،‭ ‬وثلاث‭ ‬كاميرات‭ ‬رقمية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬كاميرا‭ ‬مثبتة‭ ‬على‭ ‬سيارة،‭ ‬وطابعة،‭ ‬وجهاز‭ ‬استقبال‭.‬ 

نحن‭ ‬إذن‭ ‬أمام‭ ‬برنامج‭ ‬محكم‭ ‬لهذه‭ ‬التنظيمات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬ماهي‭ ‬معالمه؟
الاستقطاب‭ ‬وتجنيد‭ ‬الشباب‭ ‬المغاربة،‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬كان‭ ‬أمرا‭ ‬محوريا‭ ‬وحيويا‭ ‬لهذه‭ ‬الجماعات‭. ‬فبعد‭ ‬نشر‭ ‬الفيديوهات‭ ‬على‭ ‬“الفيسبوك“‭ ‬يتم‭ ‬رصد‭ ‬الأشخاص‭ ‬المتفاعلين‭ ‬مع‭ ‬الفيديوهات‭ ‬إما‭ ‬تعليقا‭ ‬أو‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬الإعجاب،‭ ‬ويتم‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬صفحاتهم‭ ‬الشخصية‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬مضامينها‭ ‬وإعداد‭ ‬تقارير‭ ‬حولها،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الصفحات‭ ‬المختارة‭ ‬بعناية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إقناعهم‭ ‬بالمجيء‭ ‬إلى‭ ‬سوريا،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬“حركة‭ ‬شام‭ ‬الإسلام“‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬تستقبل‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬شخصا‭ ‬يوميا.

هذا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للذكور،‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬العنصر‭ ‬النسوي؟
الخلاصة‭ ‬المفاجأة‭ ‬التي‭ ‬توصلت‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب،‭ ‬أن‭ ‬انضمام‭ ‬النساء‭ ‬لجماعات‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬دائما‭ ‬نتيجة‭ ‬الضغط‭ ‬والإكراه،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬يكون‭ ‬انضمامهن‭ ‬طواعية،‭ ‬نتيجة‭ ‬قناعة‭ ‬ايديولوجية‭ ‬ونظرا‭ ‬لتأثير‭ ‬الأقران،‭ ‬أو‭ ‬السعي‭ ‬للحرية‭ ‬والمغامرة‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬دولة‭ ‬“الخلافة“‭ ‬المزعومة،‭ ‬أو‭ ‬لتحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬مادية‭. ‬
وتتعدد‭ ‬الأدوار‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬النساء‭ ‬المنخرطات‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الحركات‭ ‬الجهادية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬إذ‭ ‬قمن‭ ‬بحملات‭ ‬التجنيد‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والدعم‭ ‬العملياتي‭ ‬وتمويل‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة،‮ ‬والإنجاب،‭ ‬وتمرير‭ ‬ايديولوجية‭ ‬التنظيمات‭ ‬المتطرفة‭ ‬عبر‭ ‬تعليم‭ ‬الأطفال،‭ ‬كما‭ ‬قمن‭ ‬بمهام‭ ‬عسكرية‭ ‬عهد‭ ‬بها‭ ‬إليهن‭ ‬من‭ ‬حمل‭ ‬السلاح‭ ‬والقيام‭ ‬بتفجيرات‭ ‬إرهابية،‭ ‬فقد‭ ‬عرفت‭ ‬المشاركة‭ ‬النسائية‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬ارتفاعا‭ ‬ملحوظا‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬العدد‭ ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬النوعية‭. ‬ 

هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تبسط‭ ‬لنا‭ ‬أمثلة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال؟
يمكن‭ ‬ان‭ ‬نستحضر‭ ‬هنا‭ ‬نساء‭ ‬شهيرات‭ ‬مثل‭ ‬“مليكة‭ ‬العروض“‭ ‬الشهيرة‭ ‬باسم‭ ‬“أم‭ ‬عبيدة“‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬نساء‭ ‬الحركات‭ ‬الجهادية‭ ‬المتطرفة‭ ‬شهرة‭ ‬وحضورا‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العالمية‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين‭. ‬حيث‭ ‬وضعتها‭ ‬جريدة‭ ‬“النيويورك‭ ‬تايمز“‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ماي‭ ‬2008‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الجهاديات‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭. ‬وقد‭ ‬صنفت‭ ‬“الأرملة‭ ‬السوداء“‭ ‬الحاملة‭ ‬للجنسيتين‭ ‬المغربية‭ ‬والبلجيكية‭ ‬كأبرز‭ ‬وجه‭ ‬نسائي‭ ‬يقوم‭ ‬بالتحريض‭ ‬والتعبئة‭ ‬لصالح‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة،‭ ‬ففي‭ ‬حديث‭ ‬نادر‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬الجريدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬صرحت‭ ‬أنها‭ ‬“تحث‭ ‬الرجال‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬الذهاب‭ ‬للقتال‭ ‬وتدعو‭ ‬النساء‭ ‬لتبني‭ ‬القضية‭.. ‬فلدي‭ ‬سلاح‭ ‬وهو‭ ‬الكتابة‭ ‬والكلام،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬جهادي،‭ ‬حيث‭ ‬يمكنك‭ ‬القيام‭ ‬بالكثير‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الكلام،‭ ‬وتعد‭ ‬الكتابة‭ ‬قنبلة‭ ‬هي‭ ‬الأخرى“‭.‬
نجد‭ ‬أيضا‭ ‬“فتيحة‭ ‬حساني،‭ ‬المعروفة‭ ‬بـ‭ ‬“أم‭ ‬آدم‭ ‬المجاطي“،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الشخصيات‭ ‬وأكثرها‭ ‬شعبية‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬“داعش“‭ ‬فقد‭ ‬صنفتها‭ ‬مجلة‭ ‬“جون‭ ‬أفريك“‭ ‬الفرنسية‭ ‬سنة‭ ‬2015‭ ‬ضمن‭ ‬أقوى‭ ‬خمسين‭ ‬سيدة‭ ‬في‭ ‬أفريقيا‭. ‬وهي‭ ‬أرملة‭ ‬عضو‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬“كريم‭ ‬المجاطي“،‭ ‬الذي‭ ‬قُتل‭ ‬على‭ ‬يدي‭ ‬الأمن‭ ‬السعودي‭ ‬عام‭ ‬2005‭. ‬وتُعرف‭ ‬بالمرأة‭ ‬الأشد‭ ‬قسوة‭ ‬داخل‭ ‬التنظيم،‭ ‬والمكلفة‭ ‬برئاسة‭ ‬دور‭ ‬“المضافة“،‭ ‬البيت‭ ‬المخصص‭ ‬لإيواء‭ ‬النساء‭ ‬العازبات‭ ‬والأرامل‭ ‬والمطلقات‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬“داعش“‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الرقة‭ ‬بسوريا‭.‬
وفي‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬وقبل‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬رحيلها‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬“داعش“،‭ ‬كتبت‭ ‬“فتيحة‭ ‬المجاطي“‭ ‬في‭ ‬حسابها‭ ‬على‭ ‬“تويتر“‭ ‬بيعتها‭ ‬إلى‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭ ‬البغدادي‭ ‬قائلة: “أجدد‭ ‬بيعتي‭ ‬أنا‭ ‬أمة‭ ‬الله‭ ‬فتيحة‭ ‬محمد‭ ‬الطاهر‭ ‬حسني،‭ ‬أم‭ ‬الشهيد‭ ‬آدم،‭ ‬للخليفة‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين‭ ‬إبراهيم‭ ‬عواد‭ ‬القريشي“‭. ‬وظهرت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أشرطة‭ ‬فيديو‭ ‬نشرها‭ ‬تنظيم‭ ‬“داعش“‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬تخضع‭ ‬لتدريبات‭ ‬شاقة،‭ ‬لتعلم‭ ‬السلاح‭ ‬وصناعة‭ ‬المتفجرات‭.‬