هناء ميكو: الفن.. تعبير عن المتطلبات والحاجات اليومية النفسية لذوي الرهافة

هناء ميكو: الفن.. تعبير عن المتطلبات والحاجات اليومية النفسية لذوي الرهافة هناء ميكو
الفن أعمق لغة معبرة عن الاحساس  لغة عشق  رهيفة، لغة منحوتات طبيعة ربانية  تحيط بالإنسان تحت مجهر  النضرة المغايرة للكون تتيح له التوغل في أدغال وسراديب كيانه   تارة بسلاسة وتارة بعسر، تمكنه موهبتة من ترجمة أحاسيسه  وهواجسه المتصارعة التي يوصل بها أفكاره بشكل بصري أو صوتي أو حركي مستعملا يده وفكره وقلبه  وبذلك يتمكن من إتقان عيشه مع نفسه لا يكترث للبؤس الذي يتحدث عنه اليأس يسير بخطى حدس النور ليصل الى ما وراء العمق وبالتالي  يمكن اعتبارالفن نوع من أنواع  التعبير عن المتطلبات والحاجات اليومية النفسية خصوصا لذوي الرهافة المتفردة فهو إذن ضرورة من ضروريات الحياة للإنسان كحاجته للطعام والماء، وفائض الإحساس ذاك هو إبداع بالفطرة وهبه الله لجميع البشر لكن بدرجاتٍ متفاوتة من شخصٍ لآخر، ومن هنا لا نستطيع تَصنيف جميع البشر على أنّهم فنانين، إلا من آمتلك القدرة الإبداعيّة من حدس ومتخيل في إنتاج أمور تتضمّن قيما جمالية، تحوي مجموعة من القيم والمبادئ مع التمرس على مهارات وتقنيات تكسبه الحرفة والخبرة والمحاكاة في وقتنا الحالي 
ويمكن  تقسيم الفن إلى ثلاثة أقسام شاملة، هي:
فنون تشكيلية: وتتضمن الرسم، والخط، والتصوير، والهندسة، والعمارة، والتصميم، وفنون تطبيقيّة، والنحت بالإضافة إلى الأضواء.
 
فن الأصوات: ويتضمّن  الغناء، والموسيقى، وعالم المسرح، والسينما، والحكايات، والشعر، والترتيل، والتجويد.
 
فن حركي: ويتضمن الرقص، والألعاب السحريّة، والسيرك، والتهريج، والبهلوان، ومسرح الدمى، ومسرح الميم، بالإضافة لبعض الألعاب الرياضية. 
والفنان جزء لا يتجزأ من الفن في حد ذاته يعرّف عنه على أنه الشخص المبتكر صاحب الأفكار الحديثة والغريبة البعيدة نوعا ما عن التقليد، وغالبا ما يكون هذا الشخص سابقاً لعصره، وغالباً ما يوصف بالمجنون لتميّز أفكاره وجرأتها، لكنه في الحقيقة يُعتبر حاد الذكاء وواسعا في مخيلته وأحاسيسه؛ حيث يعتبر هذا الشخص هو ركيزة الحضارة والقائد الذي يتسلم قاطرة التطوّر، حيث إنّ دخوله لأي مجالٍ علمي أو عملي يمكن أن يتمكّن من تحويله من عالمٍ معقول إلى عالم اللامعقول. 
من الزاوية الفلسفيّة يعتبر الفنان كائن نوعي إنساني واعي حالم جامع لقوى العام حيث إنّه يعكس الواقع بصور فنيّة إبداعية لآعتباره من أهم مكوناتها الطبيعة الجمالية في الكون  رفضت الماركسيّة آعتبار الإبداع الفني  واحداً من أشكال الإلهام الإلهي أو الإرادة الكليّة أو الروح المطلقة في عمليّة التصوير والإنفعال اللاشعوري للفنان.
في هذا الصدد أقول أن الإلهام عملية جد حساسة مزيج من الحدس والإنجداب الروحي والنفسي  بالأحاسيس والمتخيل اتجاه العالم الخارجي الطبيعي الكوني وما يزخر به من جمال أخاد المتجسد في طبائع وأجساد إنسانية وكائنات حية أخرى حيوانية ونباتية وجامدة لكنها ذات روح. روح الجمال روح اللون روح الشكل روح روح القمر روح النجوم  روح الملمس الناتئ وتفاعلهم مع ذاته يزيد الفنان قوة ورهافة بأثر عنفوانه طبيعية متحولة وصنعة إبداعية مفتعلة والذي يزيد من دهشة الإبداع تلاقح أجناس متعددة من الفن كتأثيرات فن اللوحة على تشكيل عالم القصيدة بالنثر. أو تاثير الكلمة على فضاء اللوحة وبعثرت ألوانها وكذا مدى تجانس  الموسيقى كوريغرافيا الجسد باحثة في فضائه وكأنها حورية مبحرة. 
أما بالنسبة لمسألة التذوق الفني للوحات فنية أو قصائد شعرية كما التنغم بسماع الموسيقى.... هي بالضرورة فطرة على الجمال والإحساس المرهف وسخاء القلب  الذي لا يدرس سواء يكون أو لا يكون ثم تأتي الثقافة الفنية بمفهومها الصحيح المطلعة على تاريخ الفن وحياة الفنان وفكره الذي أبدع اللوحة سواء أكانت تجريدية أو رمزية أو واقعية... أكانت ذات إيطار أو إيطارها فضاء خارجي او داخلي معين الحقبة التاريخية التي أنجزت فيها، الفنانين اللذين عاصرت ومدى تأثيرها بهم التحولات الاقتصادية والسياسية والإجتماعية التي رافقتها عالم خاص باللوحة أو القصيدة او المعزوفة الموسيقية وكيانها وفكرها وفي حالة افتقار هاته العوامل تعتبر كتزيين سطحي بدون روح الحديت يطول عن من يفهم اللوحة ويحسها ويشتريها أو يعرضها من يشعر بكيان القصيدة  ويسمعها  من يقتني الكتاب الذي ارخت فيه من الذي يتنغم شتى أنواع الأصوات الموسيقية ويعزفها.