الششتري وجمعية "فن الحياة" في استدعاء قيم الخير لدعم الطفولة بتطوان!

الششتري وجمعية "فن الحياة" في استدعاء قيم الخير لدعم الطفولة بتطوان! الأستاذ جعفر ابن الحاج السلمي وجانب من الحضور
بخور وأنغام وكلمات وغوص في تاريخ النظر والتأمل، وعروج في مقامات تجريد التوحيد، وتزكية النفس على قيم الخير والمحبة كانت دار المجدوبي عقب تراويح يوم السبت فاتح أبريل 2023، على موعد مع أمسية صوفية من مخرجاتها دعم قيم التكافل والتعاون في المجتمع.
فقد نظمت جمعية "فن الحياة" الأمسية الصوفية الثانية بتخصيص مداخيلها لفائدة جمعية " رعاية الطفولة وتوعية الأسرة"(أنجال). حيث تم الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ الحاج محمد البوزيدي، لتتناول رئيسة جمعية "فن الحياة" الدكتورة نهاوند مجدوبي الكلمة للترحيب والتعريف بأهداف الجمعية بشعرية تنهل من المعجم الصوفي. لتعقبها كلمة رئيسة جمعية رعاية الطفولة وتوعية الأسرة، الأستاذة فوزية المامون، حيث عرفت بجمعيتها التي يعود تأسيسها إلى سنة 1973، ولتشكر جمعية "فن الحياة"، والحضور.
عقب ذلك، كانت الوصلة الأولى من فن المديح والسماع والمكونة من البردة ومن أمداح رمضانية أداها المنشد سعد التمسماني بمشاركة الفنان عمران شقارة، رئيس جوق عبد الصادق اشقارة.
ثم تلتها محاضرة الدكتور جعفر ابن الحاج السلمي، الأستاذ بكلية الآداب بمرتيل، وعضو المجلس العلمي بتطوان، في موضوع "الششتري الأندلسي بين الفلسفة والتصوف".
الأستاذ السلمي نوه في البداية، بمبادرة هذه الأمسية الصوفية في البحث عن قيم الخير والجمال.ليمهد لموضوعه بالحديث عن محدودية جمهور الفلسفة، لأنها بخطابها العقلاني نخبوية، من السهل محاصرتها، وشواهد التاريخ كثيرة. لذلك جاء التصوف لينقذ الفلسفة، بأن أنزلها إلى الأرض، بنقلها من خاصة الخاصة إلى عامة الناس، باعتبار أن الصوفي فيلسوف له حظه من رؤية العالم.
بهذا التمهيد، وضع ابن الحاج السلمي الششتري في سياقه العام في القرن السابع الهجري، بعد ابن رشد وابن عربي. وكذا جنوح تصوف ابن قسي وأمثاله لنهج الثورة. كما وضعه في سياقه الخاص بابتدائه سبعينيا في الفلسفة، وانتهائه شاذليا في السلوك.كل هذا جعله يطور أسلوبه في الارتباط بالجماهير عن طريق الزجل، واختيار قيم الخير والمحبة والجمال والعرفان،عوض ممارسة السياسة، ليبشر بإنسانية الإنسان. وبذلك نجح فيما فشل فيه الفلاسفة.
ثم انتقل لشرح بعض الأبيات التي نسمعها في مجالس السماع والموسيقى الأندلسية، بالوقوف أولا على رموزها الشعرية، ثم في مضمونها الجامع في الالتقاء بمولاي عبد السلام بن مشيش، في الانتقال من التوحيد إلى الأحدية.
الأستاذ السلمي، وهو يقرر ضمن هذا الأفق انتصار الششتري لفلسفة الخير والمحبة والجمال،كان مسك الختام ،قوله :"سئمنا من الإسلام السياسي"، إذ همه التضييق على الناس!
وأخيرا كانت الوصلة الثانية من المديح والسماع والمكونة من أناشيد صوفية للششتري.
هذه الأمسية ب"سيطرة" المرأة التطوانية -حضورا وتنظيما، وإدارة لبرنامجها-كانت في أصالة أصالتها، حتى الغيطة والطبل.وحضرت تقاليد تطوان مع الشاي والحلوى، بتاج "الفقاصة" التطوانية.
بالفعل، كانت لحظة فرح جماعي اختُلست من متاعب الحياة وانشغالاتها، لستحتضر في تحصيل إحسانها، براءة أطفال، سواء كانوا متخلى عنهم، أو نتيجة الهجرة العابرة للحدود. فنعم أجر العاملين!