سعيد الكحل: متى يتوقف التكالب على المغرب؟

سعيد الكحل: متى يتوقف التكالب على المغرب؟ سعيد الكحل
إن‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬استهداف‭ ‬لأمنه‭ ‬وسمعة‭ ‬أجهزته‭ ‬الأمنية‭ ‬والقضائية‭ ‬يدخل‭ ‬ضمن‭ ‬إستراتيجية‭ ‬معدّة‭ ‬سلفا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أعداء‭ ‬وحدته‭ ‬الترابية‭ ‬في‭ ‬تحالف‭ ‬خبيث‭ ‬مع‭ ‬حَمَلة‭ ‬النزعة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬داخل‭ ‬الدولة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬والذين‭ ‬لم‭ ‬يستسيغوا‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬المغرب،‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة،‭ ‬لفك‭ ‬الارتباط‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬الاستعمار‭ ‬التقليدي‭ ‬وقطع‭ ‬دابر‭ ‬الابتزاز‭ ‬الذي‭ ‬عانى‭ ‬منه‭ ‬لمدة‭ ‬خمسة‭ ‬عقود‭ ‬بسبب‭ ‬مشكل‭ ‬الصحراء‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تُرِد‭ ‬له‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬الاستعمارية‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬حلا‭ ‬نهائيا‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬أممي‭.‬
أولا‭ ‬ـ‭ ‬النّدّية‭ ‬مقابل‭ ‬التآمر‭.‬حين‭ ‬قرر‭ ‬المغرب‭ ‬إنهاء‭ ‬الابتزاز‭ ‬الأوربي‭ ‬كان‭ ‬يدرك‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬القوى‭ ‬المنتفعة‭ ‬من‭ ‬وضعية‭ ‬الابتزاز‭ ‬والاستغلال‭ ‬لن‭ ‬تستسلم‭ ‬تلقائيا‭ ‬أو‭ ‬ترضخ‭ ‬للأمر‭ ‬الواقع‭ ‬إلا‭ ‬بالقدر‭ ‬الذي‭ ‬يصير‭ ‬فيه‭ ‬المغرب‭ ‬يمتلك‭ ‬مقومات‭ ‬الصمود‭ ‬وعناصر‭ ‬القوة‭ ‬للتعامل‭ ‬بالندية‭ ‬المطلوبة‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭. ‬لهذا‭ ‬اعتمد‭ ‬إستراتيجية‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬علاقاته‭ ‬الدولية‭ ‬بما‭ ‬يحترم‭ ‬وحدته‭ ‬الترابية‭ ‬وقراره‭ ‬السيادي‭ ‬ويحمي‭ ‬ثرواته‭ ‬الوطنية‭. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬الشراكات‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬الأممي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬مكّنه‭ ‬من‭ ‬سحب‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬من‭ ‬يد‭ ‬فرنسا‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬توظفه‭ ‬في‭ ‬ابتزاز‭ ‬المغرب‭ ‬واستغلال‭ ‬ثرواته‭. ‬كما‭ ‬ساعد‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬قوى‭ ‬الابتزاز،‭ ‬استثماره‭ ‬لعمقه‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬شراكات‭ ‬رابح‭ ‬ـ‭ ‬رابح‭ ‬تضمن‭ ‬للدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬ثرواتها‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬اقتصادات‭ ‬قوية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬حاجيات‭ ‬شعوبها‭ ‬وتوفير‭ ‬شروط‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭.‬
لقد‭ ‬أدركت‭ ‬قوى‭ ‬الابتزاز‭ ‬أن‭ ‬إستراتيجية‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬التبعية‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬ينهجها‭ ‬المغرب‭ ‬لفائدة‭ ‬شعبه‭ ‬وشعوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬تضيّق‭ ‬من‭ ‬«مجالها‭ ‬الحيوي»‭ ‬وحدائقها‭ ‬الخلفية‭ ‬التي‭ ‬دأبت‭ ‬على‭ ‬نهب‭ ‬خيراتها‭ ‬وتجويع‭ ‬شعوبها‭. ‬وما‭ ‬أفواج‭ ‬المهاجريين‭ ‬السريين‭ ‬الذين‭ ‬يلقون‭ ‬بأنفسهم‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬والمحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬هربا‭ ‬من‭ ‬الفقر‭ ‬والقهر،‭ ‬سوى‭ ‬نتيجة‭ ‬مباشرة‭ ‬لطول‭ ‬أمد‭ ‬الاستغلال‭ ‬الأوربي‭ ‬لثروات‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭. ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬قوى‭ ‬الابتزاز‭ ‬أمام‭ ‬خيارين:‭ ‬إما‭ ‬تغيير‭ ‬سياساتها‭ ‬بالقطع‭ ‬مع‭ ‬أساليب‭ ‬النهب‭ ‬والاستغلال‭ ‬واعتماد‭ ‬شراكات‭ ‬متكافئة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية،‭ ‬أو‭ ‬نهج‭ ‬أسلوب‭ ‬التآمر‭ ‬ضد‭ ‬الدول‭ ‬الطامحة‭ ‬إلى‭ ‬الاستقلال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وفك‭ ‬الارتباط‭ ‬بقوى‭ ‬الاستعمار‭ ‬التقليدي‭.‬
ثانيا‭ ‬ـ‭ ‬التآمر‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‭ .‬باعتبار‭ ‬المغرب‭ ‬صار‭ ‬قوة‭ ‬إقليمية‭ ‬صاعدة‭ ‬يدرك‭ ‬أهمية‭ ‬البعد‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬مجاله‭ ‬الحيوي،‭ ‬وأن‭ ‬التصدي‭ ‬لنزعة‭ ‬الهيمنة‭ ‬الغربية‭ ‬يشترط‭ ‬بناء‭ ‬تحالفات‭ ‬إفريقية‭ ‬في‭ ‬أبعادها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والأمنية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬فإن‭ ‬فرنسا‭ ‬قررت‭ ‬اعتماد‭ ‬أسلوب‭ ‬التآمر‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‭ ‬باستعمال‭ ‬كل‭ ‬الأساليب‭ ‬الخبيثة،‭ ‬وتجييش‭ ‬الهيئات‭ ‬والمنظمات‭ ‬للتشهير‭ ‬به‭ ‬ومعاداة‭ ‬مصالحه‭ ‬العليا‭. ‬من‭ ‬هنا،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬فشل‭ ‬أسلوب‭ ‬الابتزاز‭ ‬بملف‭ ‬الصحراء‭ ‬الذي‭ ‬سحبه‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬يدها‭ ‬بفضل‭ ‬الاعتراف‭ ‬الأمريكي‭ ‬بالسيادة‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية،‭ ‬لجأت‭ ‬ــ‭ ‬فرنسا‭ ‬ـ‭ ‬إلى‭ ‬التحريض‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوربي‭. ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬أداة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الأجندة‭ ‬الفرنسية‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬ومبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬ومن‭ ‬أوجه‭ ‬التآمر‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‭ ‬التي‭ ‬انخرط‭ ‬فيها‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوربي،‭ ‬الاتهامات‭ ‬المتوالية‭ ‬بإرشاء‭ ‬برلمانيين‭ ‬وكذا‭ ‬استعمال‭ ‬نظام‭ ‬بيغاسوس‭ ‬في‭ ‬التجسس‭ ‬على‭ ‬مسؤولين‭ ‬حكوميين‭ ‬وسياسيين‭ ‬أوربيين‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬الأدلة‭ ‬الثابتة‭ ‬على‭ ‬مزاعمه‭. ‬ولا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المتتبعين‭ ‬للمناورات‭ ‬الفرنسية‭ ‬ضد‭ ‬المغرب،‭ ‬أن‭ ‬توجيه‭ ‬الاتهام‭ ‬لهذا‭ ‬الأخير‭ ‬بالتجسس‭ ‬جاء‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬الاعتراف‭ ‬الأمريكي‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تحريك‭ ‬الإعلام‭ ‬الموالي‭ ‬لقوى‭ ‬الاستعمار‭ ‬والهيمنة‭ ‬بهدف‭ ‬التشهير‭ ‬بالمغرب‭ ‬وفبركة‭ ‬ملفات‭ ‬لضحايا‭ ‬تجسس‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬حجج‭ ‬وأدلة‭ ‬بغاية‭ ‬تركيعه‭. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬التآمر‭ ‬لن‭ ‬يزيد‭ ‬المغرب‭ ‬إلا‭ ‬صمودا‭ ‬وتحررا‭.‬
ثالثا‭ ‬ـ‭ ‬كشف‭ ‬المؤامرة‭.‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬لمؤامرة‭ ‬«بيغاسوس»،‭ ‬لجأت‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬الأوربي‭ ‬ضد‭ ‬صحف‭ ‬وإعلاميين‭ ‬أوربيين‭ ‬روّجوا‭ ‬لاتهام‭ ‬المغرب‭. ‬ومن‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإعلامية‭ ‬موضوع‭ ‬الدعوى‭ ‬المغربية:‭ ‬شركة‭ ‬نشر‭ ‬صحيفة‭ ‬«زود‭ ‬دويتشه‭ ‬تسايتونغ»‭ ‬الألمانية،‭ ‬في‭ ‬غشت 2021‭. ‬كما‭ ‬رفع‭ ‬المغرب‭ ‬دعاوى‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬يوليوز 2021،‭ ‬ضد‭ ‬منظمتي‭ ‬العفو‭ ‬الدولية،‭ ‬و«فوربيدن‭ ‬ستوريز»،‭ ‬اللتين‭ ‬اتهمتا‭ ‬المغرب‭ ‬باختراق‭ ‬هواتف‭ ‬شخصيات‭ ‬سياسية‭ ‬أجنبية‭ ‬ومعارضين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برنامج‭ ‬التجسس‭ ‬«بيغاسوس»‭. ‬نفس‭ ‬الإجراء‭ ‬القضائي‭ ‬اتخذته‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية‭ ‬ضد‭ ‬صحيفة‭ ‬«لو‭ ‬موند»،‭ ‬وموقع‭ ‬«ميديا‭ ‬بارت»،‭ ‬و«فرانس‭ ‬راديو»‭ ‬بفرنسا،‭ ‬بتاريخ‮  ‬28‭ ‬يوليوز 2021،‭ ‬وذلك‭ ‬بتهمة‭ ‬التشهير‭.‬
رغم‭ ‬النفي‭ ‬الرسمي‭ ‬للمغرب‭ ‬بعدم‭ ‬امتلاكه‭ ‬أو‭ ‬استعماله‭ ‬لبرنامج‭ ‬بيغاسوس‭ ‬في‭ ‬التجسس،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬خصومه‭ ‬وأعداء‭ ‬وحدته‭ ‬الترابية‭ ‬مصرون،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬اتهامه،‭ ‬بل‭ ‬أساسا‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬كل‭ ‬دفوعاته‭ ‬التي‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬محامي‭ ‬المملكة‭ ‬بفرنسا‭ ‬الأستاذ‭ ‬رودولف‭ ‬بوسيلو،‭ ‬ومنها‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬قوائم‭ ‬هواتف‭ ‬يزعم‭ ‬أنها‭ ‬تعرضت‭ ‬لأنشطة‭ ‬برامج‭ ‬تجسس‭. ‬فالمفروض‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬متهمو‭ ‬المغرب‭ ‬كل‭ ‬الأدلة‭ ‬القطعية‭ ‬التي‭ ‬تدينه،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يفعلوا‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أوضحه‭ ‬الأستاذ‭ ‬بوسيلو‭ ‬لوكالة‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬للأنباء،‭ ‬بعد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفي‭ ‬الذي‭ ‬عُقد،‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬17‭ ‬فبراير 2023 بباريس،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الخبراء‭ ‬أظهروا‭ ‬أن‭ ‬إمكانية‭ ‬تتبع‭ ‬التحقيقات‭ ‬التقنية‭ ‬التي‭ ‬أجرتها‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬«لم‭ ‬يتم‭ ‬إثباتها،‭ ‬وأن‭ ‬اختيار‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬المستخدمة‭ ‬غير‭ ‬موثق،‭ ‬وأن‭ ‬سلامة‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقييمها‭ ‬غير‭ ‬موثقة،‭ ‬وأن‭ ‬التتبع‭ ‬لا‭ ‬ينتج‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬تصريحات،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬نهج‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬لا‭ ‬يتبع‭ ‬الممارسات‭ ‬الجيدة‭ ‬في‭ ‬التحقيق‭ ‬الرقمي». 
رابعا‭ ‬ـ‭ ‬التصدي‭ ‬للمؤامرة‭.‬لن‭ ‬يسمح‭ ‬المغرب‭ ‬لأعدائه‭ ‬وخصومه‭ ‬بالتشهير‭ ‬به‭ ‬واستهداف‭ ‬سمعة‭ ‬أجهزته‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تستنجد‭ ‬بها‭ ‬الحكومات‭ ‬الأوربية‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬أمن‭ ‬شعوبها‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الإرهاب‭ ‬والجريمة‭ ‬المنظمة‭. ‬لهذا‭ ‬تصدى‭ ‬لخيوط‭ ‬المؤامرة‭ ‬والممسكين‭ ‬بها،‭ ‬بحيث قدم‭ ‬تقريرا‭ ‬من‭ ‬مختبر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬حسب‭ ‬المحامي‭ ‬بوسيلو،‭ ‬إلى‭ ‬«خبراء‭ ‬قانونيين‭ ‬يتمتعون‭ ‬باعتراف‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جميع‭ ‬المحاكم‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬ومحكمة‭ ‬النقض‭ ‬ومحكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬وحتى‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬منهجية‭ ‬تقرير‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬سيئة‭ ‬ولا‭ ‬يمكنها‭ ‬استنتاج‭ ‬ما‭ ‬يزعمون‭ ‬أنهم‭ ‬يستنتجونه،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اختراقا‭ ‬عبر‭ ‬بيغاسوس‭ ‬وأنه‭ ‬يمكننا‭ ‬ربط‭ ‬هذه‭ ‬الاختراقات‭ ‬ببيير‭ ‬أو‭ ‬بول‭ ‬أو‭ ‬جاك،‭ ‬أو‭ ‬بالمغرب»‭. ‬وما‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مؤامرة‭ ‬ضد‭ ‬المغرب،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الصحافي‭ ‬الإسباني‮ ‬إغناسيو‭ ‬سيمبريرو،‭ ‬الذي‭ ‬ادعى‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬قد‭ ‬تجسس‭ ‬عليه‭ ‬باستخدام‭ ‬«بيغاسوس»،‭ ‬وبعدما‭ ‬قامت‭ ‬السلطات‭ ‬الإسبانية‭ ‬بفحص‭ ‬هاتفه،‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬هاتفه‭ ‬الذكي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مخترقا‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬بواسطة‭ ‬بيغاسوس‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬برنامج‭ ‬تجسسي‭ ‬آخر‭.‬‮ ‬وهو‭ ‬اليوم‭ ‬موضوع‭ ‬محاكمة‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬بتهم‭ ‬منها‭ ‬التصريحات‭ ‬الكاذبة‭.‬
ليس‭ ‬مطلوبا‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬أن‭ ‬يثبت‭ ‬براءته‭ ‬من‭ ‬تهم‭ ‬التجسس‭ ‬باستعمال‭ ‬برنامج‭ ‬بيغاسوس،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تتهمه‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬دلائل‭ ‬الإدانة‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬لديها‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬شدد‭ ‬عليه‭ ‬محامي‭ ‬المغرب‭ ‬الأستاذ‭ ‬رودولف‭ ‬بوسيلو،‭ ‬بقوله:‭ ‬«إننا‭ ‬ننطلق‭ ‬من‭ ‬المبدأ‭ ‬الذي‭ ‬يفيد‭ ‬بأن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يعود‭ ‬للمغرب‭ ‬لإثبات‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقتن‭ ‬أو‭ ‬يستخدم‭ ‬بيغاسوس،‭ ‬بل‭ ‬الأمر‭ ‬متروك‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتهمونه‭ ‬خطأ‭ ‬لتبرير‭ ‬اتهاماتهم»‭. ‬فالمغرب‭ ‬نفى‭ ‬أي‭ ‬صلة‭ ‬له‭ ‬بالبرنامج،‭ ‬كما‭ ‬نفت‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية‭ ‬أي‭ ‬تهمة‭ ‬عن‭ ‬المغرب‭ ‬بالتجسس‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬حكومتها‭. ‬وعوض‭ ‬أن‭ ‬ينشغل‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوربي‭ ‬ومنظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬المنظمات‭ ‬(22‭ ‬منظمة)‮  ‬والحكومات‭ ‬الأوربية‭ ‬(12‭ ‬حكومة)‭ ‬التي‭ ‬اقتنت‭ ‬نظام‭ ‬التجسس‭ ‬«بيغاسوس»‭ ‬من‭ ‬الشركة‮ ‬الإسرائيليةNSO‮ ‬،‭ ‬انخرطا‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬أجندات‭ ‬خصوم‭ ‬المغرب‭ ‬وأعداء‭ ‬وحدته‭ ‬الترابية‭.‬‮ ‬فالمغرب‭ ‬لن‭ ‬تثنيه‭ ‬المناورات‭ ‬الدنيئة‭ ‬عن‭ ‬مواصلة‭ ‬فك‭ ‬الارتباط‭ ‬وقطع‭ ‬دابر‭ ‬الابتزاز،‭ ‬كما‭ ‬لن‭ ‬يغير‭ ‬من‭ ‬قراره‭ ‬اعتبار‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬هي‭ ‬النظارة‭ ‬التي‭ ‬ينظر‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬المعيار‭ ‬الواضح‭ ‬الذي‭ ‬يقيس‭ ‬به‭ ‬صدق‭ ‬الصداقات‭ ‬ونجاعة‭ ‬الشراكات‭. ‬وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬أنها‭ ‬أهل‭ ‬للشراكة‭ ‬المثمرة‭ ‬ومواقفها‭ ‬باتت‭ ‬محل‭ ‬اعتزاز‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وعموم‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي،‭ ‬بحيث‭ ‬قامت‭ ‬حوالي‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬بفتح‭ ‬قنصليات‭ ‬في‭ ‬العيون‭ ‬والداخلة‭.‬