الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: رسالة بنكيران إلى إدريس البصري

عبد السلام المساوي: رسالة بنكيران إلى إدريس البصري عبد السلام المساوي
" وأذكر ربك اذا نسيت ..." ، أعيد نشر رسالة بنكيران إلى إدريس البصري لأذكر بنكيران بأسباب وأهداف النشأة، لأذكر أولئك الذين وقعوا ضحية التغليط والكذب والانتهازية لسنوات، أولئك الذين خدرهم الخطاب الايديولوجي الاسلاموي، أولئك الذين انخدعوا بمغتصبي الطهرانية الدينية والأخلاقية ....
أعيد نشر هذه الرسالة لأنها "وثيقة " تاريخية تكشف بل تفضح بنكيران (عميل إدريس البصري والكوميسير) كما وصفه ع الكريم الخطيب...
هي رسالة تبين بالواضح والمكشوف الهدف الحقيقي لميلاد حزب العدالة والتنمية؛ محاربة اليسار والديموقراطية ....التعاون مع القوى اللاديموقراطية لاغتيال الاتحاد الاشتراكي ...
أقف عند بعض الفقرات الواردة في الرسالة، بدون تعليق، فقط أطلب من القراء اعمال العقل والذكاء....لن أضيف شيئا إلى ما قاله بنكيران ( الخا دم المطيع ) للبصري...فقد كان أكثر صراحة واعترافا...ويظهر أنه كان أبلغ منا....
1- (.... تصدى الشباب المسلم الملتزم للشباب اليساري في الثانويات والجامعات ....)
2- ( ....وقع اغتيال عمر بن جلون مدير جريدة المحرر، وذكر أثناء النظر في هذه الحادثة اسم الشبيبة الإسلامية واسم عبد الكريم المطاع ....)
3- ( ...وجوب توقيف مد الإلحاد المؤدي إلى الفساد وخصوصا في صفوف الطلبة ...)
4- ( ...واننا نأمل أن تتداركنا عناية الله على يدكم " يد إدريس البصري " ...)
5- ( ...الخادم المطيع " أي بنكيران " والداعي لكم " للبصري " بالصلاح والتوفيق في كل حين ...)
وهذه نص الرسالة :
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
يسرني أن أرفع إلى جنابكم هذه الرسالة التوضيحية حول جمعية الجماعة الإسلامية وظروف نشأتها وواقعها الحالي وما نرجو الله أن ينعم به من خير على يدكم والله المستعان .
وزيادة في التوضيح، معالي الوزير، فإني سأقسم هذه الرسالة إلى قسمين، أولهما عن الشبيبة باعتبارها الجمعية الأولى التي عملنا في إطارها وثانيهما عن جمعية الجماعة الإسلامية.
نشاط هذه الجمعية يقوم على دعوة الناس عامة والشباب خاصة إلى الالتزام بالإسلام باعتباره شاملا لحياة الإنسان والمجتمع من حيث العقيدة والعبادات والأخلاق والمعاملات، ووجدت هذه الدعوة في تلك الأيام إقبالا كبيرا من الشباب وخصوصا بعد أن تصدى الشباب المسلم الملتزم للشباب اليساري في الثانويات والجامعات ورجعت الثقة بالنفس إلى الشباب المتدين عامة وأقبلوا على الشبيبة الإسلامية في كل أطراف البلاد ، فعمد رئيس الجمعية إلى تنظيم هؤلاء الشباب في مجموعات يلتقي أفرادها بانتظام يتدارسون القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض كتب الثقافة الإسلامية المتوفرة في المكتبات.
واستمر نمو هذه الجمعية مطردا إلى أن وقع اغتيال عمر بن جلون مدير جريدة المحرر، وذكر أثناء النظر في هذه الحادثة اسم الشبيبة الإسلامية واسم عبد الكريم مطيع الذي كان قد غادر البلاد بينما تم اعتقال إبراهيم كمال وكان ذلك في أواخر دجنبر 1975. 
انتسبت إلى إلى الشبيبة الإسلامية سنة 1976 ووجدت أعضاءها والحق يقال على حسن التزام بالإسلام وإقتناع بأنه ليس دين المسجد فقط بل يشمل كل مواقف الحياة ، وكذا وجوب توقيف مد الإلحاد المؤدي إلى الفساد وخصوصا الطلبة.
معالي الوزير، ان كثيرا من الشباب تهفو قلوبهم إلى الانتساب إلى جمعيتنا والعمل في إطارها المعتدل السليم أن شاء الله، ولكن ما وقع علينا من حظر من طرف السلطات المحلية في صيف 1984 وتوقيف أنشطتنا العامة في مركز الجمعية يحول دون التحاقهم بنا مما يؤدي ببعضهم إلى الانحراف والتطرف، واننا نأمل أن تتداركنا عناية الله على يدكم فيسمح لنا من جديد بممارسة نشاطنا والاستمرار في القيام بواجبنا في الدعوة. ومن الواجب في رأينا أن يقوم بين المسؤولين والدعاة تعاون قوي لما فيه خير بلادنا. أما النزاع والشقاق فلا يستفيد منه الا أعداء الدين وأعداء الوطن. وان الشباب المتدين لما أكرمه الله به من ورع وصلاح حسب ما نعلمه عنه مؤهل لخدمة دينه وبلده أفضل الخدمات، وأن أفضل وسيلة في نظرنا لقطع الطريق على من يريد سوءا ببلدنا ومقدساته هو فتح المجال أمام الدعاة المخلصين الذين يعتبرون أن من واجبهم إرشاد الشباب وتقويم أي انحراف يغذيه أصحاب الأغراض والأهواء.
اننا معالي الوزير، سنكون مسرورين وشاكرين لكم صنيعكم اذا خصصتم جزءا من وقتكم لاستقبالنا والتعرف علينا، وذلك سيساعدنا بإذن الله على مزيد من التفهم والوضوح، والله نسأل أن يوفقكم لما فيه الخير ويهدينا وإياكم إلى ما يحبه).
الخادم المطيع والداعي لكم بالصلاح والتوفيق في كل حين عبد الالاه بنكيران 17 مارس 1986 بالرباط.