السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

"تاَضَا تَمْغْرَبِيتْ": النخب المغربية مدعوة للدفاع عن الأمن الاستراتيجي لبلادنا

"تاَضَا تَمْغْرَبِيتْ": النخب المغربية مدعوة للدفاع عن الأمن الاستراتيجي لبلادنا صورة أرشيفية
على إثر التحولات العالمية التي باتت تشي بتغيرات بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وكذا الانتصارات الديبلوماسية التي حققها المغرب بخصوص قضية الصحراء المغربية، أصدر تكتل "تمغربيت للالتقائيات المواطنة"، البلاغ التالي:
 
يتابع تكتل تمغربيت للالتقائيات المواطنة، المعروف اختصارا بتاَضَا تَمْغْرَبِيتْ، التحولات الكبرى التي يعرفها النظام العالمي، وانعكاساتها على الدول والشعوب عموما وعلى بلادنا خصوصا؛ تحولات لا يمكن إدراكها من خلال رؤية تبسيطية اختزالية للأحداث ومجرياتها، لأن التبسيط والاختزال عاجزان عن تمثل التعقيد الذي يميز ما يجري من حولنا والسرعة التي تتوالي وتتعاظم بها مجريات الأحداث.
ووعيا منها بالأدوار التي يجب ان تضطلع بها مكونات المجتمع المدني المغربي في مثل هذه الظروف، تعلن تاضا تمغربيت للرأي العام ما يلي:
1-أن ما يجري من حولنا والتحولات العميقة في النظام العالمي وانعكاساتها على مصالح الدول وأمنها الاستراتيجي، تفرض على جميع النخب المغربية، كل من موقعه، المساهمة في الدفاع عن الأمن الاستراتيجي لبلادنا وأمتنا، ولو بأضعف الإيمان، من خلال المساهمة في تقوية الجبهة الداخلية والعمل قدر المستطاع على تدعيم القوة الناعمة لبلادنا.
2- تثمينها للمكتسبات التي تراكمها الدبلوماسية المغربية تحت قيادة جلالة الملك، ولا سيما التحول الكبير في موقف بعض التجمعات الإقليمية والدول الكبرى من قضية وحدتنا الترابية؛ فالمواقف المعبر عنها مؤخرا من طرف ألمانيا الفيدرالية ومملكة إسبانيا والاتحاد الأوروبي، تؤكدان التحولات الإيجابية الكبرى التي يعيش على إيقاعها ملف وحدتنا الترابية منذ التوقيع على الاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية يوم 10 دجنبر من سنة 2020.
3-أن الحزم الذي ظهرت به الدبلوماسية المغربية في السنين الأخيرة، خصوصا بعد تأكيد جلالة الملك في خطاب عيد المسيرة الخضراء الأخير "أن المغرب لا يفاوض على صحرائه، ومغربية الصحراء لم تكن يوما، ولن تكون أبدا مطروحة فوق طاولة المفاوضات"، جعلت العديد من الدول تدرك أخيرا أن المشكل مصطنع ويجد أصوله في حاجة النخبة الحاكمة بالجزائر إليه، وشعورها الدائم، منذ سنة 1975، بالحاجة الماسة إلى صناعة عدو تؤسس عليه عقيدتها العسكرية ونظامها السياسي.
4-اعتبارها ما يجري في أوكرانيا، من حرب ودمار وعقوبات، كارثة إنسانية لا تؤدي ثمنها أوكرانيا وروسيا والدول ذات المصلحة في هذه الحرب، فقط، بل كل شعوب العالم وجدت نفسها مضطرة لدفع فاتورة حرب لم تقررها ولا مصلحة لها فيها؛ فهناك خيط غير مرئي في عالمنا اليوم يربط كل قرارات الدول ويحولها إلى تداعيات، ومع العولمة أصبح الخيط خيوطا؛ فتداعيات الحرب في أوكرانيا لها تداعيات جمة على الاقتصاد العالمي والاقتصادات المحلية وعلى المعيش اليومي للسكان في كل بقاع الارض، وبالتالي وجب على كل الفاعلين المدنيين والسياسيين ببلادنا الوعي بذلك والعمل على أن تمر هذه التداعيات بسلام على بلادنا، من خلال أدوارها التأطيرية والتحسيسية والتوعوية.
5-أن ما يجري هناك بأوكرانيا ليس بصدام الحضارات، بل توظيف لخطوط التماس الحضارية في صراعات حول زعامة وريادة النظام العالمي، صراعات تتطلب من كل الدول العمل على تحصين أمنها الاستراتيجي من خلال تأمين مصادر قوتها الداخلية والخارجية، الاقتصادية والعسكرية، وفي شتى المجالات، لمواجهة الأخطار التي تواجهها في الداخل والخارج وفي أوقات السلم كما في أوقات الحرب.
6-أن تحصين الأمن الاستراتيجي لبلادنا يتطلب مساهمة الجميع، أفرادا وجماعات، جمعيات وأحزاب؛ فلمنظمات المجتمع المدني المغربي، على سبيل المثال لا الحصر، مسؤوليات تتحملها خصوصا على مستوى تحصين أمننا الهوياتي، الثقافي، اللغوي، والقيمي، في إطار شراكات مسؤولة بينها وبين القطاعات الحكومية.