.gif)
الحسين كنون إلى جانب مشهد من الحرب بين أوكرانيا وروسيا قرر المغرب عدم المشاركة في التصويت على القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء 2 مارس 2022، بشأن الحرب بين أوكرانيا وروسيا، مؤكدا تشبثه بميثاق الأمم المتحدة، الذي يحث أعضاء المنظمة على تسوية نزاعاتهم بالحوار والوسائل السلمية. في هذا السياق اتصلت "أنفاس بريس"، بالحسين كنون، المحامي ورئيس المرصد المغاربي للدراسات الدولية، لاستطلاع رأيه حول دلالات الموقف المغربي، فأعد الأستاذ كنون الورقة التالية:
بناء على قرار المملكة المغربية القاضي بعدم المشاركة في التصويت على القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء 2 مارس 2022 والمتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، حيث أكد المغرب عن قلقه البالغ بخصوص تطور الوضع على الميدان معربا عن أسفه بخصوص التصعيد العسكري وعبر في نفس الوقت عن تمسكه القوي باحترام السلامة الإقليمية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وسيادتها ووحدتها الوطنية داعيا جميع الأطراف إلى احترام أحكام ميثاق الأمم المتحدة الذي يحث أعضاء المنظمة على تسوية نزعاتهم بالوسائل السلمية والدبلوماسية.
هذا ويعتبر هذا القرار من طرف المملكة المغربية، قرارا حكيما ومتوازنا وهادفا يدخل في إطار الحياد الإيجابي والذي ينم على مستوى عال للدبلوماسية المغربية بمختلف درجاتها والتي تراعي وتقدر المصالح الإستراتيجية للمغرب في علاقتها وتوازنها سواء تعلق الأمر بدول المعسكر الشرقي أو الغربي. باعتبار أن للمغرب قضية وطنية تحدد مواقفه، إذ أنه يقف على مسافة واحدة بين أطراف النزاع مذكرا الجميع بتشبثه بالحل الدبلوماسي السلمي لحل النزاعات الإقليمية والجهوية والدولية، باعتبار أن المغرب دولة صانعة للسلام ومشاركة في أسسه ومساهمة في معالمه إن على مستوى الشرق الأوسط أو على مستوى أفريقيا أو على مستوى كل بؤر التوتر في العالم..
وهذا ما يعطي للمغرب مكانة خاصة في المنتظم الدولي ويجعله عضوا نشيطا في الأمم المتحدة، وصانع القرار الدولي متشبثا في ذلك بدستور المملكة المغربية وميثاق الأمم المتحدة وكل الاتفاقات الدولية التي تربطه مع المنتظم الدولي، وكل قيم السلام الذي يتقاسمها مع العالم.
