الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: عندما يحاول الوزير الجزائري عمار بلاني أن يلبس الهزيمة ثوب الانتصار!؟

يوسف غريب: عندما يحاول الوزير الجزائري عمار بلاني أن يلبس الهزيمة ثوب الانتصار!؟ يوسف غريب
" النظام المغربي تلقّى صفعة قويّة وإهانة مزدوجة في قمّة ببروكسيل".هكذا صرح الوزير الجزائري المكلف بقضية الصحراء ودول المغرب العربي عمار بلاني للقناة الرسمية هناك عشية يوم الأحد 20 فبراير 2022، مضيفاً-وهو في غاية النشوة والانبساط -أن حضور (الجمهورية الصحراوية) في محفل دولي من هذا المستوى وفي عاصمة تكتل دولي هام كالاتحاد الأوروبي، إنجاز عظيم ويحمل أهمية رمزية ومعنوية بالنسبة للشعب الصحراوي وأصدقائه عبر العالم.
والحقيقة أن كل من تابع هذا اللقاء سيقف عند هذا الخلل العضوي الذي أصاب دماغ الدبلوماسية الجزائرية من مظاهره كما يبدو في هذا التصريح أعلاه، أن معايير تقييم أدائهم الدبلوماسي تعرض لإتلاف كبير.. حد أنهم وبخرجه هذا الوزير وبوجه مكشوف ونشوة زائدة يعتبر حضور بن طبوش لقمة ببروكسيل هزيمة لبلدنا.. وضمنيّاً انتصارا لبلده!!..
ولأنّه فاقد لعملية إدراك الفرق بين الحضور أو التسلل-لأحدث-وبين حضور وازن وقويّ ومقبول..
أذكّره بأنّ الإيجابية الوحيدة من هذا الحضور ل بن طبوش هي الإعلان عن صلاة الجنازة.. جنازة مشروع كيان وهمي غير شرعي بأحضان الدولة الراعية التي تحاول بكل الوسائل والإمكانات إبقاءه حيّا يرزق..
وبالدليل السيد المكلف بهذا المخلوق الوهم..
فالسفير الجزائري هو الوحيد الذي كان في استقبال بن طبوش بالمطار
وأخذه على عجل في سيارة سوداء بمقر إقامة الوفد الجزائري.. وهذا مخالف لبرتوكول استقبال الوفود المشاركة من القارتين من طرف المفوضية الأوروبية. وهو القائد الذي أشيع بأنه وصل بقبعة الرئيس الصحراوي.. متسائلا معكم السيد الوزير كيف للاتحاد الإفريقي أن يدعوه للمشاركة وينسى تنظيم بروتوكول استقبال يليق وفخامة هذا القائد الهمام..!؟
هي صفعة مُدَوِّيَة السيد الوزير.. لكن في خدّك الأيمن نيابة عن العصابة
أمّا خدّك الأيسر فلها نصيبها أيضاً ذاك أن بن طبوش الزعيم نقل في سيارة لم يثبت في مقدمتها (العلم الصحراوي) كما ينص البروتوكول التنظيمي للوفود المشاركة في القمة-بل ألصقت ورقة تحمل ألوان العلم الوهمي على زجاج السيارة الخلفي وبعد أن التقطت لها صور للذكرى. تمّ إزالتها من طرف المشرفين على البروتوكول حتّى يُسمح للسيارة بالخروج معللين ذلك كما جاء في أغلبية وسائل الإعلام بأن هذا الزعيم الوهمي كما تدّعون حضر في طائرة جزائرية، ودخل بجواز سفر جزائري ختمته سلطات المطار في بروكسيل مبرزين صورة شمسية للجواز مؤكدين على أن بن طبوش شارك في هذه القمة كفرد من الوفد الجزائري!!
وبالفعل فالوفد الجزائري برئاسة لعمامرة قدم إبراهيم غالي خلال الاجتماع كزعيم دولة غير مستقلّة تقع داخل التراب الجزائري، وليس كزعيم دولة تحارب على أراضي خارج التراب الجزائري،
وبالتالي فهو يشارك وكأنه زعيم دولة تتمتع بالحكم الذاتي داخل الدولة الجزائرية، وتحت غطائها الدبلوماسي
هذه وحدها كافية كي نعتبر أن هذا الحضور وبهذه الوقائع هو الربح الأكبر بالنسبة لنا.. هو أيضا الصفعة الكبرى والنهائية لهذا الخد الأكبر منذ المقبور وبخروبة ومن ولاه إلى اليوم..
وإن كنّا في الحقيقة غير مبالين بهذا الحضور إعلاميّاً إلا من باب فضيحة فبركة وثيقة الاتحاد الأفريقي. إذ يكفي أن الأوروبيين برؤوا ذمتهم من مشاركته مرتين؛ الأولى حين رفضوا استقباله في المطار وبمقر المؤتمر... والثانية حين أذاعوا بيانا ينكرون فيه دعوته، ويؤكدون عدم الاعتراف بالدولة الصحراوية، وهذا البيان لوحده كافًاًّ أن يصفع الجميع هناك بقصر المرادية بالجزائر.
فأصحاب القضايا العادلة كبلدنا يستطيعون هزيمة من هو أقوى منهم… وصوتهم يربك أعداءهم كارتباك المخ الدبلوماسي الجزائري رمتان لعمامرة الذي ظهر أمام عدسات العالم وهو في صراع مع كمامته التي رفضت الخروج من رأسه، إلا بعد مَشَقَّة الأنفس ليمسح بها بعد ذلك نظّارتيه ويطلق النشطاء الجزائريون هشتاگ "بهدلتينا يا لعمامرة فين من ديلك".
والحقيقة أن الهاشةگ المناسب هو مدّنوه.. مَدَّنُوهُمْ.. فنحن بلد الحضارة والتمدّن.. مقابل بلد الحدارة لا يجد مسؤوليه أدنى حرج ولا وجه الحياء والخجل في إلباس الهزيمة ثوب الانتصار.
وليس غريبا أن نسمع غداً بأنّ كمامة لعمامرة التي رفضت الخروج هي مؤامرة مغربية صهيونية لأنها تحمل علامة (صنع بالمغرب)
كل شيء ممكن هناك ما داموا لا يملكون وجوهاً آدمية إنسانيّة..