الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

عبد الله الفرياضي: نحن أمام حكومة شعارات لا حكومة أفعال بشأن الأمازيغية

عبد الله الفرياضي: نحن أمام حكومة شعارات لا حكومة أفعال بشأن الأمازيغية عبد الله الفرياضي

 يذهب الناشط السياسي الأمازيغي عبد الله الفرياضي، إلى القول بأن "تقييم التعاطي الحكومي مع ملف الأمازيغية في حدود المائوية الأولى من الزمن التنفيذي يتمثل في مساءلة كتلة الوعود المصرح بها في البرنامج الحكومي للثالوث الحزبي الحاكم مع استشراف ممكنات الناجز الفعلي المستقبلي المرتقب لها".

وأشار الفرياضي، في توضيحاته لأسبوعية "الوطن الآن"، إلى أن "ما تضمنه البرنامج الحكومي من وعود وأرقام يرقى إلى مستوى ثورة غير مسبوقة في التعاطي الحكومي مع ملف الأمازيغية، غير أن الشيطان يكمن دائما في التفاصيل كما يقال، والتفاصيل هنا تتجسد في الاعتمادات المالية المرصودة والآجال الإجرائية المجدولة لصرفها".

ونبه الفرياضي إلى أن "مغانم الأمازيغية في ظل حكومتي العدالة والتنمية وعلى امتداد عقد كامل لم تكن سوى صفرا على الشمال، غير أن الحكومة الحالية بدورها تتحدث عن صرف الغلاف المالي المعلن عنه عبر دفعات سنوية تستغرق الولاية الانتدابية الحالية، وبعبارة أخرى فإننا سنكون أمام المزيد من هدر الزمن التنفيذي للفصل الخامس من الدستور. ودفعنا في تأكيد هذا الافتراض هو أن الغلاف المرصود للأمازيغية في أول قانون مالية للأغلبية الحكومية الحالية لا يتجاوز 200 مليون درهم، أي أننا أمام تدبير حكومي لملف الأمازيغية يحاكي تقنية "الري بالتنقيط".

وكي تتضح الصورة أكثر، يشرح الفرياضي، فإجراء "مقارنة بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية رغم كونه مؤسسة أكاديمية محدودة الاختصاصات والمهام والتي تقارب قيمتها حوالي 7 ملايير سنتيم (70 مليون درهم)، تكاد تشكل نصف الغلاف المالي السنوي المعبأ من قبل الحكومة بمختلف قطاعاتها الوزارية البالغة 25 قطاعا. وبعملية حسابية بسيطة سيتضح لنا أن حصة كل قطاع وزاري من الميزانية المبشر بها لن تتعدى 8 ملايين درهم. وحتى نتمكن من لملمة شتات صورة تعاطي الحكومة الحالية مع تنزيل الطابع الرسمي للأمازيغية، الذي أهدر من زمنه الفعلي أكثر من عقد من الزمن، حسبنا التذكير بتملص الحكومة من إقرار فاتح السنة الأمازيغية عيدا وطنيا رسميا على الرغم من الاحتفاء بها شعبيا".

واعتبر الفرياضي ذلك "اختبارا لا يتطلب أرصدة مالية لا طاقة للحكومة على تعبئتها بقدر ما يقتضي امتلاكها لإرادة سياسية حقيقة لإنصاف الهوية الوطنية. فعندما نجد الناطق الرسمي باسم الحكومة عاجزا عن الإجابة عن سؤال يتعلق بترسيم هذه المناسبة الرمزية ومكتفيا بالتصريح بـ "أن الحكومة ستحتفل بهذه المناسبة كما يجب" دون القدرة على التصريح بنيتها إقرار رسمية هذا الاحتفال يحق لنا أن نستنتج أن الحكومة لا تملك إرادة سياسية حقيقية لترسيم الأمازيغية، ولما تكون الإرادة السياسية معدومة فإن حصيلة التعاطي الحكومي المرتقب لن تتعدى مستوى الشعارات المسكوكة والخطابات الحماسية المحنطة"، وفق توضيحاته لأسبوعية "الوطن الآن".