الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد الغلوسي: "شناقة وسماسرة الانتخابات"

محمد الغلوسي: "شناقة وسماسرة الانتخابات" محمد الغلوسي

يجري في بعض المناطق تهريب المرشحين الفائزين بالانتخابات إلى أماكن مجهولة ويطلب منهم إطفاء هواتفهم، أماكن لهم فيها كل ما يشتهون وذلك لضمان عدم انقلابهم على "العهد".

وكتبت إحدى الجرائد كيف أن وكيلة لائحة حزبية بمنطقة المنارة بمراكش يتم البحث عنها من طرف أسرتها، والتي اختفت عن الأنظار وهاتفها خارج التغطية.

هذه الممارسات هي امتداد لممارسات أخرى شهدها الحقل الانتخابي، كشراء المرشحين وانتقال البعض منهم من لون إلى آخر وبيع التزكيات لبعض المفسدين وناهبي المال العام لضمان الأصوات ونيل المزيد من المقاعد واستعمال المال لشراء ضمائر بعض الناخبين والتأثير على إرادتهم واستغلال حاجة وفقر بعض الفئات الهشة داخل المجتمع لتوسيع دائرة المكاسب وتعميق الريع والفساد في الحياة السياسية.

هي أيضا ممارسات تجسد هشاشة النخب الحزبية وضعفها، والتي ساهمت بسلوكها الهجين في تسليع العمل السياسي وجعله مجالا للتجارة والسمسرة، فضلا عن كونها تعكس أيضا مستوى الوعي السائد في المجتمع.

تهريب "للفائزين" في الانتخابات وشراء سكوتهم وولائهم واللجوء إلى أداء اليمين باستعمال المصحف الكريم لضمان تشكيل أغلبيات مصطنعة والظفر برئاسة بعض المجالس المنتخبة وتوزيع كعكة المسؤوليات، منتخبون هم مجرد رهينة في يد بعض "شناقة وسماسرة الانتخابات"، منتخبون يرون في الانتخابات مجرد حرفة لربح المال والتسول وربط علاقات مع إدارات ومؤسسات وابتزازها باسم "المصلحة العامة وتمثيل الساكنة"؛ وهكذا يرفضون التوقيع على بعض البرامج والوثائق إلا بعد الحصول على امتيازات خاصة تحت شعار "شوفو معايا وضبرو عليا".. وهكذا تصبح بعض الإدارات والمؤسسات تحت رحمة هؤلاء اللصوص  !!

ويبقى السؤال العريض، كيف لمن يبيع "إرادة وأصوات الناخبين ونال ثقتهم" أن يدافع عن مصالحهم وحقوقهم في التنمية والكرامة؟ أم أن بعض الناخبين أيضا هم شركاء في الجريمة؟