Tuesday 9 December 2025
مجتمع

وزان .. ورش بناء حجرات دراسة بثانوية يسائل منسوب المسؤولية عند أكثر من متدخل!

وزان .. ورش بناء حجرات دراسة بثانوية يسائل منسوب المسؤولية عند أكثر من متدخل! متى تزور مديرة الأكاديمية الجهوية وزان لتتفقد هذا الورش المعطل ؟

من بين الإشكالات التي يعاني من تبعاتها المادية والنفسية مرتفقات ومرتفقو المؤسسات التعليمية ما يتعلق بتصميم الكثير منها. بالتأكيد، وجب التنويه بأن وزارة التربية الوطنية قد استرعت انتباهها إلى ما يعتري الهوية البصرية للعديد من مدارس الشبكة المغربية من اختلالات هندسية لها آثار سلبية على دورها في التنشئة، وهو أمر لا يُعد ولا يُحصى. لهذا، سارعت الوزارة إلى تدارك ذلك، إما بإعادة تأهيل وتهيئة بعض المؤسسات، أو إخضاع المؤسسات الجديدة لمعايير تضمن الحق في الولوج إلى التعليم في فضاءات حاضنة للمساواة وتكافؤ الفرص، ومع لمسة جمالية في شكلها الهندسي، بما يرتقي بها لتترك بصمة على تجويد الذوق لدى المتعلمات والمتعلمين.

قطاع التعليم بوزان مشدود إلى هذه المقاربة، خصوصًا فيما يتعلق بالحيز المخصص لإعادة تأهيل بعض المؤسسات التعليمية بالمدينة وبالمجال القروي. ويُرجع أكثر من مصدر ما سنأتي على ذكره إلى تعطيل المقاربة التشاركية في تنزيل هذا الورش أو ذاك. والنتيجة لن تكون غير اختلالات سيكون لها ما بعدها، وستتحمل وزرها العملية التعليمية والتعلمية في كل تفاصيلها.

قبل سنوات، كان مطلب تعزيز شبكة المؤسسات التعليمية بوزان بالتعليم التقني مطروحًا، وبعد ترافع هنا وهناك، اقتنعت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الشمال بمشروعية المطلب، فجاء تفاعلها إيجابيًا. واستقر الرأي على أن تحتضن ثانوية ابن زهر التأهيلية هذا المسار التعليمي، وذلك لتوفرها على عقار يسمح ببناء حجرات لهذا الغرض. فكان ذلك، ولكن…

شارع مولاي الحسن، الذي يجاور مقطعًا من رصيفه الضيق، يحتوي العقار الذي وقع عليه اختيار إنجاز الحجرات، بدوره كان يخضع للتأهيل. ومن بين تفاصيل هذا الورش، التي لم يكن من الممكن تجاهلها اليوم أو غدًا، اقتطاع جزء من عقار الثانوية وضمّه للرصيف. ماذا حدث؟

الذي حدث وتتحمل مسؤوليته كل من: المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ومجلس جماعة وزان، وعمالة الإقليم الحاملة لمشروع تهيئة شارع مولاي الحسن، هو السماح للمقاولة بتنزيل ورش إنجاز الحجرات الجديدة على عقار مرشح لاقتطاع مساحة منه لضمها للرصيف! ماذا يعني هذا؟ نوافذ الحجرات الجديدة المجاورة لسكنيات الأطر الإدارية العاملة بالثانوية، وبعد ردم السور، الذي من المحتمل حسب بعض المصادر أن يكون أقل ارتفاعًا من السور الحالي، ستصبح الحجرات على مسافة سنتيمترات من الرصيف الذي تكثر به الحركة ذهابًا وإيابًا طيلة اليوم. وهذا معناه أن تقديم الدروس بهذه الحجرات سيكون له آثار سلبية على المناخ والأجواء التعليمية.

إذا لم يكن منسوب المسؤولية فيما ذكرناه تحت الصفر، فما هي كومة الأسرار التي جعلت مختلف المتدخلين، وعلى رأسهم المديرية الإقليمية للتربية الوطنية، لا تعترض على تنزيل ورش البناء على مرمى حجر من الرصيف، خصوصًا وأن مساحة العقار تسمح بتنزيله بعيدًا؟

أما بعد:

قبل حلول فصل الصيف القادم، وفق أكثر من مصدر موثوق، سيتم هدم السور الذي يفصل الحجرات الجديدة عن الرصيف، ومعه السكنيات الإدارية التابعة لثانوية ابن زهر، وسيتم تهيئة الرصيف بعد توسيعه. وغير وارد نهائيًا، تشدد ذات المصادر، بناء جدار عالٍ يحجب الحجرات عن الشارع، لأن كل تصرف غير مسؤول يفسد جمالية الشارع لا يمكن إلا أن يُصنّف ضمن خانة جرائم التعمير.

تعطيل المقاربة التشاركية، وتعطيل الحق في الولوج إلى المعلومات وتقاسمها بشكل استباقي بين عموم المتدخلين والفاعلين، حتى يتمكنوا من التدخل في حينه، وانحصار حجم المسؤولية عند صناع القرار في أي حقل من الحقول، لن يكون من حصاد كل هذا إلا اتساع دائرة الاختلالات التي يصعب التكهن بحجم أضرارها.

إيوى فكوها دبا يا من وحلتوها.