Sunday 2 November 2025
Advertisement
فن وثقافة

تطوان: يوم الطالب الناطق بالإسبانية يعزز عبر كلية أصول الدين جسور التواصل الثقافي بين المغرب وإسبانيا

تطوان: يوم الطالب الناطق بالإسبانية يعزز عبر كلية أصول الدين جسور التواصل الثقافي  بين المغرب وإسبانيا من اليمين إلى اليسار: روثيو يورينطي، محمد علا، خوليا مارين، شكيب إسلامي، محمد بلال أشمل، حنان المجدوبي.

في إطار انفتاحها الثقافي وتعزيزها لجسور التواصل الحضاري، احتضنت كلية أصول الدين بتطوان، يوم الخميس 30 أكتوبر 2025، بقاعة الندوات، النسخة الأولى من فعالية "يوم الطالب الناطق بالإسبانية"، التي نظمتها شعبة اللغات والثقافة والتواصل، احتفاء بطلبة اللغة الإسبانية وبالتنوع الثقافي الذي يجمع المغرب والعالم الناطق بالإسبانية.

وقد تولى الدكتور شكيب إسلامي، تسيير الجلسة الافتتاحية، التي استهلت بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ألقاها الطالب أحمد سلطاني من إندونيسيا، المسجل بمسلك أصول الدين وقضايا العصر بالكلية، وأعقبها الاستماع إلى النشيد الوطني.

وافتتحت أشغال هذه التظاهرة الثقافية بكلمة ألقاها الدكتور محمد علا، نائب عميد كلية أصول الدين المكلف بالتكوين، رحّب من خلالها بالمشاركين والضيوف، وفي مقدمتهم خوليا مارين (Julia Marín)، رئيسة قسم الدراسات بمعهد ثيرفانتس، والدكتور محمد بلال أشمل، رئيس مركز كارلوس كيروس للدراسات الإسبانية-المغربية وأستاذ الفكر والحوار الحضاري بالكلية، والدكتور شكيب إسلامي، أستاذ اللغة الإسبانية بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بتطوان، وروثيو يورينطي (Rocío Llorente Núñez)، وهي باحثة مستعربة من جامعة بابلو دي أولابيدي بإشبيلية.

وعبّر أيضا عن شكره للدكتورة حنان المجدوبي، رئيسة شعبة اللغات والثقافة والتواصل وأستاذة اللغة الإسبانية بالكلية، على جهودها الكبيرة في الإشراف على تنظيم هذه الفعالية وإنجاحها، كما وجّه التحية والترحيب إلى الأساتذة والباحثين والطلبة واللجنة المنظمة.

وفي كلمته، أكد أن هذا النشاط يندرج ضمن صميم اهتمامات شعبة اللغات والثقافة والتواصل، مبرزا أهمية موقع مدينة تطوان وقربها من إسبانيا في تعزيز الحوار والتقارب الثقافي والحضاري بين الجانبين.

وأشار إلى أن الكلية قد شاركت في مؤتمر علمي انعقد بمدريد أواخر شهر أكتوبر من العام الماضي، خصص لمناقشة القضايا المتعلقة بالترجمة والتلاقح الثقافي، إلى جانب طرح مجموعة من الإشكالات المرتبطة بالإعلام والحوار الديني والثقافي والحضاري. وختم كلمته بالتنويه بالجهود المبذولة من قبل شعبة اللغات والثقافة والتواصل.

ومن جانبها، أعربت خوليا مارين عن سعادتها بالمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية، مؤكدة انفتاح معهد ثيرفانتس على التعاون مع الكلية لخدمة الطلبة والباحثين المهتمين باللغة الإسبانية وآدابها، ودعت إلى زيارة المعهد والاستفادة من خدماته ومرافقه، ولا سيما المكتبة، مشددة على أن هذه المبادرة تهدف إلى ترسيخ قيم الحوار والتبادل الثقافي والتعاون الأكاديمي بين المؤسستين.

ومن جهتها، أعربت الدكتورة حنان المجدوبي عن شكرها وتقديرها لنائب عميد الكلية، ورئيسة قسم الدراسات بالمعهد، وللضيوف والأساتذة والباحثين والطلبة المشاركين في الفعالية، مؤكدة أن هذه النسخة تمثل نقطة انطلاق نحو التعرف على التاريخ المشترك بين المغرب وإسبانيا، ومبرزة أهمية تعلم اللغة الإسبانية والروابط العميقة التي تجمع المملكة المغربية والعالم الناطق بالإسبانية من قيم مشتركة وقرب روحي وتاريخي يتجاوز الحدود الجغرافية واللغوية، مشددة على أن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز التواصل والحوار الثقافي والتفاهم الحضاري.

من جانبه، أشار الدكتور محمد بلال أشمل في مداخلته إلى أن فترة الحماية الإسبانية في شمال المغرب(1912-1956)، شهدت المنطقة حركة طلابية بين المغرب وإسبانيا، مؤكدا أن شباب ضفتي البحر الأبيض المتوسط كانوا يعبرون مضيق جبل طارق طلبا للعلم والمعرفة، في إطار التبادل الفكري الذي ترك بصمات عميقة في الحياة الثقافية للبلدين. كما أشار إلى أن عددا من الطلبة الإسبان سافروا إلى المغرب للدراسة أو التدريس، مستعرضا أمثلة عديدة من الجانبين. كما أشار إلى أن هذه المسارات، وإن كانت محدودة وغير شاملة، فقد جسدت مرحلة مهمة من التبادل الأكاديمي والثقافي بين المغرب وإسبانيا، التي تميزت بروح الحوار والفضول المعرفي والرغبة المشتركة في توسيع آفاق المعرفة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

وبدورها، أكدت الباحثة المستعربة روثيو يورينطي في مداخلتها على التلاقح والتفاعل الثقافي بين إسبانيا والعالم العربي، من خلال تناولها لتطور الألفاظ والتعابير ذات الأصل العربي في اللغة الإسبانية، موضحة أن هذا التطور ارتبط ارتباطا وثيقا بالسياقين التاريخي والاجتماعي، مشيرة إلى أن المعجم الإسباني يضم نحو أربعة آلاف كلمة من أصل عربي، أي ما يعادل 8٪ من مفرداته.

فضلا عن المحاضرتين، شهدت التظاهرة الثقافية عروضا طلابية ومعرضا للثقافة الإسبانية وأمريكا اللاتينية، إلى جانب معرض لتذوق الحلويات الأندلسية التي أعدها الطلبة بأنفسهم.

واختتمت الفعالية بورشات تفاعلية في اللغة الإسبانية والترجمة الأدبية، فضلا عن تسليم الشهادة التقديرية للمشاركين، تكريما لجهودهم ومساهماتهم في إنجاح هذه الفعالية الثقافية.

 

إلياس التاغي، منسق نادي اللغات والتواصل الحضاري، التابع لشعبة اللغات والثقافة والتواصل بكلية أصول الدين