في لحظة وطنية مهيبة، تتقاطع فيها الدبلوماسية الملكية الحكيمة مع إرادة الشباب المتجددة، ألقى الأمين العام لحزب الاستقلال، الأستاذ نزار بركة، كلمة مؤثرة خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى الميزان للشباب 2.0 المنعقد بالمركز الدولي مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، بحضور أكثر من 1500 شاب وشابة من مختلف جهات المملكة، وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية ووزراء الحزب.
كلمة نزار بركة جاءت في سياقٍ وطني استثنائي، عقب الخطاب الملكي السامي الذي تلا التصويت التاريخي لمجلس الأمن الدولي لصالح القرار الجديد بشأن قضية الصحراء المغربية، والذي أكد بشكل غير مسبوق على جدية ومصداقية مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
في هذا الإطار، أكد الأمين العام لحزب الاستقلال أن المغرب يعيش اليوم فتحًا جديدًا في تاريخه المعاصر، فتحًا يتجاوز الأبعاد الترابية إلى آفاق السيادة الاقتصادية والسياسية والتنموية، مستشهداً بالآية الكريمة التي صدّر بها جلالة الملك محمد السادس خطابه السامي: “إنا فتحنا لك فتحا مبينا”.
وقال بركة إن الشباب المغربي اليوم هو “جيل الفتح المبين”، جيلٌ يعيش لحظة التحول الكبرى من منطق الدفاع والتبرير إلى منطق البناء والريادة. فبعد نصف قرنٍ من الكفاح الوطني والتضحيات، أصبح المغرب قادراً على التحكم في مساره السيادي، وتعزيز مكانته كقوة إقليمية صاعدة، تقود نموذجًا تنمويًا متجددًا تحت راية الحكم الذاتي.
وأضاف أن المغرب انتقل من مرحلة الترافع عن وحدته الترابية إلى مرحلة تجسيد السيادة الوطنية على الأرض، من خلال سياسات تنموية متكاملة تضع الإنسان المغربي في صلب المشروع الوطني، وخاصة الشباب الذين يمثلون اليوم القوة الحيوية لبناء مغرب المستقبل.
وفي نبرةٍ مليئة بالثقة والأمل، شدّد الأمين العام على أن المبادرة أصبحت اليوم بين أيدي الشباب، ليقودوا مشاريع الاقتصاد الجهوي، ويبدعوا في مجالات البيئة والرقمنة والمواطنة، ويجعلوا من الحكم الذاتي رمزًا لثقة المغرب في أبنائه، ومنطلقًا لبناء وطن متماسك ومتجدد.
وأوضح أن كل الشروط متوفرة اليوم لتحويل أحلام الشباب إلى واقع ملموس، داعيًا إلى أن يكونوا في مستوى المرحلة، لا كمستفيدين من السياسات العمومية، بل كشركاء حقيقيين في القرار والإبداع والتنمية، في مغربٍ جديد يقوم على الاقتصاد الأخضر والهيدروجين النظيف، والطاقات المتجددة، والذكاء الاصطناعي، والسيادة الصناعية.
وختم نزار بركة كلمته برسالة قوية مفادها أن زمن الدفاع انتهى، وبدأ زمن الريادة، وأن الشباب المغربي مدعو اليوم إلى قيادة مغرب الحكم الذاتي والسيادة الشاملة، مغرب العدالة الاجتماعية والكرامة والتماسك الترابي، مغرب الثقة في المستقبل.

