مع حلول (إيض يناير) أو رأس السنة الأمازيغية، الذي يصادف 14 يناير من كل سنة، تعود ساكنة خنيفرة، كما هي عادة الزيانين، إلى تقاليدها العريقة التي تؤثث الاحتفالات المصاحبة لهذا اليوم الذي أضحى عطلة وطنية.
ويحمل هذا العيد شحنة رمزية قوية يمتزج فيها العيش المشترك مع تقاليد الأجداد، حيث يحيي الخنيفريون عادات تتجسد في الطبخ والملابس كما كانوا عليه بالأمس، في لحظة يلتقي فيها الماضي بالحاضر.
ولم تشد الجماعة الصغيرة حد بوحسوسن الواقعة في منطقة جبلية عن القاعدة بهذه المناسبة، مع حلول الظهيرة، تعمد الفاعلة الجمعوية سعاد ميموني بمعية نسوة من جيرانها وقد تزينت جميعهن بأزيائهن الأمازيغية المزركشة بألوان زاهية، لإعداد أطباق عريقة تحمل ذاكرة جماعية حية.
وتقوم هؤلاء النسوة بإعاد أطباق رأس السنة الأمازيغية بشغف واضح، تنبعث منها نكهات التوابل والخضار الطازجة واللحوم أو أطباق الكسكس المعد يدوياً بدقة، وذلك في استحضار قوي لخصوبة التربة، بما يجعل من (إيض يناير) مناسبة تعكس العلاقة المقدسة بين الإنسان والطبيعة.
ومع إطلالة المساء، تكون الموائد قد امتلأت بأطباق محضرة على التقاليد الأمازيغية الأصيلة التي دأبت نساء حد بوحسوسن على إعدادها سنة بعد أخرى، وهي أطباق لا تجسد فقط كرم وضيافة قبائل زيان، بل تشهد أيضا على أهمية التعايش والتقاسم في الثقافة المغربية.