الأربعاء 9 أكتوبر 2024
رياضة

موسم الهجرة إلى مصر.. حضور قوي للاعبين المغاربة فـي بورصة الكرة المصرية

موسم الهجرة إلى مصر.. حضور قوي  للاعبين المغاربة فـي بورصة  الكرة المصرية من اليمين ‬رضا‭ ‬سليم ويحيى‭ ‬عطية‭ ‬الله وأشرف‭ ‬داري ومحمد‭ ‬الشيبي
المغاربة‭..‬ الفاتحون‭ ‬الأوائل
يقول‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬اجضاهيم،‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬للوداد‭ ‬للرياضي،‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬صحفي،‭ ‬إنه‭ ‬استغل‭ ‬فترة‭ ‬دراسته‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬وانضم‭ ‬لفريق‭ ‬الزمالك‭ ‬المصري،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬انشغالاته‭ ‬الدراسية‭ ‬والسياسية‭ ‬عجلت‭ ‬بتوقفه‭ ‬عن‭ ‬اللعب،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التوقفات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تميز‭ ‬الدوري‭ ‬المصري‭ ‬بسبب‭ ‬الحروب‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬انتظام‭ ‬البطولة،‭ ‬لكن‭ ‬الكرة‭ ‬المصرية،‭ ‬يضيف‭ ‬اجضاهيم،‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬إقبالا‭ ‬على‭ ‬اللاعبين‭ ‬السودانيين،‭ ‬بحكم‭ ‬الجوار‭ ‬أولا‭ ‬ووجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬السودانيين‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭.‬

يعود‭ ‬تواجد‭ ‬اللاعبين‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬شكله‭ ‬الاحترافي،‭ ‬إلى‭ ‬أواخر‭ ‬التسعينيات،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الحارس‭ ‬المغربي‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬البرازي‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬الطريق‭ ‬لزملائه،‭ ‬حين‭ ‬انضم‭ ‬إلى‭ ‬صفوف‭ ‬نادي‭ ‬الإسماعيلي‭ ‬المصري،‭ ‬حيث‭ ‬قضى‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬نجح‭ ‬خلالها‭ ‬الحارس‭ ‬البرازي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬لقب‭ ‬كأس‭ ‬مصر‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬لقب‭ ‬"الدراويش"‭ ‬ونافس‭ ‬بقوة‭ ‬الأهلي‭ ‬والزمالك‭.‬

رحل‭ ‬البرازي،‭ ‬عن‭ ‬الفريق‭ ‬المصري‭ ‬عقب‭ ‬إصدار‭ ‬قرار‭ ‬من‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬المصري‭ ‬بمنع‭ ‬استقطاب‭ ‬حراس‭ ‬مرمى‭ ‬أجانب‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬2001-2002،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التراجع‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬ومن‭ ‬تم‭ ‬تفعيله‭ ‬مجددا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬
ويعد‭ ‬المدافع‭ ‬الأيسر‭ ‬السابق‭ ‬للوداد‭ ‬الرياضي‭ ‬توفيق‭ ‬الجموحي،‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬المدافعين‭ ‬المغاربة‭ ‬الذين‭ ‬تألقوا‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المصري،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬حمل‭ ‬قمصان‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2003،‭ ‬ولعب‭ ‬توفيق‭ ‬لنادي‭ ‬الكرم‭ ‬الإسكندري‭ ‬وبلدية‭ ‬المحلة‭ ‬ثم‭ ‬نادي‭ ‬بيتروجيت‭ ‬في‭ ‬الإسكندرية،‭ ‬وتلاه‭ ‬لموسم‭ ‬واحد‭ ‬المهاجم‭ ‬سعيد‭ ‬ميلودي،‭ ‬كما‭ ‬سجل‭ ‬الدوري‭ ‬المصري‭ ‬تألق‭ ‬اللاعب‭ ‬المغربي‭ ‬عمر‭ ‬نجدي‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬عميدا‭ ‬لفريق‭ ‬المقاصة‭ ‬بعد‭ ‬قضاء‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يغادره‭ ‬بعد‭ ‬توقف‭ ‬الدوري‭ ‬بسبب‭ ‬مذبحة‭ ‬بور‭ ‬سعيد‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬المغاربة‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬عبورهم‭ ‬قصيرا‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المصري‭ ‬نجد‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬بن‭ ‬جلون،‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬النادي‭ ‬الأهلي‭ ‬قبل‭ ‬فسخ‭ ‬التعاقد‭ ‬والانضمام‭ ‬للاسماعيلي‭.‬

وفي‭ ‬صيف‭ ‬2017،‭ ‬تعاقد‭ ‬فريق‭ ‬الأهلي‭ ‬المصري‭ ‬مع‭ ‬اللاعب‭ ‬المغربي‭ ‬وليد‭ ‬أزارو،‭ ‬لمدة‭ ‬أربعة‭ ‬مواسم‭. ‬وفي‭ ‬صيف‭ ‬2019‬سيتعاقد‭ ‬فريق‭ ‬الزمالك‭ ‬مع‭ ‬اللاعبين‭ ‬أشرف‭ ‬بن‭ ‬شرقي‭ ‬ومحمد‭ ‬أوناجم‭ ‬لثلاثة‭ ‬مواسم‭.‬
 
تألقت‭ ‬الكرة‭ ‬المغربية‭ ‬فتهافتت‭ ‬الأندية‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬اللاعبين‭ ‬المغاربة
ويشهد‭ ‬الدوري‭ ‬المصري‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬اليوم‭ ‬تواجدا‭ ‬ملحوظا‭ ‬للاعبين‭ ‬المغاربة،‭ ‬حيث‭ ‬ضم‭ ‬الأهلي‭ ‬المغربي‭ ‬يحيى‭ ‬عطية‭ ‬الله‭ ‬وأشرف‭ ‬داري،‭ ‬حيث‭ ‬التحقا‭ ‬بمواطنهما‭ ‬رضا‭ ‬سليم،‭ ‬فيما‭ ‬استعار‭ ‬غريمه‭ ‬التقليدي‭ ‬الزمالك‭ ‬الظهير‭ ‬محمود‭ ‬بن‭ ‬تايك‭ ‬من‭ ‬سانت‭ ‬اتيان‭ ‬الفرنسي‭.‬

وشهد‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي‭ ‬تألق‭ ‬غالبية‭ ‬اللاعبين‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬خاصة‭ ‬محمد‭ ‬الشيبي‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬الأكثر‭ ‬صناعة‭ ‬للأهداف‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الموسم‭ ‬المنقضي،‭ ‬ومعه‭ ‬وليد‭ ‬الكرتي‭ ‬حيث‭ ‬ساعدا‭ ‬فريقهما‭ ‬بيرميدز‭ ‬على‭ ‬احتلال‭ ‬وصافة‭ ‬الدوري‭ ‬والظفر‭ ‬بكأس‭ ‬مصر،‭ ‬بينما‭ ‬ساهم‭ ‬رضا‭ ‬سليم‭ ‬مع‭ ‬الأهلي‭ ‬في‭ ‬التتويج‭ ‬بأربع‭ ‬بطولات‭ ‬وهي‭ ‬كأس‭ ‬مصر‭ ‬والسوبر‭ ‬المصري‭ ‬ودوري‭ ‬أبطال‭ ‬إفريقيا‭ ‬والدوري‭ ‬المصري‭.‬

وعلى‭ ‬مدار‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي‭ ‬تواجد‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المصري‭ ‬تواجد‭ ‬ثمانية‭ ‬لاعبين‭ ‬مغاربة،‭ ‬جميعهم‭ ‬كانت‭ ‬لهم‭ ‬بصمة‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭  ‬غرار‭ ‬حميد‭ ‬أحداد‭ ‬وخالد‭ ‬بوطيب‭ ‬وبدر‭ ‬بانون‭ ‬وأسماء‭ ‬أخرى‭ ‬ظلت‭ ‬في‭ ‬الظل‭ ‬أمثال:‭ ‬بلحاج‭ ‬مع‭ ‬سيراميكا‭ ‬ومن‭ ‬قبله‭ ‬مع‭ ‬أسوان‭ ‬والزمالك‭ ‬والجونة،‭ ‬وعبد‭ ‬الكبير‭ ‬الوادي‭ ‬مع‭ ‬مودرن‭ ‬سبورت،‭ ‬والثنائي‭ ‬لحسن‭ ‬دحدوح‭ ‬وعبد‭ ‬اللطيف‭ ‬بن‭ ‬قسو‭.‬
 
‭‬تصنيف‭ ‬الكرة‭ ‬المغربية‭ ‬والقيمة‭ ‬المالية‭ ‬وراء‭ ‬انتداب‭ ‬المغاربة
واعتبر‭ ‬عزيز‭ ‬محمد‭ ‬،المحلل‭ ‬الرياضي‭ ‬المصري،‭ ‬أن‭ ‬احتراف‭ ‬اللاعبين‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المصري،‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬مباشرة‭ ‬لمستوى‭ ‬اللاعبين‭ ‬بالمغرب‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ربطه‭ ‬بالتكوين‭ ‬بالمغرب‭  ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬أكاديمية‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬وكذا‭ ‬نادي‭ ‬رحال‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬والفتح‭ ‬الرياضي‭ ‬والرجاء‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالناشئين‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬مصر‭. ‬وقال: "نتيجة‭ ‬المباراة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬المنتخب‭ ‬الأولمبي‭ ‬المغربي‭ ‬بنظيره‭ ‬المصري‭ ‬وحدها‭ ‬تتكلم‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬والفرق‭ ‬بين‭ ‬تكوين‭ ‬اللاعبين‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬وفي‭ ‬مصر"‭.‬

وأشار‭ ‬محدثنا‭ ‬إلى‭ ‬مميزات‭ ‬اللاعبين‭ ‬المغاربة‭ ‬الممارسين‭ ‬بالبطولة‭ ‬الوطنية،‭ ‬لهم‭ ‬حضور‭ ‬في‭ ‬الملعب‭. ‬"أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬لاعبين‭ ‬مصريين‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المغربي،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الفوارق‭ ‬المالية‭ ‬بين‭ ‬فريق‭ ‬الأهلي‭ ‬وباقي‭ ‬الفرق‭ ‬الإفريقية‭ ‬كبير‭ ‬لأن‭ ‬الرواتب‭ ‬تشبه‭ ‬فرق‭ ‬الدوري‭ ‬البلجيكي‭ ‬والهولندي‭. ‬الأهلي‭ ‬يضم‭ ‬لاعبين‭ ‬كبار‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬بطولاته‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬التحاق‭ ‬اللاعبين‭ ‬المصريين‭ ‬بالدوري‭ ‬المغربي‭ ‬صعبا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬الأندية‭ ‬المغربية‭ ‬لكن‭ ‬أن‭ ‬تستطيع‭ ‬منح‭ ‬لاعبين‭ ‬للدوريات‭ ‬الأوروبية‭ ‬والدوري‭ ‬المصري‭ ‬أو‭ ‬الدوري‭ ‬الخليجي‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬جيد‭ ‬وحتى‭ ‬عائداته‭ ‬مهمة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬المشاكل‭ ‬المادية‭ ‬التي‭ ‬تعانيها‭ ‬الأندية‭ ‬بالبطولة‭ ‬الاحترافية‭ ‬المغربية"‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬يرى‭ ‬محمد‭ ‬رشيد‭ ‬مكاوي،‭ ‬المدرب‭ ‬السابق‭ ‬لحراس‭ ‬مرمى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاسكندري،‭ ‬ومدرب‭  ‬حراس‭ ‬فريق‭ ‬عزام‭ ‬التنزاني‭ ‬حاليا‭ ‬أن‭ ‬"الأندية‭ ‬المصرية‭ ‬تستقطب‭ ‬اللاعبين‭ ‬من‭ ‬المنتخبات‭ ‬الإفريقية‭ ‬المتألقة‭ ‬قاريا،‭ ‬فبعد‭ ‬موجة‭ ‬اللاعبين‭ ‬الكاميرونيين‭ ‬والنيجيريين‭ ‬والماليين‭ ‬والجنوب‭ ‬إفريقيين،‭ ‬سمح‭ ‬تألق‭ ‬المغاربة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأندية‭ ‬والمنتخبات‭ ‬في‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬الكفاءات‭ ‬المغربية‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬اللاعبين‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬المؤطرين‭ ‬الذين‭ ‬مروا‭ ‬بتجارب‭ ‬في‭ ‬أندية‭ ‬أو‭ ‬منتخبات‭ ‬مغربية‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬القيمة‭ ‬المالية‭ ‬للصفقات‭ ‬والتي‭ ‬تفوق‭ ‬بكثير‭ ‬ما‭ ‬يتقاضاه‭ ‬اللاعب‭ ‬المغربي‭ ‬محليا،‭ ‬وهذا‭ ‬العنصر‭ ‬مهم‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬وجهة‭ ‬اللاعب‭ ‬المغربي‭ ‬صوب‭ ‬مصر،‭ ‬ما‭ ‬أتمناه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تعطى‭ ‬الثقة‭ ‬للمدرب‭ ‬المغربي‭ ‬حتى‭ ‬يخوض‭ ‬تجارب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد"