الثلاثاء 30 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد بنطلحة الدكالي: حول دلالات الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل ونظامها الدفاعي..

محمد بنطلحة الدكالي: حول دلالات الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل ونظامها الدفاعي.. محمد بنطلحة الدكالي
شنّت مؤخرا إيران هجوما بالصواريخ على  إسرائيل، كثر  الحديث مجددا  عن  نظامها الدفاعي، وقد  أعلن الجيش بأنه يعود جذور هذا النظام الدفاعي أو ما يسمى بالقبة الحديدية  إلى الحرب التي خاضتها إسرائيل مع حزب الله اللبناني في عام 2006 عندما أطلقت آلاف الصواريخ على إسرائيل، ما تسبب في أضرار جسيمة، بعد ذلك أعلنت إسرائيل أنها ستطور درعا دفاعيا صاروخيا جديدا، وأنشأت الشركة الإسرائيلية رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة وصناعة الفضاء الإسرائيلية لهذا الغرض، مع دعم أمريكي بطبيعة الحال.
وقد نشر نظام «القبة الحديدية» في صيف عام 2011، وهو يعمل عن طريق تتبع المقذوفات قصيرة المدى القادمة بواسطة رادار، ثم تحليل البيانات حول منطقة السقوط المحتملة، قبل تقييم ما إذا كان سيتم توفير إحداثيات لوحدة إطلاق الصواريخ لاعتراضها، وقد جهزت كل بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم للإطلاق و3 قاذفات كل واحدة تحمل عشرين صاروخا..
يكلف إنتاج كل صاروخ اعتراضي من القبة الحديدية 40 إلى 50 ألف دولار، وفق مركز الدراسة الإستراتيجية والدولية، ومقره في واشنطن.
وتتوفر القبة الحديدية على نظام كامل يتضمن جهاز الرادار والحاسوب وثلاثة إلى أربعة أجهزة إطلاق يضم كل واحد منها 20 صاروخا اعتراضيا يكلف نحو 100 مليون دولار.
وتقدر تكلفة كل بطارية واحدة للقبة الحديدية حوالي 50 مليون دولار، بينما تتراوح تكلفة صواريخ «تايمز» الاعتراضية بين 40 ألف دولار و50 ألف دولار لكل صاروخ.
ولقد قامت القبة الحديدية  بالدور المؤمل منها، لكن نجد أن عملية «سيف القدس» مثلا في ماي 2022 ،قد كشفت بعضا من عيوب منظومة القبة الحديدية، كما أن عملية «ثأر الأحرار» مكنت من اختراق القبة، إذ لم تستطع التصدي للعدد الهائل من الصواريخ التي أطلقت دفعة واحدة، الأمر الذي أدى، حسب المختصين، إلى تشتت ردار المنظومة في تحديد هدفها. وسبق أن لصحيفة التلغراف البريطانية أن نشرت  تقريرا في شهر ماي 2021 نقلت فيه عن محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة «جيروزاليم بوست»، يونا جيريمي بوب، قوله إن «القبة الحديدية كانت تعاني دائما من نقط ضعف».
وجول الهجمة الإيرانية الأخيرة فان البلاغات الحربية تكون تضليلية من كلا الطرفين، وهي نوع آخر من الحروب لها تقنياتها وآلياتها وأهدافها، وأي حكم متسرع يدخل في خانة الانطباعات، لذا نترك مساحة للزمن للاطلاع على كل الحيثيات والأرقام والتفاصيل.
ويمكن الحديث هنا عن أنظمة دفاع غير «القبة الحديدية او ما بطلق عليها »بـ«القبة سي»، وهي مشابهة للقبة الحديدية، باستثناء أنها مثبتة على السفن، وهناك مجموعة من الأنظمة اجتازت سنوات من الإختبارات لتصبح عملية في ساحة الحرب مثل أنظمة الدفاع الجوي «آرو» ونظام «الشعاع الحديدي» الذي يستخدم الليزر لاعتراض القذائف التي يتم إطلاقها، وهو نظام يترقب أنه سيدخل ساحة المعارك ابتداء من عام 2025 ..