الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: الثرثرة الدبلوماسية.. علامة جزائرية بامتياز!!

يوسف غريب: الثرثرة الدبلوماسية.. علامة جزائرية بامتياز!! يوسف غريب
دفعني الفضول وأنا أتابع هذه الضجة الإعلامية للنظام الجزائري حول العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن إلى البحث عن أهمية ودور وتأثير هذه العضوية على القرار الأممي فيتردد على لساني-وبعفوية - المثل العربي المناسب لمثل هذه الثرثرة الدبلوماسية (جعجعة بلاطحين)!!..إذ لم يسبق لهذا العضو المؤقت في تاريخ هذا المجلس منذ تأسيسه أن غيّر قراراً يتجاوز او يتعارض مع اتجاهات وتوجيهات دول الفيتو..
وعلى ضوء هذه الوضعية فالأمر لا يستحق كل التطبيل المبالغ فيه، حد أن الرئيس ذكر الأمين العام للأمم المتحدة عبر رسالة مباشرة يؤكد فيها برنامجه العملي خلال هذه الولاية وخاصة دور الجزائر (العظمى) في تقرير مصير الشعوب، والتي لا تعني في قاموس هذا النظام العسكري إلا ّجمهوريته الوهمية بتندوف.. ناسياً ان الجزائر سبق لها أن ترشحت إلى هذا المنصب ولأربع مرّات وفي عزّ قوّتها ولم تستطع Hن تتقدم في مشروعها الإنفصالي قيد انملة فكيف لها الآن وهي تعيش عزلة دبلوماسية وفي محيطها الإقليمي عربيا والقاري أيضا؟ بدليل أن دولة مثل سيراليون والموزمبيق حصلتا على إجماع أكبر وأهم من القوة الضاربة.. ولو تنافست الجزائر معهما لانهزمت شر هزيمة.. وهي الحقيقة التي تجنبها هذا النظام الجزائري.. حقيقة ان المقاعد الثلاثة المخصصة للقارة الإفريقية لم تعرف اي تنافس، ومع ذلك حصلت الجزائر الرسمية على الرتبة الثالثة.. ولو ترشحت وحيدة لكانت في الرتبة الثانية..
هذه هي الحقيقة التي تمّ تغليفها بهذه الثرثرة الدبلوماسية كعلامة جزائرية بامتياز.. علامة الفشل والهزيمة شبيه اي غريق يتوهم اي شيء متحرك ملاذ خلاص لحياته.
هي الثرثرة لا غير...والمنبوذة حتى شرعاً كما جاء في الحديث الشريف. فعن جابر بن عبد الله أن الرسول، عليه الصلاة والسلام، قال: «إن من أحبكم إلي، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتشدقون والمتفيهقون؟ قال: المتكبرون» (رواه الترمذي وصححه الألباني.
رغم ذلك، فالمغرب حاضر وبقوة خلال هذا السعار الإعلامي وبخبث كالعادة حيث نشرت وكالة الأنباء الجزائرية قصاصة تخبر الرأي العام بأن المغرب والكيان الصهيوني لم يصوتا لصالح دولة الجزائر. وهو قمة العبث والحمق والسوريالية!! وانت تنتظر ممن تعتبره عدوا كلاسيكيا أن يصوت لصالحك.. علما ان ناصر بوريطة صرح وبكل شجاعة دبلوماسية وأخلاقية قبل اسبوع ان المغرب سيدعم دولة سيراليون التي حصلت بالمناسبة على أصوات أكثر من تبون ومن معه.. وأيضاً وهذا بيت القصيد في هذه المعركة الأممية هو أن السفير المغربي السيد عمر هلال انتخب وبالإجماع يوم الخميس الماضي
(2023.06.01) نائبا لرئيس الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي المرة الأولى التي يشغل فيها المغرب - دون الجزائر طبعا - هذا المنصب الهام نيابة عن القارة الإفريقية، في الفترة ما بين شتنبر 2023 وشتنبر 2024...
هو انتصار دبلوماسي بكل المعايير وبدون ضجة إعلامية رسمية حتى أن اغلب المغاربة ربما لم يسمعوا عنه سيراً على نهج الأغنية المغربية (الدق تم) كعنوان دبلوماسية الصمت والفعل..
لذلك لا غرابة في هذا التركيز الإعلامي المكثف على المغرب خلال هذين اليومين من خبر المظاهرات التي خرجها الغلاء والجوع إلى زيارات المسؤولين الإسرائيليين واغربها هروب ضباط من الجيش المغربي نحو ليبيا لرفضهم الإنضباط لأوامر القيادة في محاربة ( الجيش الصحراوي).. كل ذلك من أجل التغطية على خبر تداولته وسائل إعلام غربية عن مقتل أكثر من 20 جندي جزائري على يد جبهة تحرير منطقة الأزواد..
فلا غرابة ان يهنئ شنقريحة الجنيرال الرئيس تبون على انتخابه عضو غير دائم بمجلس الأمن.. ترقبّاً لوصول برقيات التهنئة من ملوك ورؤساء دول العالم..
وفي انتظار ذلك تكون وساطة المملكة المغربية ودبلوماسيتها الناعمة قد نجحت أخيرا في تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف السياسية الليبية، بعد الوصول إلى توافقات تفضي إلى “إعادة بناء مؤسسات الدولة وإرساء مبادئ الديمقراطية التمثيلية في هذه الدولة المغاربية”
طبعاً وبدون ضجة أو ثرثرة.. أو تكبر او افتخار لأننا دولة وأمّة تحترم تاريخها ودورها الحضاري الإنساني..
ذاك .. ما ينفع الناس
أمّا الزّبد فيذهب جفاءً.