الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد جرو: كي  ينسحب إنجاز كرة القدم على باقي الرياضات

محمد جرو: كي  ينسحب إنجاز كرة القدم على باقي الرياضات محمد جرو
لعله من نافلة القول أن جامعة كرة القدم "حققت"نسبة مهمة من رهاناتها، على الرغم مثلا من كوننا، أطرا رياضية وطنية لم نقتنع أكثر مقارنة بدول إفريقية أخرى ،ودرس السينغال أفضل عرض..
لكني شخصيا أتوجس خيفة، وانطلاقا من تجربة أفول أم الرياضات، ألعاب القوى، التي غاب عداؤوها عن حلبات عالمية على وجه التحديد، ففي الوقت الذي، أغدقت عليها أموال طائلة مع مجيء أحيزون حتى أنها كانت توصف بخزانة أموال بدل خزان للطاقات والكفاءات، وبالتالي للأرقام...لا أستسيغ كون الإسم العالمي المكتوب بمداد الذهب، سعيد عويطة كنموذج فقط، أن يكون "بعيدا"عن المساهمة الحقيقية لإعداد أجيال من الممارسين، ومشاريع أبطال بمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، شيء قليل مما تستحق هذه الهامة، وقد ينسحب ذلك على باقي الأبطال وفي رياضات أخرى…
وإذا عدنا للعبة الشعبية، وهي كرة القدم، فوصولنا "بالنية"وبصياح "سير سير سير "للمربع الذهبي في مونديال قطر، وإنجازات الفوت صال، وقصار القامة، ونون النسوة، غير كاف بالنسبة لي، ولكثيرين مثلي من أطر رياضية منتمية سابقا لوزارة الشباب والرياضة الموؤودة من قاموس حكومة أخنوش، والمنقلة قسرا لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وإعادة الإعتبار  لهذه الاطر وتسوية وضعياتها  لتعود  لسابق عهدها في التكوين والتأطير بمختلف الأندية والفرق وفي كل الأصناف الرياضية…
لقد كسبت جامعة كرة القدم رهانات المنتخبات الوطنية في المنافسات القارية الدولية، إلى حد كبير، لكن الرهان الأكبرالمتبقي هو المنافسات المحلية، والأجهزة المسيرة لها، إعمالا بروح الرسالة الملكية للمناظرة الوطنية بالصخيرات يومي 24 و25 اكتوبر 2008والإستراتيجية الوطنية للرياضة التي انتهت سنة 2020، والرسالة الملكية للاتحاد الإفريقي ..ففي مقدمة ذلك العصبة الاحترافية، المنافسات في شكلها الحالي، يصعب أن تعطينا لاعبين قادرين على اللعب في مستوى عال، بحكم طريقة برمجتها وتسييرها، في ظل كثرة التوقفات، وقلة عدد المباريات، التي يخوضها لاعب في الموسم الكروي.
وحاولت العصبة الاحترافية الاجتهاد في ما يتعلق بالبرمجة، لكن المشكل هو في التسيير لهذه البطولة وسبل تطويرها، وليست برمجتها فقط.
إذ أن عدد الأندية، خصوصا الأولى،لا يتناسب مع شساعة البلاد وعدد السكان وخصوصياتهم، كما أن المنافستين المتوفرتين حاليا (البطولة وكأس العرش) لا تتيحان للاعب الكرة  فرصا أكبر لخوض الحد الأدنى من المباريات، ما يؤثر بالطبع على تنافسيته ومؤهلاته وقدراته،وهنا تطرح مشكلة :لاعب النادي ولاعب المنتخب!؟…
فقلة المباريات والمنافسات وكثرة التوقفات، لا يمكن ان تعطي إلا ما نراه في ملاعبنا  من  هشاشة وضعف فردي وجماعي.
وقد تأكد هذا المعطى اليوم بفعل اتساع فارق المستوى والجاهزية بين الأندية،إذ هناك فرق بين الأندية التي تلعب منافسات قارية وعالمية ومحلية، وبين الأندية التي تشارك في البطولة الوطنية فقط، بسبب التوقفات وقلة المباريات!؟ إضافة لكون إجراء كأس العرش بنظام خروج المغلوب في مباريات فاصلة، نظام لن يعطي نتيجة، لذلك يجب إعادة تغييره،لأنه قلل من  عدد المباريات، والمطلوب الزيادة في  عدد المباريات.
لهذا اعتقد ان، المنافسات الوطنية تحتاج جرأة أكبر، وابتكارا أنجع، لخلق منافسات جديدة، وتطوير المنافسات الحالية، لرفع مستوى اللاعبين، ومعه المستوى العام من جهة، وربط ذلك ب بطبيعة الحال بعدالة مالية ،بالجهات وعلى مستوى كل الرياضات.
فمتى تسمع الجهات المعنية لصرخات الأطر الرياضية المنقلة قسرا لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وتعيدها لمجالها بإصدار قرارات وزارية بمهام واضحة ؟! وتمكينها من تحفيزاتها المكتسبة السابقة  في ظل وزارة الرياضة أو العمل على ترسيم هيكل تنظيمي خاص بالرياضة، مثل دول المعمور ونحن على مرمى حجر من الظفر بتنظيم كأس إفريقيا وعلى بعد سنوات من تنظيم دولي مشترك لأكبر تظاهرة عالمية في الكرة المستديرة!؟.
  
 
محمد جرو/ إطار رياضي وطني ومدير إقليمي سابق لوزارة الشباب والرياضة