السبت 20 إبريل 2024
سياسة

إيران، حزب الله والبوليساريو: الإرهاب الثلاثي فـي أمريكا اللاتينية لضرب مصالح المغرب

إيران، حزب الله والبوليساريو: الإرهاب الثلاثي فـي أمريكا اللاتينية لضرب مصالح المغرب حسن نصر الله، ذراع إيران بلبنان (يمينا) وإبراهيم غالي صنيعة الجزائر بتندوف
لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬أصبحت‭ ‬قارة‭ ‬خصبة،‭ ‬وواحة‭ ‬مفتوحة،‭ ‬لنشاطات‭ ‬حزب‭ ‬لله‭ ‬اللبناني‭ ‬والحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مخابرات‭ ‬الجزائر‭ ‬التي‭ ‬تنشط‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬عناصر‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬والحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬عبر‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬وبعض‭ ‬المنظمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬لضرب‭ ‬مصالح‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬البرازيل‭ ‬ودول‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬وتشويه‭ ‬سمعته‭ ‬لدى‭ ‬شعوب‭ ‬دول‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭.‬
‭‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬أصبح‭ ‬واضحا‭ ‬ولا‭ ‬غبار‭ ‬عليه،‭ ‬حيث‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬الكاثوليكي‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬الشيعية‭ ‬ودولة‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ظهور‭ ‬ذرية‭ ‬غير‭ ‬صالحة،‭ ‬تفسد‭ ‬في‭ ‬الأرض‭. ‬ففي‭ ‬الشهور‭ ‬الماضية،‭ ‬مثلا،‭ ‬قامت‭ ‬كاتبة‭ ‬تسمى‭ ‬(ثريا‭ ‬مصلح)‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬فلسطيني،‭ ‬وهي‭ ‬ممولة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬وسفارة‭ ‬الجزائر‭ ‬بالبرازيل،‭ ‬بنشر‭ ‬مقالة‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المواقع‭ ‬باللغة‭ ‬البرتغالية‭ ‬التابع‭ ‬لبعض‭ ‬اليساريين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬البرازيل،‭ ‬والمدعوم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سفارة‭ ‬الجزائر‭ ‬والحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني،‭ ‬استغل‭ ‬رفع‭ ‬العلم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬اللاعبين‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬انتصارهم‭ ‬على‭ ‬اسبانيا‭ ‬في‭ ‬مونديال‭ ‬قطر،‭ ‬وهاجمت‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬بل‭ ‬ربطت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لفلسطين‭ ‬باحتلال‭ ‬المغرب‭ ‬للصحراء‭ ‬(المغربية)،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أورده‭ ‬المقال؛‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الكاتبة‭ ‬المأجورة‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬البرازيل‭ ‬وتنشط‭ ‬مع‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬علنا‭ ‬ضد‭ ‬المغرب،‭ ‬كما‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬جمعيات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ومع‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬البرازيلي‭. ‬أما‭ ‬الموقع‭ ‬الإخباري‭ ‬التي‭ ‬تكتب‭ ‬فيه،‭ ‬فهو‭ ‬ممول‭ ‬ماديا‭ ‬ومعنويا،‭ ‬من‭ ‬ألفه‭ ‬إلى‭ ‬يائه،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إيران‭ ‬والجزائر،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشويه‭ ‬المغرب‭ ‬ومنجزاته‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الميادين،‭ ‬مع‭ ‬زرع‭ ‬البغض‭ ‬والكراهية‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الجالية‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬البرازيل‭ ‬تجاه‭ ‬المغرب‭. ‬
ولا‭ ‬تقل‭ ‬هذه‭ ‬الكاتبة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المأجورة‭ ‬خطورة‭ ‬عن‭ ‬المدعو‭ ‬السيد‭ ‬أحمد‭ ‬«تابع‭ ‬لحزب‭ ‬لله‭ ‬في‭ ‬البرازيل»‭ ‬الذي‭ ‬ينشط‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الجبهات،‭ ‬وبأجندة‭ ‬واحدة،‭ ‬هي‭ ‬ضرب‭ ‬مصالح‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬البرازيل،‭ ‬ومناصرة‭ ‬إيران‭ ‬والجزائر‭ ‬والبوليساريو‭ ‬والدفاع‭ ‬عنهم،‭ ‬وتبييض‭ ‬صورتهم‭ ‬المشوهة‭ ‬أمام‭ ‬المؤسسات‭ ‬البرازيلية‭ ‬المنتخبة‭. ‬وتبعا‭ ‬لذلك،‭ ‬قام‭ ‬أحد‭ ‬البرلمانيين‭ ‬البرازيليين،‭ ‬أورلاندو‭ ‬سيلفا-‭ ‬وهو‭ ‬صديق‭ ‬للسيد‭ ‬أحمد-‭ ‬قبل‭ ‬شهرين،‭ ‬بطرح‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬لجنة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والأقليات‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬البرازيلي،‭ ‬وكان‭ ‬هدفه‭ ‬هو‭ ‬إدانة‭ ‬المغرب‭ ‬بدعوى‭ ‬"قمع"‭ ‬الشعب‭ ‬الصحراوي‭ ‬الذي‭ ‬يطالب‭ ‬باستقلال‭ ‬بلاده‭ ‬حسب‭ ‬زعمه‭. ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬البرلماني‭ ‬معروف،‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬السياسية‭ ‬البرازيلية،‭ ‬بولائه‭ ‬لإيران‭ ‬والجزائر‭ ‬وحزب‭ ‬لله‭ ‬اللبناني،‭ ‬بل‭ ‬معروف‭ ‬بأنه‭ ‬«سمسار‭ ‬محترف»‭ ‬يبيع‭ ‬مواقفه‭ ‬وكلامه‭ ‬لمن‭ ‬يدفع‭ ‬له،‭ ‬ومادامت‭ ‬إيران‭ ‬تدفع‭ ‬فهو‭ ‬سيظل‭ ‬بوقا‭ ‬لها‭ ‬داخل‭ ‬البرلمان‭ ‬البرازيلي!!
إن‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬المثلث‭ ‬الحدودي‭ ‬بين‭ ‬باراغواي‭  ‬والأرجنتين‭ ‬والبرازيل،‭ ‬أصبح‭ ‬ملعبا‭ ‬خلفيا‭ ‬لأنشطة‭ ‬إيران‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬وميليشيات‭ ‬إرهابية‭ ‬اخرى‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬وتجارة‭ ‬المخدرات‭ ‬وتبييض‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإرهابية‭ ‬للميليشيات‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬طهران‭. ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الميليشيات،‭ ‬ملشيات‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني،‭ ‬وجبهة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬وحركة‭ ‬الجهاد‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وحركة‭ ‬حماس،‭ ‬والجبهة‭ ‬الشعبية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الميليشيات‭ ‬التي‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬البرازيل‭ ‬وبعض‭ ‬دول‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭.  ‬ولعل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أثبتته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحقيقات‭ ‬والتقارير‭ ‬الأمنية‭ ‬والوقائع‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬خلال‭ ‬الـخمسة‭ ‬أعوام‭ ‬الأخيرة‭.‬
فقد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬تقارير‭ ‬«الباسيج»‭  ‬لدول‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬أنّ‭ ‬نشاط‭ ‬خلايا‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬زادت‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التمويل‭ ‬أو‭ ‬الخلايا‭ ‬النشطة‭ ‬المنفصلة‭ ‬والمتصلة؛‭ ‬حيث‭ ‬سعت‭ ‬خلية‭ ‬تقودها‭ ‬مواطنة‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬إيراني‭ ‬تُسمّى‭ ‬«فاطمة‭ ‬مير‭ ‬شجاعي»،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المسؤول‭ ‬الإيراني‭ ‬السابق‭ ‬بهروز‭ ‬تاهي،‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المهمات‭ ‬تتعلق‭ ‬بغسيل‭ ‬الأموال‭ ‬والإمدادات‭ ‬اللوجستية‭ ‬لإيران‭.‬
وقامت‭ ‬هذه‭ ‬الخلية‭ ‬بتسجيل‭ ‬شركتين‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬NOSSOKI‭ ‬برقمي‭ ‬27865547000106‭ ‬و2786554700029،‭ ‬برأس‭ ‬مال‭ ‬يبلغ‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬ريال‭ ‬برازيلي،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬اللبناني‭ ‬الأصل‭ ‬عضو‭ ‬«الباسيج»‭ ‬حمزة‭ ‬علي‭ ‬هاشم‭.‬
ووفق‭ ‬المصدر،‭ ‬فإنّ‭ ‬هذه‭ ‬الخلية‭ ‬سعت‭ ‬لإيجاد‭ ‬خردة‭ ‬المراكز‭ ‬الطبية‭ ‬بشكل‭ ‬مهووس،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬عنصر‭ ‬السيزيوم‭ ‬المشع،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬تصميمات‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية،‭ ‬التي‭ ‬طورتها‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الباكستانية‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬إمبراير‭ ‬البرازيلية‭ ‬خلال‭ ‬2010‭ ‬إلى 2012،‭ ‬والتي‭ ‬توجت‭ ‬بالنجاح‭.‬
إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أسّست‭ ‬إيران‭ ‬مؤخراً‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مقر‭ ‬نشط‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬البرازيلية‭ ‬التالية:‭ ‬ساو‭ ‬باولو،‭ ‬بارا،‭ ‬بارانا،‭ ‬ميناس‭ ‬جيرايس،‭ ‬سانتا‭ ‬كاترينا،‭ ‬ريوجراند‭ ‬دي‭ ‬سول،‭  ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬المقرات‭ ‬يتم‭ ‬تدريب‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬البوليساريو‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬السلاح‭ ‬وحرب‭ ‬الشوارع،‭ ‬وأغلب‭ ‬عناصر‭ ‬هؤلاء‭ ‬البوليساريو‭ ‬يحملون‭ ‬جوازات‭ ‬سفر‭ ‬جزائرية،‭ ‬كما‭ ‬يحملون‭ ‬إقامة‭ ‬برازيلية‭ ‬بعدما‭ ‬يتم‭ ‬تزويجهم‭ ‬ببرازيليات،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬رصد‭ ‬تحويلات‭ ‬مبالغ‭ ‬خرافية‭ ‬بالعملات‭ ‬المشفرة‭ ‬إلى‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬للشيعة‭ ‬بالبرازيل‭ ‬حسين‭ ‬خليلو‭ .‬
في‭ ‬السياق‭ ‬نفسه،‭ ‬نقل‭ ‬تقرير‭ ‬أمني‭ ‬كولومبي‭ ‬أنّ‭ ‬شبكة‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬التابعين‭ ‬لحزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬تجھیز‭ ‬وثائق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬منح‭ ‬الجنسية‭ ‬الكولومبية،‭ ‬بشكل‭ ‬احتيالي،‭ ‬لمواطنين‭ ‬من‭ ‬فنزويلا‭ ‬وكوبا‭ ‬والصين‭ ‬ولتوانيا‭ ‬وسوريا‭ ‬وإيران‭ ‬ولبنان،‭ ‬والجزائر‭ ‬موضحاً‭ ‬علاقة‭ ‬هذه‭ ‬الشبكة‭ ‬بشركتي‭ ‬«زانغا‭ ‬ذ‭.‬م»،‭ ‬و«توكان‭ ‬للتجارة‭ ‬ذ‭.‬م‭.‬م»‭.‬
وقد‭ ‬اتهم‭ ‬التقرير‭ ‬الأمني‭ ‬هذه‭ ‬الشبكة‭ ‬وأعضاء‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬لله‭ ‬بتبييض‭ ‬الأموال‭ ‬المحققة‭ ‬من‭ ‬تجارة‭ ‬المخدرات‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لهم‭ ‬علاقة‭ ‬بعامر‭ ‬محمد‭ ‬عقيل،‭ ‬اللبناني‭ ‬الأصل،‭ ‬الذي‭ ‬يوصف‭ ‬بأنّه‭ ‬شريك‭ ‬أساسي‭ ‬لحزب‭ ‬الله،‭ ‬وشقيقه‭ ‬سامر‭ ‬محمد‭ ‬عقیل،‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬بطاقة‭ ‬تعريف‭ ‬وطنية‭ ‬كولومبية‭ ‬تحمل‭ ‬الرقم‭ ‬179029472،‭ ‬وهو‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬الشؤون‭ ‬اللوجستية‭.‬
وتنشط‭ ‬إيران،‭ ‬كذلك،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬شبكات‭ ‬تعمل‭ ‬مع‭ ‬تجار‭ ‬مخدرات،‭ ‬ومهربي‭ ‬سلع‭ ‬استهلاكية،‭ ‬ومزيفين،‭ ‬وغاسلي‭ ‬أموال‭ ‬يستخدمون‭ ‬شركات،‭ ‬وبيوت‭ ‬صرافة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬أنشطتها‭ ‬المشبوهة‭.‬
وقد‭ ‬كشف‭ ‬تقرير‭ ‬لشركة‭ ‬«لويدز‭ ‬مارين»‭ ‬العالمية‭ ‬للتأمين،‭ ‬نقلته‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬تلفزيونية‭ ‬برازيلية،‭ ‬عن‭ ‬خطط‭ ‬وحيل‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬ينتهجها‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬لتمويل‭ ‬نشاطات‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬وحركة‭ ‬حماس‭ ‬والجهاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬وجبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬والجبهة‭ ‬الشعبية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬ذهب‭ ‬مهرب‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬الجنوبية‭ ‬وبالتحديد‭ ‬من‭ ‬فنزويلا‭.‬
ووفقاً‭ ‬لوثيقة‭ ‬كشفت‭ ‬عنها‭ ‬الشركة،‭ ‬التي‭ ‬مقرها‭ ‬لندن،‭ ‬فإنّ‭ ‬فيلق‭ ‬القدس‭ ‬التابع‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬يرسلان‭ ‬الذهب‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬من‭ ‬فنزويلا‭ ‬إلى‭ ‬إيران،‭ ‬ويقومون‭ ‬بتبييض‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإرهابية‭ ‬للميليشيات‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬لبنان‭.‬
نشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوثيقة‭ ‬الأمنية‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬كانت‭ ‬بعنوان‭ ‬«التجارة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬ونقل‭ ‬الذهب‭ ‬والنفط‭ ‬الإيراني‭ ‬ـ‭ ‬فيلق‭ ‬القدس‭ ‬التابع‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬وحزب‭ ‬لله»،‭ ‬توضح‭ ‬أنّ‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التنبيه‭ ‬هو‭ ‬إعلام‭ ‬السوق‭ ‬بالشحن‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬للذهب‭ ‬من‭ ‬فنزويلا‭ ‬إلى‭ ‬إيران،‭ ‬لجمع‭ ‬الأموال‭ ‬للأنشطة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬ولتسهيل‭ ‬بيع‭ ‬النفط‭ ‬الإيراني،‭ ‬بما‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬العقوبات،‭ ‬وأنّ‭ ‬حوالي (130)‭ ‬عنصراً‭ ‬يعملون‭ ‬مع‭ ‬تحالف‭ ‬عصابات‭ ‬وادي‭ ‬الشمال،‭ ‬هم‭ ‬مجموعة‭ ‬مهربين‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬لبنانية‭.‬
غير‭ ‬أنه،‭ ‬وبعد‭ ‬انكشاف‭ ‬أوراق‭ ‬إيران‭ ‬ونشاطاتها‭ ‬المشبوهة‭ ‬بدول‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬فقد‭ ‬ركزت‭ ‬طهران‭ ‬نشاطها‭ ‬مؤخراً‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬غير‭ ‬شهيرة،‭ ‬مثل‭ ‬بيرو‭ ‬وتشيلي‭ ‬وفنزويلا،‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬فيها‭ ‬جالية‭ ‬لبنانية‭ ‬شيعية‭ ‬تتمتع‭ ‬بنفوذ‭ ‬اقتصادي‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬مثل‭ ‬منطقة‭ ‬إيكويكي،‭ ‬ومايكاو‭ ‬في‭ ‬كولومبيا،‭ ‬وجزيرة‭ ‬مارغاريتا‭ ‬في‭ ‬فنزويلا،‭ ‬وساو‭ ‬باولو‭ ‬في‭ ‬البرازيل،‭ ‬وخصوصا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬«المركز‭ ‬البرازيلي‭ ‬للتضامن‭ ‬مع‭ ‬الشعوب‭ ‬والنضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام»‭ ‬الممول‭ ‬من‭ ‬سفارة‭ ‬الجزائر‭ ‬بالبرازيل‭ ‬وجمهورية‭ ‬ايران،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬تنشط‭ ‬عناصر‭ ‬البوليساريو‭ ‬وميلشيات‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬والحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬وبعض‭ ‬العناصر‭ ‬المتطرفة‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬الشيوعية‭..‬
وتهدف‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬القيام‭ ‬إلى‭ ‬تشويه‭ ‬الدول‭ ‬المعادية‭ ‬لها،‭ ‬وضرب‭ ‬مصالحها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بدول‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المستهدفة،‭ ‬هناك:‭ ‬المغرب‭ ‬والإمارات‭ ‬والسعودية‭ ‬ومصر‭.. ‬كما‭ ‬يرمي‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬بعمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬ضد‭ ‬المعارضة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬وقد‭ ‬رصدت‭ ‬المخابرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬أطلعت‭ ‬عليه‭ ‬الكونغرس‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬يوليوز‭ ‬2017،‭ ‬ونشرته‭ ‬وسائل‭ ‬إعلامية،‭ ‬أنّ‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬قاموا‭ ‬بمراقبة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬للمعارضين‭ ‬الإيرانيين،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬المقيمين‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬يقيمون‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬وأمريكا،‭ ‬وقاموا‭ ‬بزيارات‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬نيكاراجوا‭ ‬وكوستاريكا‭ ‬وهندوراس‭ ‬والبرازيل‭ ‬والأرجنتين‭.‬
ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أنّ‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬نفّذ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وكلائه‭ ‬عمليات‭ ‬على‭ ‬أراضي‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬مثل‭ ‬تفجير‭ ‬مقر‭ ‬جمعية‭ ‬الصداقة‭ ‬الأرجنتينية‭ ‬-‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الأرجنتينية‭ ‬بوينس‭ ‬آيرس‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬يوليوز‭ ‬1994،‭ ‬وفي‭ ‬17‭ ‬مارس‭ ‬1992،‭ ‬كما‭ ‬قام‭ ‬انتحاري‭ ‬باقتحام‭ ‬السفارة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬بوينس‭ ‬آيرس‭. ‬وسبق‭ ‬للشرطة‭ ‬البيروفية‭ ‬أن‭ ‬ألقت‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬عناصر‭ ‬«حزب‭ ‬لله»‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬سوركيو‭ ‬في‭ ‬ليما‭ ‬بتهمة‭ ‬التخطيط‭ ‬لعملية‭ ‬إرهابية‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وحدّدت‭ ‬السلطات‭ ‬البوليفية‭ ‬مخزناً‭ ‬تابعاً‭ ‬لحزب‭ ‬الله،‭ ‬وصادرت‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬متفجرة‭ ‬لإنتاج‭ ‬قنبلة‭ ‬وعبوات‭ ‬ناسفة‭ ‬مرتجلة‭ ‬محمولة‭ ‬على‭ ‬سيارة‭ ‬مفخخة‭.‬
أما‭ ‬في‭ ‬فنزويلا،‭ ‬فقد‭ ‬وجدت‭ ‬إيران‭ ‬أرضاً‭ ‬خصبة‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬حيث‭ ‬ذكر‭ ‬تقرير‭ ‬لمؤسسة‭ ‬كارنيغي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‭ ‬2008‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬تعاوناً‭ ‬خفياً‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم،‭ ‬وقدّر‭ ‬التقرير‭ ‬أنّ‭ ‬فنزويلا‭ ‬لديها (50)‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬يتم‭ ‬تخصيبه‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬كما‭ ‬وقعت‭ ‬إيران‭ ‬مع‭ ‬فنزويلا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التجارة‭ ‬والبنوك‭ ‬والنفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مجالات‭ ‬التنمية‭ ‬الزراعية‭ ‬والبتروكيماويات‭.‬