الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

مصطفى المنوزي: لا معنى ليسار إصلاحي أو جذري.. فإما تقدميون أو محافظون

مصطفى المنوزي: لا معنى ليسار إصلاحي أو جذري.. فإما تقدميون أو محافظون مصطفى المنوزي
مضطر للعودة إلى موضوع " ترتيب النهايات " وهو رسالة ومهمة استراتيجية بخطوات مرحلية وتاكتيكية، وأنا لا أقتصر على شؤوني الشخصية ومصالحي الإنِّية الخاصة، وإنما أروم  توسيع قصدية إرادتي وعزيمتي في اتجاه المشترك  الثنائي فالجماعي ثم الجمعي العمومي.
وإذا كانت النهايات تبدو نتائج لمقدمات سالفة؛ فإن هذه النهايات تعد أسبابا لبدايات جديدة وبسياقات وملابسات مختلفة، من هنا جدوى وضرورة إعادة ترتيب الأولويات والخيارات في ضوء المستجدات والمتغيرات الذاتية والموضوعية، بحكم شرطية وحتمية إختلاف العوامل وعدم تماثل الأسباب فيما بينها ومع سابقاتها، فإن المطلوب تشخيصها وتفصيلها بالمعنى التفكيكي الممكن، من أجل بسط نقط التمايز النسبي والمطلق معا، غير أن الخيط الناظم للسيرورة  مرتبط عضويا بحصيلة الصيرورة، وفقا لقانون التحولات كميا إلى تحولات نوعية، وبذلك وفي سياق قانون نفي النفي والإزاحة، علينا الإقرار بأن لكل بداية نهاية ولكل كائن أو واقعة عمرا إفتراضيا، تظل وسائل تمديده  مستمدة من تجديد القوة وتحيين النفس ، غير أن الذات لن تظل نفسها بفعل التحول، فلماذا إذن نعتبر أنفسنا خالدين بنفس المحتوى والإرادة، ولا نؤمن بقانون التفاعل والتأثر والتعرية  والتطور؟ ولأن الوعي الإحتماعي نتاج الواقع الإجتماعي، فلماذا  لا نجدد وعينا بمصيرنا حتى لا يسقط وعينا  في العدم وبذلك نفقد البوصلة فنتيه  في الماضي  ونكرر  أعطابه القاتلة؟.
 
نحن في مرحلة تجاه مصير مجهول  كتناقض أساسي، تهيمن على معالمه وتوجهه الرأسماليةُ الأمبرياليةُ وهي في أعلى مراحلها المتوحشة، بكافة وسائلها الصلبة أو الناعمة، نحن إما تقدميون أو رجعيون  حيث لا معنى ليسار إصلاحي معتدل أو يسار جذري،  فلا خيار لنا  سوى إعادة قراءة تناقضاتنا ومساراتنا  وخياراتنا، من أجل ترتيب  نهاياتنا بإعادة تدبير تحالفاتنا  وتجويد  "تعاوننا "  المفترض حتى لا نقول الحتمي والإجباري !.