خطبة الجمعة وسؤال التعلم بين الفلقة والزنى أية علاقة ؟! 

خطبة الجمعة وسؤال التعلم بين الفلقة والزنى أية علاقة ؟!  عندما كانت الفلقة موضوع خطبة الجمعة
في مذكرة  كان قد وجهها أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى مندوبي الشؤون الإسلامية، بشأن الخطبة الثانية ليوم الجمعة 17 يونيو 2022،  أكد الوزير على  أن يكون موضوعها حول التعامل الواجب تجاه المتعلمين برفق ودون قسوة، بعد ما أثاره ما بات يُعرف بـ”فيديو الفلقة” من  نقاش وجدل  لما تضمنه الفيديو من مشاهد تعنيف إمام مسجد لأطفال يحفظهم القرآن وصلت إلى ردهات المحاكم وحضرت خطبة الجمعة 17 يونيو 2022 في أحد مساجد سطات، وراعنى  أن الخطيب ذكر فيما ذكر -وفي الخطبة الأولى-  للإستدلال بالرفق بالمتعلمين وعدم القسوة عليهم حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا بال في المسجد، فثار إليه الناس ليقعوا به ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( دعوه وأهرقوا على بوله دلوا من ماء -  فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) رواه البخاري..

وفي نفس الإتجاه  أورد الخطيب حديثا آخر عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن فتى شابًّا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا! فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه! فقال: ((ادنه))، فدنا منه قريبًا، قال: فجلس، قال: ((أتحبه لأمك؟))، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لأمهاتهم))، قال: ((أفتحبه لابنتك؟))، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لبناتهم))، قال: ((أفتحبه لأختك))، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لأخواتهم))، قال: ((أفتحبه لعمتك؟))، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لعمَّاتهم))، قال: ((أفتحبه لخالتك))، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لخالاتهم))، قال: فوضع يده عليه، وقال: ((اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصِّن فَرْجَه))، فلم يكن بعد - ذلك الفتى - يلتفت إلى شيء؛ رواه أحمد بإسناد صحيح! صحيح أن الواقعتين اللتين سردهما الإمام  تفيد كادلة مرجعية يمكن الإستشهاد بها في الآداب والسلوك التي يجب أن يتحلى بها المسلم  في حياته العامة ولكن ولأن المناسبة شرط فان الخطيب أخطأ في العنوان  لأن ما  جاء  به كامثلة  كانت  في الطهارة  والفحشاء.. وليست  في التعلم .. وحفظ القران؟!.
  
كما كان يمكن لإجتهاد الخطيب أن يبلغ القصد  لو وقف عند أمثلة من منهجية الأسلوب النبوي في التعليم وما تتميز به أساسا من صفة التعلم بالتدرج المبني على تقديم الأهم فالأهم، ومعلماً شيئاً فشيئاً، ليكون أقرب تناولاً، وأثبت على الفؤاد حفظاً وفهماً، من ذلك ما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه ” كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يتجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن كما  أن من تطبيقاته صلى الله عليه وسلم في أساليب المربين ما قاله ابن شهاب ” ولا تأخذ العلم جملة، فإن من رام أخذه جملة ذهب عنه جملة، ولكن الشيء بعد الشيء مع الأيام والليالي “وكل ذلك في إطار من الرفق والليونة بالمتعلمين، وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرفق وشدد فيه فقال: (مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ)، ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ الرفق بوابة كل خير فقال (مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ، يُحْرَمِ الْخَيْرَ )، كما بَيَّنَ أَنَّهُ زِينَةُ العمل فقال: ( إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ)، كما أن الرفق يكون كذلك باللغة السهلة البسيطة الفهم والهضم..