دراسة: بعد اجتثاث جذورها من الشرق الأوسط.. موسم هجرة منظمة داعش الإرهابية نحو وسط إفريقيا

دراسة: بعد اجتثاث جذورها من الشرق الأوسط.. موسم هجرة منظمة داعش الإرهابية نحو وسط إفريقيا
كشفت دراسة حديثة، أصدرها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، عن أن وسط أفريقيا قد يكون وجهة تنظيم "داعش" القادمة، بعد سقوط دولته في مدينتَي الرقة والموصل قبل ثلاث سنوات، ومع تراجع الولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب داخل هذه القارة التي أصبحت جاذبة لتنظيمات العنف والتطرف.
 
وأرجعت، دراسة "ولاية داعش وسط أفريقيا.. إشكالية الصعود وآلية المواجهة"، التي أعدها منير أديب، الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، ذلك إلى الوضع الجغرافي لمنطقة وسط أفريقيا الذي يسمح بانتشار "داعش"، وكذلك لوضع المنطقة السياسي الهش وغير المستقر، فضلاً عن وضعها الاقتصادي الذي يتسم بالضعف، وكلها أوضاع تشكل بيئة حاضنة للجماعات المتطرفة عموماً.
 
وتقرأ الدراسة البحثية الحديثة اتجاه "داعش" إلى أفريقيا من زاوية هروب التنظيم من المناطق التي خسرها في الشرق الأوسط؛ فأمام مواجهة شرسة من قوات التحالف الدولي التي تشكلت في عام 2014، ومواجهة أخرى للقوات المحلية والإقليمية اضطر التنظيم للبحث عن أراضٍ جديدة، وصادف أن أفريقيا نفسها تشهد خروج القوات الأمريكية والأوروبية، وهو ما جعلها فرصة لـ "داعش" بعد تعثر عملياته في الشرق الأوسط.
 
وأشارت إلى أن هناك نقطتين مفصليتين كانتا وراء إعلان هذه الولاية الجديدة؛ النقطة الأولى سقوط دولة "داعش" في مارس من عام 2019، فلولا سقوط "الدولة" لما أعلن التنظيم قيام هذه الولاية، فأبوبكر البغدادي تحفّظ على هذا الإعلان ثلاث سنوات كاملة حتى تم في إبريل من عام السقوط نفسه، أما النقطة الثانية فهي تنامي نشاط "داعش" وسط أفريقيا بعد عشرات العمليات في العاصمة الأوغندية "كمبالا"، وربما ارتبط ذلك بتولي أبو الحسن الهاشمي القرشي، الملقب بـ "أبو إبراهيم الهاشمي القرشي"، شؤون التنظيم بعد مقتل "أبوبكر البغدادي"، وهو ما استدعاه للبحث عن انتصار جديد، فكان ذلك من خلال تنفيذ عمليات نوعية في مناطق لم يدخلها التنظيم من قبل.
 
كما أكدت الدراسة أن القارة الأفريقية عموماً تمثل بيئة صالحة وخصبة لتصاعد الأعمال الإرهابية خلال الفترة المقبلة، في ظل توافر العوامل التي تساعد على نمو نشاط التنظيمات المتطرفة، سواء المرتبطة بالقاعدة أو المرتبطة بداعش أو المحلية التي ليس لها امتداد بالخارج، وفي المقابل، ما زالت جهود المجتمع الدولي في مواجهة خطر التنظيمات المتطرفة في أفريقيا متدنية ودون المستوى.
 
وخلصت الدراسة إلى أن النشاط العملياتي في وسط أفريقيا لا يؤكد وجود تنظيم داعش فقط، بل تمدده أيضاً، بعد أن نجح في تكوين وتشكيل شبكات له، باتت قادرة على تنفيذ عمليات إرهابية واسعة النطاق، كما أن الجماعات والتنظيمات المحلية نجحت في تشكيل روابط وشبكة علاقات مع تنظيم داعش، وأبرزها تحالف القوى الديمقراطية الذي ينشط في أوغندا والكونغو وحركة الشباب الموزمبيقية.
 
وأوصت بضرورة إعادة ترتيب أوراق المواجهة وإعادة النظر في الاستراتيجيات الخاصة بمواجهة الإرهاب والتطرف في قارة أفريقيا؛ فإذا كان المجتمع الدولي وجّه أولوياته لمواجهة "داعش" في منطقة الشرق الأوسط من خلال التحالف الدولي عام 2014 حتى سقوط دولته، فليس أقل من توجيه الدعم نفسه لمواجهة خطر "داعش" ونظيراتها من جماعات العنف والتطرف في قارة أفريقيا، حيث يمكن للمجتمع الدولي أن يتبنّـى خطة طويلة الأمد لمواجهة الإرهاب في أفريقيا، تشرف عليها الأمم المتحدة، على أن تُضَمّن الخطة عناصر في مجالات مختلفة، مثل: الصحة، والتعليم وغيرهما.