سبتة ومليلية المحتلتان تحت حكم "الناتو" بعد قمة مدريد!

سبتة ومليلية  المحتلتان تحت حكم "الناتو" بعد قمة مدريد!
أكدت وسائل إعلام إسبانية أنه من المتوقع أن تحصل مدريد على اتفاق تاريخي مع الناتو لحماية سبتة ومليلية، المدينتين المغربيتين المحتلتين. وقالت "الكونفيدونسيال ديخيتال" إنه ذلك سيكون أحد الإعلانات العظيمة التي ستصدر عن قمة الحلف الأطلسي التي ستعقد يومي 29 و 30 يونيو في مدريد، بعد الخطوات السرية والضاغطة التي اتخذتها الحكومة و"الحزب الشعبي" في الأسابيع الأخيرة.

يذكر أنه حتى الآن، لا تغطي المظلة العسكرية لحلف الناتو مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، على الرغم من أن الأولى احتلت منذ عام 1580 والأخيرة منذ عام 1497. ولهذا، وفق ما صرحت به مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى لـ "الكونفيدونسيال"، فقد اقترحت الحكومة الإسبانية وحزب الشعب بشكل مشترك على الحلف الأطلسي "حماية سبتة ومليلية" بحيث "في أي خلاف آخر مع دولة ثالثة، إسبانيا وحلفاؤها يدافعون عن المدينتين ".

ويأتي الطلب بعد عام من الأزمة الخطيرة مع المغرب بسبب دخول أكثر من 10 آلاف مهاجر غير نظامي إلى سبتة، في ما اعتبرته مدريد ردا من الرباط على دخول زعيم جبهة البوليساريو في إسبانيا بطريقة سرية، وبأوراق مزورة.

وكان زعيم الحزب الشعبي، ألبرتو نونيير فييخو،  قد راسل حكومة سانشيز،  مقترحا أن تعمل على الحصول من الناتو على "ضمان حماية جميع الأراضي الوطنية مع إيلاء اهتمام خاص للأراضي غير شبه الجزرية، بما في ذلك تحديد ضمان الأمن وحماية الحلفاء على الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي ". وبعبارة أخرى، تقول "الكونفيدونسيال، فإن الحلف الأطلسي، بموجب الوثيقة التحضيرية لمؤتمر القمة،  ملتزم بأمن مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين والمتمتعتين بالحكم الذاتي.

ويتطلب قرار حماية الناتو لسبتة ومليلية تعديل المعاهدة التأسيسية للحلف، منذ عام 1949، علما أن هذا أمر بعيد الاحتمال لأنه يتطلب مصادقة الدول الأعضاء الثلاثين، حسب مجموعة من المراقبين.

ومع ذلك، أكدت المصادر الدبلوماسية رفيعة المستوى أن بقية شركاء الحلف، بقيادة الولايات المتحدة، بدأوا الآن ينظرون بشكل إيجابي إلى الطلب التاريخي لإسبانيا، خاصة بعد تغيير حكومة بيدرو سانشيز لموقفها من نزاع الصحراء، واعترافها بالسيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية، مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا بعد ذلك.

وكان الملك فيليبي السادس، خلال الاحتفال الذي أقيم في مدريد في 30 مايو، بمناسبة الذكرى الأربعين لانضمام إسبانيا إلى الناتو،  قد قال إن الحلف يجب ألا يهمل الجناح الجنوبي. مصرا على الحاجة إلى "نظرة بزاوية 360 درجة". كما أشار إلى أن الحرب في أوكرانيا لا ينبغي أن تجعل المشاكل التي يطرحها الجناح الجنوبي تقع في طي النسيان.